الحزب الشيوعي أكبر مُستفيدٍ مِمّا يحدث الآن.. مهما تراءي لكم غير ذلك.. (شغل نضيف).. سياسة واللاّ كلام ساي.
كل الملعب الذي تُدار فيه لعبة – (فاوضني بلا زَعل) – وما يُبذل فيه من الخُطط والجُهُود وكُل الانشغالات المُشرعة لأصحاب الياقات (البيضاء والكَاروهات والمِيري) ليست أُس انشغالات الحزب الشيوعي السُّوداني.. هُو مُهتمٌ لا شك بهذه المباراة الجارية في هذا الميدان، فنتيجتها المُؤثِّرة مُاسّة ومُتّصلة بانشغالاته الحَقيقيّة، كما أنّ لعبته الأساسية الجارية في الميادين الخلفية لا تحلي ولا تسمن من جوع إلا باستمرارها على هذا النحو من المُطاولة والتّسويف والعَقَبَات.
سيف الشكاوى المُسَلّط و(النِّقة) المُشرعة والبيانات و(سهر الجداد ولا نومو) هو المُعامل الذي يبقي تلك المُفاوضات في (ICU) ومعها كل الشخوص والنّطاسين والجهات التي يُريد أن يبقيها مُنشغلةً وبعيدةً عن (السمنة) ومناجم الذهب الشبابية التي عثر عليها ذات ذكاءٍ، وهو حزبٌ ليس جديداً على تلك الجماهير ويحمد الله (عينو مليانة)، بل فكرة كونه حزباً كبيراً والسودان دا كلو حقو لم يُغادر برنامجه السِّياسي ورُؤيته التّنظيميّة وإن رغمت أُنوف ولأنّ (نَفَسُو طَويل) و(رُوحو سَلَبة) ولزوجته ذاتية التطويع.. انتظر كل هذا الزمن ورفض أن يصبح أحد مُكوِّنات أحزاب (الفَتّة والفَكّة)، الحزب العجوز اختار أن يُجَدِّد شبابه على حساب حَل مَشاكلنا الرَّاهنة لأنّ في تعقيداتها واستمرارها على تلك المُراوحة وبذات المَتَاهات والضبابية، في كل ذلك يَستعيد الحزب أمجاده القديمة وأراضيه المَسلوبة بعد اكتشافه (إكسير الحياة) الذي لم يمل البحث عنه حتى ناله فعرف ولزم، بينما أرسل كُل المُزعجين والأشقياء و(ديك المسلمية) إلى (كورنثيا) وكوراله ينشد على نحو غير صاخبٍ ومسموعٍ:
(ديل انحنا
القالوا فتنا
وقالوا للناس انتهينا
نحن جينا).
المَعركة الحَقيقيّة هي معركة الجماهير، والمُهم والأهم هو تَطويع تلك الجماهير لصالح البرامج السِّياسيَّة والفكريَّة، وهذا مَا عَرفه ونجح فيه الشيوعي فنسج خُطُوط (منواله) على تلك السُّفوح الصّاعدة ليصنع بنيانه ومجده الجديد و(يرص المشاعر رص) شباباً نضراً داخل عُرُوق أوعيته التّنظيميّة العطشى دُون أن يسألهم أجراً أو التزاماً.
فالمرحلة هي مرحلة (التّحشيد) و(كلّما “النسمات” عطّروني) في مُقابل (الانسحابية) الواضحة في المُعسكر المُضاد ورغبة المُضاد في مُمارسة دور (أم الجنا) خوف التّكهُّنات القريبة والخطوات الظلامية التي لا تبقي ولا تذر.. والقبيلة الحمراء لا (تعطسها الشطة) ولا تخشى من فوران كل شيء واندلاع الحريق، بالرغم من أنّ ذلك مُمكن وقريبٌ وعلى التخوم.. قرارهم السَّاري صدر (واتلّمت المخلوق).. أن يكون السودان على شَاكلة تنظيرهم وخُطتهم والبرامج أو لا سُودان.. لا سبيل للتّساكُن أو التّجاوُر مع أيِّ أضداد وأغيار ومُختلف، هم أو الطوفان، و(يا غرق يا جيت حازمة).
والمُصيبة أنّ إذاعتهم الثورية تعرف وتبث في إصرارٍ وتيهٍ صباح مساء:
(يا رذاذ الدم حبابك)..
ناقصين انحنا..؟!