الناقدة الإسبانية هيلانا مورا
إن الإصرار على المزيد من التحليل والكتابة عن أعمال الفنان راشـــــد دياب قد لا يضيف قيماً جديدة خاصــــــــــــة في هذه المـــــــــــرحلة المتأخرة من حياته الفنية لكثرة ما كتب من نقد وتحليلات عميقة في مناسبات عديدة، ومع ذلك فإنني أعتقد أن الولـــــــــــوج إلى عــــــــالم راشــــــــــد دياب يبدأ مــــــــن
تجربة بسيطة مرتبــــــطة بحس ارتشاف الشاي بالحبهان في مرسمه، بينما ترى تلك المجموعات وأعمال الحفر التي صفت بعناية وذلك لأنني أظن أنه من الضروري الإشارة الى تكامل العقلانية والعاطفية في أعمال هذا الفنان.
راشد دياب فنان، ولكنه بالإضافة الى ذلك مثقف، مما يعني أنه يهتم بالجانب النظري والعملي بنفس المـــــستوى في كل أعماله الفنية. وفوق هذا، فإننا نـــــجد في كتاباته الفنية حس المــــــعلم والأستاذ والتي يحكم فيها بعقلانية عن كل ما له علاقة بالإبداع التشكيلي، وهناك نجد راشد دياب آخـــــر مغرماً بالألوان وبخلق رموزه الخاصة ويظهر أمام المـــتلقي وراء الأقنعة، لذا فضلت الاقتراب من أعماله مـن خلال مـــــــــنظورين مـــخـــــتلفين مـــكمـــــلين لبعضهما، وبالضروره قابلين للفصـــل الأول هـو الشخصي الذي يقربنا من الفنان الإنسان ومحيطه الحميم، ويقود إلى حالة تفسر بشكل واضــــــح هواجسه الداىمة والمنطلقات الأساسية التي جـــــعلته يتميز بتلك الخصــــوصية في أعماله. والمنظور الثاني يفضي الى أعمال الفنان المبدع الذي يمــــثل طليعة حـــركة فنية ذات أهمية كبرى ضمن الفنانين الرسامين العرب خلال العقدين الماضيين.
من مجمل هذه القراءه المــــــزدوجة الاجتماعية والشخصية نصل إلى ان أعمال راشد دياب يمكن اعتبارها مقياساً واضحاً لتطور الفن ومفاهيمه النظرية على مستوى العالم العربي.