ثمة خفايا:
ثمة خفايا وخبايا عن حياة مصطفى سيد أحمد ما زالت غائبة .. وحياته المليئة بالألم والنزيف يمكن التنقيب فيها لسنوات قادمة.. لأنه في تقديري ما زال كالمغارة لم تكتشف أغواره السحيقة بعد .. وللتنقيب أكثر كان لا بد أن نقف على تفاصيل حياته الأولى من والدته الحاجة “ست الجيل” وهي أعرف الناس به لأنها ما زالت تحمل القدرة على التداعي رغم مرارة الفراق.
في يده السيف:
تقول الحاجة ست الجيل عن مصطفى (بعد ولادته، اقترحت تسميته بعلي تيمناَ بسيدنا علي كرم الله وجهه، ولكن والده سيد أحمد المقبول أراد تسميته على رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وكانت أكثر ايام عمري فرحاً به يوم أن رأيته على ظهر الجواد وهو يحمل فى يده السيف ويبشر للناس يوم عرسه، غرفته في المنزل كان يسميها “ببيت العنكبوت” وهي المكان الوحيد الذي كان يرتاح فيه مصطفى عند غضبه أو إذا أراد الانفراد بنفسه، تكون هي مكانه الأول.
انهيار:
والاغرب من هذا كله، إنها انهارت ووقعت بعد وفاته مباشرة، وأضافت الحاجة ست الجيل وتلك وكأنما أرادت جدرانها أن تحرم على نفسها أن يدخلها شخص بعد مصطفى أو أن غضب السماء كان عليها شديدا حتى لا تفكر أن تحتضن شخصاً بعد مصطفى أو أن الأرض أبت أن تكون ساساً لغرفة لن تطأها أرجل مصطفى).