مروة علي تكتب: ابقنا قيد ابتسامة
مروة علي تكتب: ابقنا قيد ابتسامة
يحاصرني وجهك، عيناك تقتلني، تشُدُ ذراعك أكثر فأشعر بدفء حضنك وأنا اقرأ في عينيك إحساساً مزیفاً، أسمع أنفاسك المتصاعدة تسابق دقات قلبك، كأنها أنفاس محتضرٍ.
أريدك أن تغدو حقيقياً مثل الآخرين لا تؤذني بعواصف وسيول رغبتك وبريق عينيك الحمراوتين، الوحشيتين اللتان طالما انتظرتهما على شوق حراق، على شواطئ الذكريات، على حافة الموت، وعلى سكة القطار، وعلى الفراش الأبيض..
انتظرت حتى ذابت كل الشموع وتحجر عطري، وتجمد الدم في عروقي وأصبحت أنا والمقعد شيئاً واحدً، وحتى تلى المساء مساء ومساء..
الأمر يبدو لي كالحلم باستثناء أمر واحد إني كنت أبكي، أجل بكيت! بكيت كطفلة في الثانية من عمرها تفتقد حجر أمها، وأنت كنت دائماً مولعاً بالتأخير ظهرت متأخراً جداً من بين حُطام أضلُعي مقتلعاً قلبي بيدك، تمزقه ولا تبالي، وترسم على وجهك تلك الابتسامة السحرية التي طالما أسرتني وكانت كالفخ الذي لا أنفك أسقط فيه كل مرة، ومرة وبعدها تهرب أنت بعيداً في كل مرة ومرة… لم تبد لي ملامحك واضحة باستثناء ابتسامتك أستطيع أن أراها من بعد أميال، وهي الشئ الوحيد الذي يبعث على الجنون، لو تعلم كم هو ممتع انتظار الهاربين لما هربت..