– الساحة الفنية تعاني من الفوضى ونفتقد الفنانين الكبار!!
الفنان محمد عادل الشهير بلقب (الجانتو) واحد من الأصوات الغنائية الجديدة التي تحاول أن تبحث لها عن موطئ قدم في الساحة الغنائية من خلال تجربة جادة يحاول فيها أن يقدم نفسه للمجتمع السوداني في ظل ساحة فنية تعج وتمور بالعديد من الأصوات الغنائية وتعيش حالة من التشابه ويبقى فيها البقاء للأفضل وللتميز من خلال طرح غنائي جاد مختلف عن حال السائد.. (الحوش الوسيع) جلست مع الفنان الشاب محمد عادل الجانتو وخرجت منه بالعديد من الإفادات الجريئة والمختلفة.
أجراه: محمد أحمد عجوز
*كيف بدأت مسيرتك مع الغناء؟
_ ظهوري الأول كان في الدورة المدرسية والتي استضافتها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في العام 2008، وشاركت مع كورال ولاية الخرطوم في الغناء الوطني والمديح المنفرد، وتعرّفت على عدد من الزملاء في الدورة المدرسية وقمنا بتكوين فرقة باسم “قرنفلة” وكانت فرقة شبابية متخصصة في أغاني الحماسة والمدائح النبوية، لكن البداية الحقيقية كانت في العام 2017 عندما بدأت في أداء الغناء الحديث وتكوين فرقتي الخاصة.
*هل كانت الأسرة موافقة على ممارستك لمهنة الغناء؟
_ الأسرة لم تكن معترضة على الغناء كمهنة، وكان الاعتراض على بيئة الغناء والوسط الفني وما يصاحبه من سلوكيات سيئة تفشت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة.
*من هو مثلك الأعلى في الغناء؟
_ كنت استمع لعدد من الفانين، سواء أكان من سبقني في التجربة أو شباب من ذات جيلي، ولم امنح أذني لفنان بعينه ولم أتبن مشروع فنان محدد حتى أصبح مثله، ولكن كنت اختار من كل فنان إيجابياته لتكون “كوكتيلاً” من الإيجابيات تعينني في مسيرتي الفنية، مثلاً هناك فنان لديه الكاريزما وآخر الصوت، وهناك من يختار الأغاني الجميلة وآخر طروب، فلذلك أخذت من كل فنان الشيء الذي يميزه حتى أكون محمد عادل الذي يحبه الناس.
*في رأيك من هو شباب الفنان الأول؟
لا يوجد فنان شباب أول، هناك مجموعة من الفنانين أصبحت مسيطرة على سمع الشباب، ولا يوجد فنان متفرد مسيطر على الساحة الشبابية، وبعد رحيل الفنان الكبير محمود عبد العزيز، سيطر عدد من الفنانين على الساحة مثل طه سليمان، أحمد الصادق، حسين الصادق وأحمد فتح الله، فهذه مدارس مختلفة استحوذت على سماع الشباب في الفترة الأخيرة ورغم اختلاف فتراتهم الزمنية لكنهم وجدوا إجماعاً كبيراً من الشباب.
*ما هو تقييمك للساحة الفنية حالياً؟
الساحة الفنية تعيش فوضى عارمة وهناك فراغ كبير جداً، وأعزي الفراغ لعدم وجود قادة للوسط الفني، وأقصد الفنانين الكبار الذين يتحكّمون في الذوق العام للمستمع السوداني سواء أكان في الغناء الجميل الرصين الذي يحتوي على كلمات محترمة، وحالياً نفتقد لهؤلاء الفنانين الكبار.
هل تعتقد بأنّ هناك فجوة جيلية؟
صحيحٌ هناك مسافة كبيرة بين الفنانين الكبار والشباب، وهذه المساحة هي التي خلقت الفوضى الحالية في تقييمي الشخصي، وأصبح المستمع تائهاً ولا يدري ماذا يريد وأحد أسباب هذه الفوضى، حيث أصبح المستمع يميل لنوع معين من الغناء، وكذلك أرى أن الحالة الاقتصادية للبلد هي سبب أساسي لما يحدث من فوضى في الوسط الفني، فما يحدث على المستوى السياسي والاقتصادي والفني يعتبر نتاجاً لعدم وجود الإدارة الحقيقية في السودان، فهذا الأمر كبير جداً ومرتبط بعدة جوانب.
*هل تدعم الغناء الهابط؟
_بالتأكيد لا أدعم الغناء الهابط أو المفردة الهابطة لأن لا هدف لديها وتزول بسرعة كبيرة.
*إلى أي مدرسة تنتمي؟
_ هذا السؤال كبير جداً بالنسبة لي.. منذ بدايتي الحقيقية في العام 2017 وحتى الآن أعمل جاهداً لعدم الانتماء لمدرسة معينة، ولا أريد أن يوصفني الناس بأنني فنان حفلات أو فنان قعدات أو فنان شباك، وطموحي أن لا أكون محصوراً في فئة معينة، وأريد أن يكون محمد عادل فناناً شاملاً، إذا غنى في كل مكان يستطيع أن يطرب الناس ويمتعهم ويقدم ما يليق بالمستمع.. وشكراً على هذه الاستضافة.