(في تلك العتمة الباهرة) لن تكون هذه الأسطُر والكلمات، إلا نقطة صغيرة وقطرة لا تُرى بالعين، من بحر ما يُعرف بأدب السجون، فالتاريخ البشري أشعاره ورواياته ومروياته الخالدة امتلأ حتى أُتخم، بضرب من أضراب الفن الكتابي الإبداعي الذي هو وليد المحابِس والزنازين وغياهب السجون على مر العصور وتعاقُب الأيام، فما نكتبه هنا لا يُمثّل شيئاً من تلك الأسفار الضخمة العظيمة، غير أنه تجربة خاصة، خشيت أن يموت أوارها بتجاهل منفعتها، أو يتلاشى بريق لحظاتها الزاهية بتثاقل السعي لتوثيق نزر يسير منها.. فهي فقط ستة أيام لا غير، لكنها تُساوي أشهراً وسنوات إن قيست بفوائدها وفرائد ما استخلص منها وفاض..
لا أدري لمَ قفزت إلى الذاكرة الرواية التي كتبها بالفرنسية الروائي المغربي الشهير الطاهر بن جلون (تلك العتمة الباهرة) التي تحكي قصة (عزيز بن بين) الذي اتّهم في محاولة انقلابية على الملك الحسن الثاني ملك المغرب وهو بقصره بمدينة الصخيرات المغربية1971م، أودع عزيز مع الانقلابيين سجن (تزمامارت) في عمق الصحراء المغربية، وقضى فيه فترة عقوبة وصلت إلى عشرين سنة، ذكر فيها أهوال سجنه وما لقي فيه، رغم أن الفارق كبير والبون شاسع جداً بين سجن تزمامارت الذي حكى عنه الطاهر على لسان بطل الرواية، وبين سجننا أو معتقلنا الذي هو قصر منيف مقارنة بما جاء في الرواية التي نالت عدة جوائز عالمية، إلا أن الكتاب وكاتبه وبطله وأهوال السجن التي صُوِّرت بدقة قلمٍ وإبداعِ كاتب، سيطرا على التفكير، ونحن ندلف إلى داخل الفناء الخارجي للمعتقل على خلفية الإعلان عن انقلاب عسكري، لكن دعك عن الانقلاب تلك قصة أخرى لن تُروى هنا في هذا المقال.. المهم هو أن العتمة الباهرة ألقت وشاحها على الأعين والذاكرة.. وتضاءلت المسافة الزمكانية بين المُتخيّل والحقيقة والواقع والطيف اللامرئي، لتجعل الحس الصحفي كأنه ممر ممشى سرمدي طويل لا تخوم له ولا فاصل، يتحفّز هذا الحس لما وراء تلك العتمة الباهرة..
ولمّا كان أدب السجون تراثاً إنسانياً باذخاً تهمِي زخّاته على كل سجين يقتات من الكلمات والآداب والفكر والفلسفة، فقد تزاحمت على مدخل الزنزانة بعض تجلياته من روعة القصص القرآني في (سورة يوسف) التي تمثل وحدها عالماً من الإبهار التصويري الفني وفضاءً من العِبر والعِظات والطمأنينة والتأويلات والاستخلاص بلا مثيل.. لحظات مرّت، دانتي متأبّطاً مؤلفه العظيم “الكوميديا الإلهية” التي استلهمها وهو في سجنه بفلورنسا، وروميات أبي فراس الحمداني، وهو في سجن البيزنطيين، وهو يرسل آهاته وقصائده الحِسان من أقبية السجن الرطبة فخلّدها الزمانُ كما خلّد أشعار الحطيئة وابن عمار والمعتمد بن عباد وبكائيات ابن زيدون، والشاعر العباسي علي بن الجهم، وأبو الطيب المتنبئ.
وترنّ في المسمع القصيدة العصماء الباقية كالوشم في ذاكرة الأيام للشهيد هاشم الرفاعي – رسالة في ليلة التنفيذ –(أبتاه ماذا قد يخط بناني)، ورأيت طيفاً من طابور طويل لعظماء المفكرين والمصلحين في سجونهم سطّروا منجاة الشعوب من وهادها، وأحدثوا التحوّلات التاريخية من سجونهم، فلولا السجن في قلعة (فارتبورغ) لما استطاع مارتن لوثر أن يُعيد قراءة العهد الجديد والإنجيل، ليفترع الديانة المسيحية في نسختها البروتستانتية الحالية، ولولا الاحتجاز على ظهر سفينة في القرن السادس عشر لما كتب ميشيل دي سرفانتس رائعته الشهيرة (دون كيشوت) وخلّد فيها تلك الصورة الساطعة للصراع مع طواحين الهواء، ولما وجدنا في التراث الأدبي والشعري أشعار الشعراء وخاصة السوري محمد الماغوط وديوانه الشهير “العصفور الأحدب” والأدب الفلسطيني الذي أعطى بعدًا جديداً في الأدب العالمي، وهو يُجسّد قسوة الاحتلال الصهيوني، ومحاولات قهر الشعب الفلسطيني، وشعراء المحابِس في فلسطين كُثر لا يحصون، ولولا السجن لما وجدنا رواية “شرق المتوسط” لعبد الرحمن منيف، ولا عرفنا رواية “شرف” لصنع الله إبراهيم، ولا كتابات المفكر الشهيد سيد قطب، ولا أروع التفاسير وكتب الحديث والفقه لكبار الدعاة والإصلاحيين من قيادات التيار الإسلامي الحديث، ولا عرفنا ما قاسته زينب الغزالي من أهوال السجون، ولا عذاب السجون في الفترة الناصرية البائسة، ولا الكثير عن السجون في عالمنا العربي، ولولا سجون جزيرة روبن وبولسمور وفيكتور فيرست لما عرفنا نلسون مانديلا ورفاقه من المناضلين أمثال أحمد كاثرادا، وريمون مهالابا، ودينس غولد بيرغ، وأندرو ماغيني، ولولا فترات السجن الطويلة لما وَجَد المفكر الإسلامي الكبير مالك بن نبي، والمفكر العالمي الدكتور حسن الترابي وقتاً لرفد البشرية بكتبهما وأفكارهما المكتوبة وإبداعهما واجتهادهما الفكري الكبير..
(صِحاب السجن)
دخلنا المعتقل نحن ثلة، لحظة دخولي كان أمامي بدقائق معدودات الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول الأسبق، الذي خُصّص له مكان في الطابق الأول من بناية حصينة ضخمة تُسمى الفندق وأحياناً (الثلاجات) لبرودة التكييف المركزي فيها، ونوع أبواب غرف المعتقلات، وهي أبواب من الفولاذ القوي العصي حتى على التفجير، أُخِذتُ للطابق الثالث، يوجد ممر طويل حصين المداخل، تفتح عليه خمس زنازين فردية، ويمكنك أن ترى بقية الطوابق في الجهات الأخرى نسبة لطبيعة تصميم المبنى الذي تتوسطه ساحة داخلية تطل عليها الطوابق الأربعة، جواري في الغرفة الرابعة الأستاذ الكبير سيد الخطيب، وفي الغرفة الثالثة الوزير السابق أسامة عبد الله، يوجد في الغرفة رقم (2) اللواء المتقاعد مبارك محمد أحمد، لم يعلم أيٌّ مِنا بوجود الآخرين إلا بعد يومين عندما فُتحت لنا الأبواب لممارسة نوع من الرياضة (رياضة المشي)، في الممر الذي يبلغ طوله أربعة عشر متراً تقريباً، ثم سُمِح لنا بالبقاء في هذا المرر لأوقات أطول، للصلاة أو تناول الوجبات..
تكمُن قيمة السجن الحقيقية في التأمل ومخاطبة النفس ومُواجهتها عندما تكون بعيداً عن زحمة وضجيج الحياة، تبقى مع نفسك تُخاطبها تُحاورها تحاسبها وتعيد رسم مساراتك، لكن مُتعة السجن هي أن تجلس إلى هؤلاء الصحاب، تنتفي الدنيا بكل بهرجها، تتساوى الظروف والأوقات والمصائر، فما تعلّمتُه شخصياً من إخوة السجن في ستة أيام لم أتَعَلّمه في سنوات ست طويلة أو تزيد.
كان الأستاذ سيد الخطيب الذي أعرفه من سنوات طويلة جداً تمتد لعقود، لكني لم أعرفه وأعرف كنهه وحقيقته وسريرته إلا في السجن، كنا نعرف عنه ونوقن أنه عالم موسوعي مُفكّر عميق النظر، مُثقّف رفيع من الطراز الأول، ففوق ذلك كان في السجن سيد العابد، الفقيه المحب لكتاب الله، فهو حجة في علوم القرآن وقراءاته وأسراره وعلياء معانيه، كما أنني اكتشفت معرفته بالسودان مجتمعاً وحياة بواديه البعيدة وذكرياته في بوادي الكبابيش ودار حامد ومجتمع الجزيرة والشمالية وأهالي السودان في أصقاعه المختلفة، ولسيد الخطيب صبرٌ على المَكْرَه لم أشهده في كثير من الناس، وقدرة على التحمّل رغم أنه أجرى عمليات جراحية في قلبه المُثقَل بالهم، وما وجدته من كنز معرفي هائل عنده هو ما حبّب إلى السجن على خارجه، فالمُراجعات المهمة التي يجب أن يتحاوَر فيها الناسُ في تجربة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وهو من دهاقنتها وأساطينها، كان محل نقاشات عميقة قلَّ أن تجدها عند غيره، تقييماً واستبصاراً لرؤى قادمة واستشرافاً لمستقبل آت، وبما لدي من اهتمامات خاصة في العلاقات والسياسة الدولية توفرتُ على حقائق ومعلومات ليس من اليسير الحصول عليها، لكن أهم ما استفدتُ منه أنني مولَع للغاية من سنوات طويلة بتتبّع ومعرفة كل ما يكتب وينشر ويعرف عن حركة المسلمين السود في أمريكا الشمالية منذ نشأتها على يد الآباء المؤسسين عند استجلاب الرقيق السود من أفريقيا، وكثير منهم كانوا مسلمين، إلى أن ظهرت قبل سبعة قرون تقريباً حركة أمة الإسلام علي يد (أليجا محمد)، ثم ظهور مالكوم أكس في نهاية الخمسينيات وستينيات القرن الماضي حتى اغتياله في 21 فبراير 1965م، ثم مواصلة وتجديد وارث الدين أكبر محمد نجل الأليجا محمد لأمة الاسلام وظهور لويس فراقان وغيرهم من قيادات السود الأمريكيين وتاريخ ومسيرة هذه الحركة المُلهمة التي يعرفها سيد الخطيب معرفة لم تتوفر لسواه، لأنه كان قريباً من نبضها ومعايشته لها في فترة تواجده في الولايات المتحدة مطلع السنوات الثمانين من القرن الماضي.
كان أسامة عبد الله صورة أخرى لا يُدركها كل الناس، ألفيْته في السجن كعادته صائماً لم يفطر يوماً، كثير الصلاة والقيام والدعاء، بسيطاً في تعامُلِه يجد طريقه إلى قلوب حتى سجانيه ومن هم في السجن، ظل حريصاً على خدمتنا جميعاً سباقاً إلى ميقات الصلوات الخمس، من فجرها إلى عِشائها، يختزن في صدره الكثير والمثير والخطر من أسرار السياسة السودانية وتفاصيلها من غير ادعاء أو مباهاة، صحّحتُ منه الكثير من وقائع ما حدث طوال عهد الإنقاذ، ووجدت عنده معلومات لو كانت تُدلق على المرأى والمسمع السياسي لتغيّر مسار الأحداث في بلادنا.
الأخ مبارك محمد أحمد بتجربته الأمنية الطويلة وخبراته المتعددة في مجالات عمله وفي مجال الاتصالات، وعمله كقنصل في روسيا في أدق أيامها في عهد بوريس يلسن، ثم مجيء فلاديمير بوتين تحوي الكثير، متواضع ولطيف العبارة عالي التهذيب. ولم يقطع أحاديثنا آناء الليل وأطراف النهار إلا صوت الدكتور أسامة علي توفيق يأتينا من طرف آخر من المعتقل بروحه المرحة وضحكاته المُجَلجِلة وتعليقاته البكر التي يُطلقها في وقتها ساخراً ومازحاً..
من بعيد، كُنّا عبر الشرفة المغلقة بسياجات محكمة نشاهد شيخ الزبير يتمشى في الممر أمام زنزانته، والأخ المهندس طارق حمزة المدير العام لسوداتل، والوزير السابق كمال عبد اللطيف والفريق محمد مختار وآخرين..
ما اتفقنا عليه جميعاً أن الإخوة في إدارة المعتقل تتّسم معاملتهم بخلق رفيع وتعامُل كريم فيه قدر وافر من الاحترام، لم نجد منهم إلا خيراً، الضباط وضباط الصف كلهم يلتزمون سلوكاً مهنياً منضبطاً وراقياً يؤدون واجبهم باحترافية واضحة مع خلق سوداني نابع من تربيتنا وأخلاقنا التي تربّينا عليها ونشأنا تحت سمائها التي لا تدانيها سماء.
(رفاق الظل)
في السجون والمعتقلات دائماً رفاق وصِحاب آخرون، أشهرهم صاحبا السجن مع نبي الله سيدنا يوسف، وخلّدهما القرآن الكريم بذكر قصتيهما ومصيرهما، أما غيرهم من رفقاء السجون في المجرى الطويل في تاريخنا فكثير وكثير، أما أنا فقبل أن أذكر شيئاً عن صحاب السجن في الأيام التي قضيتها هناك، رفاق لي في سجني أن أذكرهم وأذكّر بهم دائماً، فهم الأنيس في كل الساعات خلال اليوم والليل الطويل:
الكتب ونظارة القراءة:
تمّ أخذ كل مُتعلّقاتنا عند الدخول للمعتقل كإجراء روتيني معمول به، ولم يُترك لي غير نظارة قراءة رمادية اللون أخذتها معي في جيبي، وطاقية بيضاء على الرأس كانت ثالث ثلاثة، وهي وعمة وشال، من خلال هذه النظارة وأنا في زنزانتي جُبتُ العالَم والتاريخ والمعرفة كما شئت، بجانب القرآن الكريم الذي زوّدتني به فور دخولي إدارة المعتقل، كانت ثمة كتب وجدتها في الزنزانة وهي تركة من سجين سابق، هي صحيح البخاري وكتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، وكتاب أدب الكاتب لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، وهو من كتب التراث العربي الأدبية القيمة، كان الكتابُ مُمزّقاً بلا غِلاف، قرأت فيه من قبل في حياتي، لكن نظارتي جعلته مع الكتب الأخرى خير جلساء..
تجولتُ مع كتاب “فصوص الحكم” لابن عربي في فتوحاته العرفانية وتأملاته الصوفية عن الأسرار الإلهية الكبرى، وهو أهم وأعمق كتبه، وفي سيرة ابن عربي وتجواله من المغرب في الأندلس إلى المشرق في العراق حتى مكوثه في أرض الشام ما بين دمشق وحلب وحمص، ووفاته في دمشق الفيحاء ما يجعل القارئ يقف وهو يستحضر بقية كتب هذا العارف بالله والشاعر والفيلسوف المسلم الكبير، إن تلّة التصوّف الإسلامي عالية بلغ فيها المتصوفة الكبار ذُرى لم يبلغها قط من قبلهم ولا من بعهدهم من الملل والنحل في معرفة الذات الإلهية والكون وأسراره.. ومن قرأ فصوص الحكم ويتتبع فيه حكم الأنبياء كما شرح وبيّن فيها المؤلف سيجد في نفسه سكينة تسبقها حالة من احتقار النفس والذات، واحتقارها إذا كانت غارقة في الطين تُلهيها الحياة وزينتها وزخرفها وبريقها اللامع الكذوب.
كانت هناك كتب أخرى، كتاب عن المجاهد الليبي الكبير الشهيد عمر المختار، وكتاب عن تاريخ الحركة العمالية في السودان، وكتاب عن التحوّلات السكانية والديمغرافية في بلادنا، ومقدمات في علم الاجتماع السكاني، ومجموعة قصصية قصيرة لكاتب سعودي، والغريب أني وجدتُ كتاب البلاغة التوجيهية لعلي الجارم وأحمد أمين من مقرر المنهج الدراسي في جمهورية العراق، وكنا قد درسنا هذا الكتاب في المرحلة الثانوية، وقد سبقني ساكن الزنزانة من قبلي في الكتابة على هوامش الكتب وأغلفتها، وما أفدته من التعليقات والهوامش بقلم الرصاص الذي كُتِبت به لشيء عظيم لا يُضاهى . جُلِبت لي بعد أيام كتب من المنزل تنوعت ما بين السياسة والتاريخ والرواية من بينها رواية (العدد صفر) التي اختارها لي ابني (أبي الصادق)، وهي جزء من اهتماماته وقراءاته واختياراته، الرواية صدرت في العام 2017 للروائي الإيطالي (امبرتو إيكو) ومن غرائب الصُّدف أنها تحكي عن مجموعة صحفيين أرادوا إصدار صحيفة لم تصدر أبداً، تداخلت القصة حول جوانب سياسية وتاريخية في سرد دائري ممتع مليء بالحركة ودهشة الحكي البسيط المباشر.
في غرفة المعتقل أو الزنزانة بمعتقلات جهاز الأمن شمال موقف شندي بالخرطوم بحري، يوجد جهاز تلفاز على قرب سقف الغرفة يمكنك أن تشاهد عليه بعض قنوات سودانية وقناة اقرأ، وقنوات تبث القرآن الكريم، وما أجمل هذه السلوى أن تطل على العالم من خلال هذه القنوات وأخبارها ومتابعتها، يختلط الصوت مع أزيز فتحات التكييف المركزي للزنازين التي تتعطل أحياناً، في بعضها يوجد حمام داخلي مع حوض لغسل الأيادي خارج الحمام، وطاولة صغيرة ملصق معها مقعد بجانب السرير وكلها من الحديد، ومرتبة من الاسفنج ومصلاة نظيفة أنيقة وفرش من حصير البلاستيك على الأرض. يعطونك فرشاة ومعجون وصابونة للاستحمام ويوفرون لك وجبات الفطور والغداء والعشاء بجانب الزبادي والبيض المسلوق وقطعة واحدة من البرتقال المستورد كل يوم ولا يمنع عنك الدواء، فهناك طبيب يمر بشكل راتب أو عند الطلب ويسمح لك باستجلاب الملابس والاحتياجات الشخصية من المنزل.
(وقد ناحت بقُربي حمامة)
يقال.. وهذا قيل عن رواية الأردني أيمن العتوم (يا صاحبي السجن): إن شخصيات السجن ليست أي شخصيات، يستحيل أن تعثر عليها لو خرجت من السجن خمسين متراً، شخصيات لا توجد إلا خلف القضبان، ولا تتشكل إلا حين تطعنها سكين الوحدة والأمل والترقّب والخوف والرجاء والحزن والفرح والشك واليقين والعبودية والحرية… شخصيات لا تتعرف إلى نفسها لو هي أرادت أن تعرف من هي حين تغادر قضبان السجن إلى الأفق الممتد بلا نهاية ..”
عزيزي القارئ: تجربة السجن تكتشف فيها أنك إنسان … فقط أنت إنسان وعندها يبدأ طريقك من أجل الإنسان …