عندما نهض في صدر تسعينات القرن الماضي مصرف يحمل اسم بنك الشمال الإسلامي، تساءل الكثيرون يومئذ .. إن كان هذا الاسم يعني الشمال الإسلامي والجنوب غير المسلم، ولم يكن الانفصال قد وقع يومئذٍ …
* أم إن الشمال المعني هو المنطقة شمال مدينة الجيلي حتى دنقلا وحلفا، ولايتا النيل والشمالية، ولما تدرك بطبيعة تعامل البنك مع جمهور العملاء من جهات السودان الأربع، وأنه لا محالة سيتخذ فروعاً له في الشرق والغرب والوسط والجنوب عندئذ تتساءل بإشفاق .. لماذا حشر هذا البنك نفسه وطموحاته في هذه المنطقة الضيقة !!
* لن تدرك أسباب ذلك إلا عندما تطلع على أبعاد نزوع سدنة المصارف يومئذ، بحيث نهض بذات المسوغات مصرف يحمل اسم بنك الغرب الإسلامي، قبل أن يتحول إلى بنك تنمية الصادرات، وكان بعض النشطاء المصرفيين قد حصلوا على تصديق لصناعة بنك الشرق، إلا أن تلك التجربة لم يكتب لها النجاح و.. و….
* وعندما تم توقيع اتفاقية السلام أسس الجنوبيون مصرفهم التقليدي الربوي الخاص بهم بالخرطوم تحت اسم افوري، بحيث أوشكت الحركة الشعبية ومضاهاة لتلك الثقافة المصرفية السائدة، أوشكت أن تسمي مصرفها باسم، بنك الجنوب غير الإسلامي….
* كنت أرى ولازلت، بعد أن أصبحت الصيرفة الإسلامية سياسة مصرفية رسمية وفق تبني البنك المركزي لها، بألا ضرورة إلى إيراد صفة الإسلامي للبنوك، على أن هذه الصفة كانت تميز البنوك الإسلامية قبل تعميم التجربة، حتى سيتي بانك فرع الخرطوم كان ملزمًا بالتحول إلى النظام الإسلامي وفق تعميم سياسة الصيرفة الإسلامية، دون الحاجة الى تسمية (سيتي بانك الإسلامي)، وذلك قبل أن يغادر ذلك الفرع الخرطوم على إثر أسلمة الأنشطة المالية المصرفية السودانية …
* كنت يومئذ أعمل ببنك التضامن، عندما قال لي الشاعر سبدرات .. إن بنك التضامن هو أول مصرف سوداني ينهض على مضمون هو التضامن، بعد أن استنفد المصرفيون السودانيون أسماء المدن والجهات … والإشارة هنا إلى بنك (الخرطوم)، بنك (أمدرمان) بنك (الشمال) و(الغرب)!!
* أكتب هنا المقال بالتزامن مع احتفال أسرة الشمال الإسلامي ظهر يوم السبت 3/8/2018 ، بمناسبة التخلص من أعباء ضيق الشمال إلى سعة (مصرف البلد)، بحيث آن لكم أصدقائي، الوفي محمد الحسين جعل، والأرباب (ود الشيخ) وشيخ العرب عبد المنعم … وكل الأصدقاء ببنك الشمال … آن لكم بعد غربة وشوق سني الشمال … أن ترددوا أهزوجة… رجع البلد بعد السنين … يا دوب العيون سهرن هجد …. ما أوسع وأروع البلد..