Site icon صحيفة الصيحة

سراج الدين مصطفى يكتب: أبو ذر الغفاري.. اللغز الكبير!!

سراج الدين مصطفى

 

 

(1)

حينما تغنى مصطفى سيد أحمد بأغنية (في عيونك ضجة الشوق والهواجس) كانت أغنية تشابه مشروع مصطفى سيد أحمد ورهانه على تقديم مفردة غنائية مختلفة، وهو مشروع بدأه مع مجموعة من الشعراء أمثال صلاح حاج سعيد، الذي تغنى له بمجموعة من الأغاني مثل (الحزن النبيل .. الشجن الأليم .. المسافة .. كان نفسي قولك)، وليحيى فضل الله يا ضلنا وأسئلة ليست للإجابة ولقاسم أبو زيد كوني وضليت ولمحمد المهدي عبد الوهاب أغنية اخوان الإنسانية.. بعد ذلك الجيل توجه مصطفى لبعض الشباب أمثال الصادق الرضي في أغنية غناء العزلة ضد العزلة وعاطف خيري.. وللشاعر (أبو ذري الغفاري) أغنية (في عيونك ضجة الشوق والهواجس).

(2)

حينما قدم مصطفى سيد أحمد أغنية (في عيونك ضجة الشوق والهواجس).. مثلت الأغنية فتحاً جديداً في الأغنية السودانية وتجربة مصطفى سيد أحمد ذات نفسها.. لأنّ الأغنية تمثّلت فيها قمة الحداثة الشعرية وتجاوزت مربعات الكتابة العادية بلغة جديدة ومتفردة وأخيلة شعرية تنم عن موهبة متفتقة ومجنحة بالخيالات الإبداعية.. والأغنية شعرياً بدأت بإدهاش شعري عالٍ حينما قال شاعرها:

في عيونك ضجة الشوق والهواجس

ريحة الموج البنحلم

فوقا بي جية النوارس

ياما شان زفة خريفك

كل عاشق أدى فرضة

ما في شمساً طالعه طلت

إلا تضحكي ليها برضو

والغمام الفيكي راحل

في الصنوبر يلقى أرضو

والصباح امتد يا ما

كل ما جاوبتي نبضو

(3)

كانت الأغنية ذات نفسها عبارة عن سؤال كبير حول الشاعر أبو ذر الغفاري.. فهي لم تقدم كشاعر فحسب، بل قدمته حوله السؤال الكبير (أين اختفى الشاعر أبو ذر الغفاري منذ العام 1992 وحتى اللحظة).. ذلك هو السؤال الذي استعصى على الإجابة، الكاتب والصحفي موسى حامد في مقالة له حاول أن يجيب على السؤال حينما كتب: الاحتمالاتُ والروايات في سيرةِ اختفاء الشاعر أبو ذر الغفاري، لا تزالُ تتراكم وتتناسل وتُروى. وإنْ اتفقتْ في جزئيةٍ واحدةٍ منها على شخص عادل، ذي البشرة الأقرب للبياض، الذي ناداهُ من منزله بالحاج يوسف، وأخذه إلى مكانٍ لم يعلمه أحدٌ إلى الآن. كما لم يعلمُ أحدٌ أو يلتقي بعادل، أستاذ اللغة الإنجليزية بمدارس الشعب ببحري، مرةً أخرى، وإلى الآن. هكذا ببساطة: “فصّانِ من ملح، وذابا”. أبو ذر الغفاري وعادل، وتركا الأسئلة واقفة.

(4)

الشاعر أبو ذر الغفاري واسمه الحقيقي (إسماعيل عبد الله الحسن ود المأذون) ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺒﺤﺮﻱ ﺷﺎﺭﻉ ﻭﺍحد (ﻣﺮﺑﻊ 3) ﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺣﻲ ﺍﻟﻮﺍﺑﻮﺭﺍﺕ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﺒﺤﺮﻱ ﻭتخرج في ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻓﺮﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﻣﻌﺎﻕ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ أﻳﺎﺩﻱ ﻣﺜﻞ باقي اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻘﻂ ﺍﺻﺎﺑﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻛﺘﻔﻴﻪ… ﺍُﺧﺘﻄﻒ 1991ﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍلأﻣﻦ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫﻱ ﻓﻲ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻟﻬﻮﺱ ﺍﻟﻈﻼﻣﻲ ﻓﻲ أﻭﺍﺋﻞ أﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﺍلإﻧﻘﺎﺫﻱ، ﻭﺍُﺧﺘﻄﻒ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻨﺬ أكثر ﻣﻦ29  ﻋﺎﻣﺎً، ﻓﻔﻲ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﺟﺎﺀﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺑﻮﻛﺲ ﻭﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎص ﻟﻤﻨﺰﻝ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﺑﺎﻟﺤﺎﺝ ﻳﻮﺳﻒ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻴﻢ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ، ﻃﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﺐ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﻤﺸﻮﺍﺭ ﻗﺼﻴﺮ. ﺭﻛﺐ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ، ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻩ.

(6)

أﺑﻮﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﻟﻴﺲ ﺷﺎﻋﺮاً ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻫﻮ إنسان ﻣﺜﻘﻒ ﻭكان ﻓﺎعلاً ﻓﻲ مجتمعه. ﻭهو أﻳﻀًﺎ ﺧﻄﺎﻁ، ورغم ذلك ﺗﺨﻄﻰ ﺍلإﻋﺎﻗﺔ ﻭﺛﺎﺑﺮ ﻟﻴﻜﺘﺐ أﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺍلآﺧﺮﻳﻦ. ﻭلأﻧﻪ ﻣﻬﻤﻮﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻛﻮّﻥ ﻣﻊ آﺧﺮﻳﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ أﺳﻤﻮﻫﺎ “ﻋﺰﺓ” ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ إﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻳﻮﺳﻒ، وﻛﺎﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﺍلأﻣﺴﻴﺎﺕ ﻣﻊ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻳﻮﺳﻒ، ﻭﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ مجتمع ﻣﺜﻘﻒ ﻭﺍعٍ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﻃنه، ﺍﺑﺘﺪﺭ أﺑﻮﺫﺭﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ ﻓﺼﻮلاً ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍلإﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻟﻠﻄﻼﺏ أﺛﻨﺎﺀ ﻓﺘﺮﺓ ﺍلإﺟﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ (ﻣﺮﺑﻊ ١- ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻳﻮﺳﻒ) ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ.

 

Exit mobile version