أشرف فوجي يكتب : الإنسانية تنتحب
23 يناير 2023
قرائي الكرام في مشارق الأرض ومغاربها بمختلف مستوياتكم ودرجاتكم العلمية المتفاوتة، وإثنياتكم وأوطانكم المتعددة المختلفة، إن الإنسانية تنتحب وتشكو إنسان هذا الزمان لطوب أرض القدر الذي تسبب لحكمة يعلمه خالقه في فقدان الإنسانية لحماتها من الأخيار الذين يقومون دوماً بنشر قيمها النبيلة وسماتها السمحة، وأشد أزر أهلها المتمسكين بالتراحم والتوادد والتكافل وغيرها من صفات الخير التي عمرت وجدان إنسان العصور السابقة وأحالت حياتهم لحبور وتصالح ووئام منقطع النظير استمتعت به الأجيال المتعاقبة قبيل اكتمال الالفية الثانية التي اطلت برأسها الافعوي الذي سمّم أفكار بني البشر – للأسوأ – من كائن أليف الى مستوحش حيث القسوة والأنانية والجنوح للشر المفرط وإعجاب كل ذي رأي برأيه والبُعد من نهج الله القويم وما يدعو إليه من فضائل اعمال جليلة، وغيرها من صفات السوء المتشعبة التي عمّت نفوس إنسان هذا الزمان الذي أوشك على التحول للعتو المحقق للتيه تحقيقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم – كل عام ترذلون- حتى إتيان موعد السلام الموعود الذي يعم الأرض كمقدمة لنهاية أبدية للكون وبداية حتمية لحياة سرمدية جديدة يسعد فيها السعيد ويشقى فيها الأشقياء من لدن آدم عليه السلام والى زمن التمرد على الخالق ونبذ الفضيلة وتبدل المعايير الذي نقاسي ويلاته هذه الايام من ضنك وكآبة وأرق واختلاف وتناحر واقتتال لأتفه الأسباب والدوافع، ملأ الحياة جوراً وظلماً غير مسبوق دفعت عددا مقدرا من الضالين للانتحار ووضع نهاية قاسية لحياتهم البائسة غير المطمئنة لنأيها عن شرع الهادي ومغير الأحوال وامتثالها لوسوسة اللعين.
قرائي الكرام، إنّ الإنسانية أوشكت على انتقالها لمثواها الأخير جراء الممارسات النشاز لإنسان هذا العصر الذي أوشكت حياته الزائلة على الغروب، وإن كثرة موت الفجأة وجائحة كورونا وغيرها من جوائح فتاكة متتالية متواصلة غير معهودة، إلا إنذار مبكر من جبار السماوات والأرض لنهاية حتمية عاجلة آتية ظهرت كل أماراتها الصغرى تعقبها كبرى متلاحقة تبطل عند حدوثها تقنيات أجهزة الدول المتقدمة صاحبة الإمكانيات المادية المهولة، وبالتالي رجوع الحياة لآلاف السنين الضوئية الى الوراء، تحقيقاً لوعد المعركة الفاصلة بين أهل الإيمان والكفر واقتتالهم من جديد بالسلاح الذي انتصر بها المسلمون في تلك الأزمنة الغابرة من عمر بداية آخر الزمان لنصرة المسلمين وإعادة مجدهم المفقود وشيوع العدل في الأرض لإسدال ستار الزمن القدري المحدد لعمر الكون ونشوء حياة سرمدية أخرى، يهنئ فيها السعيد الذي امتثل نهج ربه ومليكه ويشقى فيها من أبى وعصى في الحياة الدنيا.
قرائي الكرام، إنّ ما يجري من غليان وحراك وحروب وانتشار غير مسبوق للظلم بين البشر على مستوى الأسر والدول والشعوب هي مُؤشراتٌ واضحةٌ لنهاية قادمة ودافع قوي لكل من ألقى السمع وأمعن نظر الحكمة في ما يجري ويحدث للأوبة والتوبة ووضع حد فاصل للغفلة التي تملكتنا جميعاً إلا من رحم ربي من القابضين على جمر التدين والاستقامة المرفوضة في هذا الزمن العصيب.