محمداني عبد الحميد رابح يكتب: كومر ود ضو البيت
محمداني عبد الحميد رابح يكتب: كومر ود ضو البيت
جاءني مسرعًا أحد الاصدقاء وأنا واقف على الضفة الشمالية لوادي أم قندول اتأمل في المياه الجارية.. فصل الخريف في مدينة مليط يا أحبتي لا يضاهيه جمال، الأعشاب بجميع أنواعها، الغابة الظليلة بأشجار الحراز والنخيل والسيسبان والمسكيت، الطيور وبما فيها الرهو والوزين والبلوم.. الوداي عند مجيئه مندفعًا نحو الخزان لا يرحم، يأخد معه كل شىء، الحمير، الكلاب، الأرانب، الاغنام وحتى البشر.. سكان المنطقة جميعهم يخرجون لرؤيته سيما وأنّه كان بمثابة متنفس لهم.
أعلم بأنكم في انتظار ما سيقوله لي صديقي، نعم حتى أنا في الانتظار (كومر ود ضو البيت جوه الحِله) هكذا قالها لي بصوتٍ تكسوه البرودة ثم فجأة اختفى من المكان! بعدها انهمر إلى أذني مع تلك الرياح كركبة محرك العربة المهترئ، نعم هذا صوته اعرفه تماماً، لأنّ في ذلك الزمان كانت هناك نُدرة في السيارات وأيضًا متعتنا كانت تكمن في التسلق على ظهورها دون أن يرانا السائق.. قبل أن أتخذ قراري بالذهاب والالتحاق بهذا الصاحب تناهى إلى مسمعي هذه المرة صوت وابور بئر إدم المنبعث من تحت الرمال المثقلة بأنين اللواري العائدة إلى مدينة الفاشر عند طلوعها مرتفع الكثبان الرملية أسفل مدرسة أم قندول، حينها فقط اكتفيت بالفرجة على هذا المشهد السينمائي تاركاً صديقي وحده وبت في حيرة من الأمر بالرجوع إلى الحي للتسلق او الاكتفاء بمتعة الطبيعة الخلاّبة.
وصلة
معايا معايا في الدرب الطويل
نحن في بداية طريقنا
كيف تقول لي مستحيل
فاصل
رحلت وجيت
في بعدك لقيت
كل الأرض منفى
فاصل اخير
كل طائر مرتحل
عبر البحر قاصد الاهل
حملته أشواقي الدفيقة