الورشة المصرية.. هل تنهار في عتبة الدخول؟
الخرطوم- عوضية سليمان
دعت الحكومة المصرية الفرقاء السودانيين، لورشة حول آفاق التحوُّل الديموقراطي في السودان، وهي خطوة وجدت السند من معارضي الاتفاق الإطاري، بينما قوبل بالرفض من فصائل الحرية والتغيير ومن كيانات سياسية أخرى. ومن المعلوم أن الاتفاق الإطاري تم التوقيع عليه بعد جهود قادتها الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات, إلى جانب الآلية الثلاثية المؤلفة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية (إيقاد).
تعقيد الأوضاع
ويرى خبراء أن تدخل القاهرة مؤخراً عبر مبادرتها التي طرحتها يجئ بسبب قلقها إزاء حالة السيولة السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد, ولعدم رضاها من استبعادها من الرباعية الدولية المعنية بالملف السوداني، كما أن تعامل بعض الأطراف الرباعية مع أزمة السودان يزيد من تعقيد الأوضاع, لأنها تضعف دور المؤسسة العسكرية وتدعم مكونات صغيرة بلا ثقل سياسي, ولا إرث تاريخي ولا جذور اجتماعية, وهو ما يهدِّد أمن السودان واستقراره. فيما يقول خبراء آخرون أن لم تتحرك الا بعد ان التوافق بين العسكريين والحرية والتغيير والصول الي مرحلة التوقيع علي الاتفاق الاطاري ويبدو أنها قد تفاجأت بالامر، وانها على الدوام تشكل الدور السلبي تجاه قضايا السودان، ومؤخرا قد أدراكت خطورة ابتعادها عن المشهد السوداني.
تضارب
ومن بين المؤيدين لحضور الورشة المصرية ، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل جعفر الميرغني، حيثأعلن الميرغني عن دعمه لها وقال: إن التحرُّك المصري وجد قبولاً كبيراً وهو ما يبحث عنه السودانيون، مشدِّداً على أن التحرُّك يسعى لتوافق سوداني سوداني، وأن مصر لم تتدخل ولم تفرض شيئاً على السودان، وأنها قادرة على قيادة الحل السوداني، مؤكداً مشاركته في ذلك الحوار، ويتفق معه معتز الفحل الذي قال لـ(الصيحة) : من الأول رحبنا بالمبادرة وأن المصريين طرحوا دعوة لورشة لتبادل الأفكار، فيما هو معقد، وهو متاح في المشهد السياسي, وأضاف: نحن نرحب بكل المبادرات السابقة مع خصوصية طرح المبادرة, مؤكداً بأن هنالك أوضاع معقدة في السودان مع احتقان كبير جداً, وأضاف بالرغم من الحديث عن الاتفاق الإطاري, إلا أنه يواجه مشاكل, لذلك لابد من الحلول, وقال: بهذا الشكل سوف يعقد المشهد أكثر, وأبان أن مبادرة مصر لها تأثير كبير, وهي الدولة الوحيدة التي تتأثر سلباً وإيجاباً بأحداث السودان, وهي جزء من تقاطع المشهد الداخلي, وهي من رحبت بالاتفاق الإطاري عبر بيان لها, وطالبت بأن الاتفاق الإطاري يصطحب معالجه قضايا الناس, وأن المعايير واضحة في ذلك وليس كما يزعم البعض,. لذلك الدور المصري دور مهم ومحوري, وقال: نعتقد أن مصالحنا مع مصر تدخل فيها تقاطعات كبيرة, سياسية, اقتصادية,اجتماعية وحدودية, مؤكداً قدرة مصر على الحل السوداني, واصفًا مصر بالمؤهلة وأن تلعب دوراً إيجابياً, بما لديها من علاقات جيِّدة بكل القوى السياسية, وقال: إن الإصرار على مصر يرجع إلى التعبئة السالبة ضدها التي قامت بها الحركة الإسلامية, والأخوان المسلمين, منذ استلام السلطة عام 89, وهناك حالة استقطاب حادة منذ ذلك الوقت, لأن الإسلاميين كانوا مسيطرين على المشهد الداخلي. لذلك الدور المصري دور داعم للمعادلة, بل كانت من الداعمين للمعارضة السودانية, وللتحوُّل الديموقراطي للسودان, كذلك كانت داعمة للتجمع الديموقراطي, واستقبلت السودانيين في فترات القحط والقهر.
عدم رضا
في السياق قال الناطق الرسمي باسم القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري والقيادي بائتلاف الحرية والتغيير، خالد عمر يوسف، في حوار على تطبيق (كلوب هاوس): “هناك عدم رضا من الموقف المصري من ثورة ديسمبر وحتى توقيع الاتفاق السياسي الإطاري”. ورأى أنه من الممكن تجاوز هذا الموقف “بالنقاشات مع “مصر الرسمية” على حد قوله.وبشأن الورشة التي دعت لها القاهرة وقاطعها التحالف، أوضح يوسف بأن الاتفاق الإطاري شمل غالبية القوى السياسية في السودان، ما ينفي مبرر العودة إلى نقطة الصفر أو خلق مسار بديل سواءً عن طريق المبادرة المصرية أو غيرها.