فرحة كبيرة عمّت الشارع السُّوداني بعد إعلان الوسيط الإفريقي السيد محمد حسن لباد أمس عن التوصل إلى اتفاق كامل حول الوثيقة الدستورية وحول كافة المسائل والإجراءات الانتقالية، وأن التوقيع على ذلك سيتم خلال “48” ساعة.. فرحة انتظمت كافة قطاعات الشعب، المتفائلُ والمُشرئبُ منهم لمستقبل أفضل، والمُتأذِّي والمُعانِي والمُحبط من الواقع الماثل وما تكرر من سلوكيات وتصرفات غير ناضجة، والمُتخوف والمُتوجس من انفراط وانفجار الوضع الأمني.. جميعهم فرحوا واستبشروا بالاتفاق عسى ولعل.
الاتفاق حسب ما أُعلن عنه، وزّع السلطات وحدّد التبعيات وسمّى المفوضيات واعتمد وثيقة الحقوق وتوافق على صلاحيات لجنة التحقيق، وعلى أنواع وحدود الحصانات وعلى ضوابط وإجراءات تعيين حاملي الجنسية المزدوجة في المناصب الدستورية… إلخ، وأعلن الوسيط الإفريقي عن أنّ الاجتماعات ستستمر بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير من أجل إكمال صياغة الإعلان بصورته النهائية وبحث الترتيبات الفنية لمراسم التوقيع على الاتفاقية!
من واقع تجربة الأشهر الأربعة الماضية وما سادها من اهتزاز ثقة ومماحكات و”طق حنك”، وما عاشه الناس وعانوه من مظاهر مترسة الطرق والحرائق وأخذ القانون باليد واستغلال الأطفال، وما تابعوه من إعلانات وتصريحات، فإن التفاؤل يبقى مشوباً بالتوجس والحذر خاصة بعدما أعلن أحد قادة قوى الحرية والتغيير أن التوقيع المنتظر خلال “48” ساعة سيكون بالأحرف الأولى، بمعنى أنه توقيع مبدئي لأغراض “الشو” والاحتفال والهياج العاطفي، أما التنفيذ فلا تزال تفصلنا عنه “جكة”، نسأل الله ألا تكون طويلة ومملة!
ومع كل ذلك، يبقى الأمل في أن يستشعر المعنيون حجم المعاناة والغلاء والشقاء الذي يكابده الناس، وينْفذوا دون تلكؤ لتشكيل مجلس السيادة ولتسمية رئيس الوزراء ولتشكيل الحكومة والمفوضيات ثم القفز على هذه الأُطر والهياكل المهمة إلى ما هو أوْلى وأهم، وعلى رأسه تحسين معاش الناس وخدماتهم وتغذية وتمتين روح ولُحمة التسامح والسلام والعدالة في المجتمع حتى لا تُهدر الطاقات في الاحتقان والكيد والاحتراب الداخلي الذي لا ينبت ولا يتعاظم إلا في مُناخ الكراهية والإقصاء والضيق بالآخر .
دعونا نستبشر ونحلم ونتفاءل، عساهم “يُخيبوا ظننا” هذه المرة، ويفاجئوننا بخططهم الجادة وخطواتهم العملية العاجلة غير الآجلة نحو ملء الهياكل ومغادرة محطة “اللكلكة” وضعف الثقة إلى محطة الجِد والاجتهاد والعمل ولا شيء غير العمل.. الناس وصلت الحد وبلغت “المعاناة” الحلقوم، ولا يحتملون المزيد!
خارج الإطار: رسائل وصلتنا من القراء الكرام محمود عبد الله وادي “أم روابة”، خالد “0968424771”، الطيب “0912672271”، صاحب الرقم “0122255046” وعمر حسن حامد “كسلا – الحلنقة” شكراً لكم .
الرقم 0912392489 مخصص لاستقبال رسائلكم