صناعة الشهداء.. كيف ولماذا ؟ !!
إذا أردت سقوط المزيد من الضحايا، فبإمكانك تسيير المزيد من الموكب الاحتجاجية، وأنت تعلم بأنك لا تستطيع أن تسيطر على هذا الكم من الجماهير ذوي النزعات والأجندة المختلفة، ولا المجلس العسكري، ولا أي قوة أمنية على وجه الأرض يمكن أن تحيط بكل أفراد مواكب الاحتجاجات .
* لتصبح عمليات سقوط ضحايا حال تسيير المواكب الاحتجاجية، مسألة وقت ليس إلا، عندما يتأهب صناع المظاهرات بعد اندلاع الاحتجاجات مباشرة، يتأهبون إلى تلقى تقارير سقوط الضحايا في الميادين المختلفة، كما لو أن المظاهرات الخاسرة هي التي تفشل في تقديم ضحايا وصناعة شهداء، وكما لو أن الهدف من العملية برمتها، هي تقديم المزيد من الضحايا للتوظيف الحزبي والاستخدام السياسي .
* وإذا أردت المزيد من التعاطف، فلا تستنكف في إرسال تلاميذ المدارس إلى مكمن مخاطر الحراك الثوري، وأنت تعلم … كما إيليا أبوماضي في رائعته … والصقر قد ملك الجو عليها والصائدون السبيلا … والإشارة هنا إلى الطرف الثالث الذي يعتلي البنايات المجاورة في كل مظاهرة ومن ثم يطلق الرصاص على الجميع .
*وعلى سبيل عدم السيطرة على الاحتجاجات حال حدوثها، ما ورد عن اللجنة الأمنية التي تقوم بالتحقيق في أحداث الأبيض، بأن هنالك مجموعة من المتظاهرين قامت باقتحام مبنى بنك الخرطوم فرع الأبيض وقامت بتدمير وإتلاف الأثاث ونهب بعض الأجهزة والمعدات وحرق اثنين ماكينة صراف آلي تابعة للبنك وعدد من المستندات، وهنا لك أن تتخيل باقي السيناريو من الفعل وردة الفعل من جهات بيدها السلاح .
* وهنا يكسب منظمو الاحتجاجات مرتين، المرة الأولى يكسبون عملية سقوط شهداء لأجل المزيد من المتاجرة الإعلامية والسياسية، ومرة أخرى يكسبون مسوغ توجيه الاتهام إلى المجلس العسكري، على أنه هو الفاعل، أو أنه يفترض أن يعرف الفاعل، بصفته هو الذي يدير الأمور في البلاد بحكم الأمر الواقع، ومن ثم الدعوة إلى التأويل والتدويل والمطالبة بلجنة تقصٍّ دولية .
* لا أتصور أنك تحتاج لبعض عبقرية لتكتشف من هي تلك الجهات الدموية، والتي تفتأ عبر تاريخ الثورات لصناعة ثقافة القتل والدم، فقط يمكن أن ترص بعض الأشعار الموسومة بالرصاص.. والسيف والخلاص .. ونشق أعدانا عرض وطول . والدم قصاد الدم وغيرها من قصائد الموات والدمار، لتكتشف من هم أولئك الذين ليس في جوفهم عشم زاهر، لبناء دولة الكرامة الخضراء عوضاً عن دولة الدماء الحمراء… ولا حول ولا قوة إلا بالله… وحسبنا الله ونعم الوكيل