أول امرأة وزيرة للمالية في حكومة النيل الأبيض
أول امرأة وزيرة للمالية في حكومة النيل الأبيض
ربك- أحمد جبريل
سجلت وزارة المالية بولاية النيل الأبيض، بتسمية فاطمة الحاج الطيب، وزيرة مكلفة للمالية، أول حالة استوزار لعنصر نسائي فيها بلا دوافع سياسية أو تنظيمية باستثناء الرافعة التراتبية للخدمة المدنية.
عملت فاطمة الحاج، مبكِّراً بوزارة المالية رغم عدم تقدُّمها في السن وتتلمذت على أيدي الراحل حافظ سوار، الذي عمل لفترات طويلة مديراً للمالية قبل تعيينه بولاية جنوب كردفان والتي توفي فيها أثناء أداء واجبه وزيراً للمالية.
جيل متمرس ومؤهل من الموظفين الماليين والإداريين مر بوزارة مالية النيل الأبيض وكانت أخصب فترات الوزارة إبان عهد حافظ سوار، مدير المالية الأسبق، إذ توجد أعداد كبيرة من الكفاءات الشابة بوحدات الوزارة على رأسهم الراحل محمد عبدالمتعال في المكتب التنفيذي وفتح الرحمن موسى المساعد في الميزانية وحامد فضيل وفاطمة الحاج الوزيرة الحالية
والضابط الإداري المميز الراحل جمال يوسف وفتحي أبوبكر مدير التنمية والمراجع فيصل يعقوب وحمد النيل وغيرهم من الكوادر.
تدرجت فاطمة حتى وصلت إلى منصب مدير الموازنة مؤخراً بأداء متميز وهدوء وتفهم لطبيعة عملها وطرائق التعامل مع الجمهور، قبل شهر ونصف استعان بها الوزير السابق فتح الرحمن أبوبكر بتفويض صلاحياته لها إبان رحلة علاجية قصيرة للخرطوم عاد منها ووجد قرار إعفائه قد سبق عودته واستمرت فاطمة في تصريف أعمال الوزارة وسط تكهنات بتعيين أسماء أخرى في المنصب الوزاري المهم لكنها لم تك مهتمة أو باحثة عن الموقع، بل ظلت تمارس عملها المعتاد بذات هدوئها الذي اتصفت به ليأتي قرار الوالي المكلف بتعيينها مديراً عاماً للوزارة ووزيراً مكلفاً منصفاً لها وللمرأة بالولاية، إذ تعد فاطمة أول امرأة تُعيَّن في منصب وزير المالية على مر تاريخ الولاية، لكن سبقنها نساء أخريات في مناصب دستورية إبان عهد النظام البائد، حيث جاءت إنصاف محمد علي، وزيرة للصحة من الحركة الشعبية ماقبل الانفصال ثم عينت أخرى وزيرة للتربية في عهد الوالي الراحل الشنبلي بوزارة التربية وعينت فاطمة السمحة عبدالكريم، في منصب وزيرة الزراعة بحكومة الفترة الانتقالية الأولى لتعفى لاحقاً عقب انقلاب ٢٥ أكتوبر، وعين عمر الخليفة الوالي الحالي د.رابعة سعيد، كأول امرأة بمنصب مدير تنفيذي ومعتمد مكلف لمحلية ربك، تلتها فاطمة الحاج، بمنصب وزير المالية بمؤهلات أكاديمية وأخلاقية وخبرات تراكمية كبيرة لتشكل المرأة المظلومة على مر العهود حضوراً متميزًا بحكومة النيل الأبيض رغم أنه لايوازي حجم جهدها وحضورها الفاعل في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالولاية.