*في مثل هذه الايام قبل ثلاثة أعوام أي في السابع والعشرين من يوليو2016م نعى إلينا الناعي رحيله الأبدي!!
*رحل أستاذنا (حسن البطري) مثله مثل الطيبين الهادئين الراحلين في صمت.
*اؤلئك الذين نفتقدهم وتضج دواخلنا أنيناً لتصرخ: (كم هو مؤلم أن يذهبوا عنا في لحظة عشم بعودة تنسينا وتنسيهم تباريح آلام سقمهم الذي أنهك أجسادهم النحيلة)..
*ومما تفاجئنا به الحياة أننا ولحظة رحيل أشخاص لهم في القلب مكانة وأننا نكتشف تلك المفارقة الغريبة، وهي أنهم يحملون الاسم نفسه وأن وفاتهم كانت لحظة اكتشاف لنا رغم عيشنا معهم سنين عددا!!!
* رحل (حسن) الذي كان حسن المخبر والمظهر.. فهو حسن في كل شيء.
*تلقينا نعيه حينها رغم اختناق الكلمات بداخلي، وهي تكابد مشقة الخروج حروفاً لتعبر عن أصحاب قلوب نقية كانت تنبض بيننا موعظة صامتة..
*رحل البطري وترك لنا ويلات للفراق نقاسيها حقاً، وما أشد وقعه على النفس خاصة لمن تركوا في أعماقنا صوراً جميلة تحمل أروع الذكريات.
*رحل من كان مقبولاً من الجميع، ولأن القبول في قلوب الناس منة عظيمة من الله تعالى لمن يشاء من عباده، فلقد أجمعت القلوب على محبة وقبول حسن البطري الذي دخل إلى القلوب دونما استئذان أو طرق..
*فقد كان طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه طيب المعشر (أخو اخوان) كريم الخصال سهل المنال، دمث الأخلاق ،هين لين، يداه الكريمتان ممدودتان لقضاء حوائج الناس لمن يعرف ولا يعرف بلا كلل ولا ملل.
*كانت الابتسامة الدائمة لا تفارق شفتيه قيد أنملة، وكان تقديم المساعدة للكل هي ديدنه وهاجسه والسجية التي جُبل وطبع عليها..
* يا (حسن) ها هي شمعة رابعة توقد بعد رحيلك ولا زال في النفس حزن أليم وأسى دفين وفي اللسان مرارة وفي (الحلق) غصة…
*ولكن ماذا أقول؟ وماذا أفعل؟ فتلك هي أقدار الله، وحقاً على الإيمان بقضاء الله وقدره خيره وشره، وأتقبله بصدر رحب ويقين صادق وإيمان راسخ لا يتزعزع.
*عرفتك إنساناً جميلاً دمث الأخلاق، لا يحضر لقاء إلاّ ويكون صاحب رأي يوفق فيه بين المختلفين، عرفتك زميلاً قبل أن تكون لي أستاذًا في مهنة المتاعب.
*رحلت يا من أفنيت عمرك لنفع غيرك وإدخال السرور على الآخرين.. كنت تتمتع بالصبر والتفاؤل والرضا بقضاء الله وكنت متواضعاً، مرحاً حسن المعاملة تحب الخير للآخرين.
*رحلت يا من كنت حليماً متأنياً هادئ الطباع، محباً للخير ومحبوباً من الجميع..
*عهدتك ومن حولك هادئا صابراً قلما تتحدث إلا ما كان في خير، وأنت مع ذلك بشوش الوجه باسم الثغر على الدوام وهذا ما حبب الناس فيك.
* وإننا والله وبفقد (حسن البطري) فقدنا نبراساً وهاجاً وبدراً وضاءً وقلباً نابضاً بحب الخير لكل الناس فقد كان للصغير أباً وللكبير أخاً.
* نم هادئا يا من وسع قلبك الكبير كل الناس حباً وتقديراً ووفاءً، وخفقت لك جميع القلوب التي عرفتك وبادلتك حباً بحب حتى صار حبك يجري في دم كل من عرفك…
*اللهم إن عبدك حسن البطري بين يديك وحيداً تحت الثرى، وأنت أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، اللهم إن كان محسناً فزده من إحسانك وإن كان مسيئاً فتجاوزعنه بمنك وكرمك يا رب العالمين.