نيالا- حسن حامد
ضمن مشروعاتها الرامية لنبذ خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة السلام نظمت منظمة الناس للناس جلسة حوار مجتمعي في معسكر كلمة للنازحين بولاية جنوب دارفور بمشاركة عدد (25) شخصاً، يمثلون رؤساء السناتر والمرأة والشباب بحضور المنسق العام لمعسكرات النازحين ورئيس الإدارة العامة لمعسكرات النازحين وبعض المعلمين والمهتمين بقضايا السلام. وتم تقسيم الجلسة إلى محورين أساسيين تناول الأول ماهية الحوار المجتمعي، وأهدافه الرامية نحو خلق بيئة آمِنة للخروج من أي أزمة، وأيضاً عن أهمية الحوار المجتمعي في فهم الأخرين وتطوير قدرات المجتمع في الإقناع. وعن آداب الحوار المجتمعي بضرورة الالتزام بمبدأ احترام الرأي والرأي الآخر وعدم التجريح أو الإساءة والسماع للطرف التاني دون مقاطعة أو التقليل من شأن الطرف الأخر.
وفى المحور الثاني تم طرح الأسئلة الافتتاحية للحوار والتي تضمنت فيها أساسيات نبذ خطاب الكراهية وتعزيز ثقافة السلام وكل ما يعزز ذلك علاوة على دور المرأة في صنع السلام ونبذ خطاب الكراهية في المجتمع، وكيف تمنع الحرب، وجعل السلام جاذباً وحقيقياً والوسائل التي تمنع خطاب الكراهية وتعزز ثقافة السلام وكيفة استبدال خطاب الكراهية بعبارات السلام،الوحدة، المحبة والتسامح ودور الشباب في صنع السلام ونبذ خطاب الكراهية في المجتمع.
حوار مجتمعي
ومن خلال الأسئلة التي طرحت دار نقاش وحوار مجتمعي في جو ساده الهدوء وقبول الأخر من المشاركين الذين أشادوا بمنظمة “الناس للناس” والداعمين لهذه المشروع القيّم مطالبين بضرورة مواصلة مثل هذه الأنشطة التي تعالج الكثير من القضايا التي عقَّدت المشهد في دارفور وفاقمت خطابات العنصرية والكراهية، مشيرين إلى أن اتساع دائرة مثل هذه الحوارات المجتمعية تساعد في تعزيز وتطوير القدرات لحل الخلافات بين المجتمعات. ومن خلال التداول والإجابة على الأسئلة المطروحة خلص الجميع بأن السلام يعني الاطمئنان ورد الحقوق لأصحابها وأن السلام يعني المساواة بين المواطنين جميعاً، والأمن ووقف الاقتتال، ويعني وجود حكومة ديموقراطية (حكومة شعب) وليست حكومة انقلابات عسكرية. كما أن للشباب دور كبير في تعزيز ثقافة السلام ونبذ خطاب الكراهية باعتبارهم أكبر شريحة في المجتمع تضرراً من الحروب.
كما توصل المشاركون إلى أن المرأة لعبت دوراً كبيراً في تشجيع الناس على الحرب ووقتئذٍ كانت لضرورة المرحلة ولها القدرة على نشر ثقافة السلام والاستعداد لذلك مثلما كانت مستعدة للتشجيع على الحرب.
دور الحكومة
توصل الجميع على أهمية دور الحكومة فى أن يتم حصر السلاح في أيادي القوات النظامية فقط، إن كانت هناك حكومة، وعلى قيادات المجتمع والمجتمع المدني الرجوع إلى ثقافة الحوار المجتمع وتشجيع الناس على قبول الآخر واستبدال خطابات الكراهية بعبارات السلام والمحبة والوحدة عندما يُنصف الضحية ويُحاسب المعتدي ويرد الحقوق لأصحابها وجعل السلام جاذباً وحقيقياً بضرورة مناقشة جذور الأزمة مناقشة جادة وشفافة وتعويض النازحين واللاجئين وجميع المتضررين من الحرب اللعينة.
وتقدم المنسق العام للنازحين واللاجئين يعقوب محمد عبدالله الشهير بـ(فوري) بالثناء والتقدير لمنظمة “الناس للناس” والشعب الأمريكي على الدعم لمثل هذه المناشط، داعياً الجميع بضرورة قبول الأخر ونبذ خطاب الكراهية وإعلاء قيم التسامح، مشيراً إلى أن مثل هذه الأنشطة تعالج العديد من القضايا الاجتماعية.
قبول الدعوة
وطالب رئيس الإدارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين إسحق محمد عبدالله، (إنتربول) منظمة الناس للناس بتكرار مثل هذه المشاريع والبرامج، مشيداً بالمشاركين جميعاً على الحضور وقبول الدعوة واحترامهم لآداب الحوار المجتمعي وتابع: (لا بد من تكرار مثل هذه الجلسات التي تساعدنا على إدارة الاختلاف لأننا ندير هذه المعسكرات بدون وجود شرطة ولا نيابة ولا جيش ولا أي واحد من أجهزة الدولة إلا بالحكمة، عليه نحن محتاجين لمزيد من جلسات الحوار المجتمعي لأهميتها تعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر).