حضور جميل:
محمود عبد العزيز حاضر وموجود بالارث الفني الذي خلفه لنا وتلك القائمة الوسيمة من الأغنيات التي سوف تظل (منحوتة) في وجدان كل من عشق (حوتة) وأرهف له السمع بكل خواطره وحواسه. وتلك واحدة من (كرامات) محمود عبد العزيز أن بكته كل العيون السمراء والخضراء والعسلية وحتى تلك التي في طرفها حور.. كلها اكتحلت بالسواد .. وذلك كان هو حال السواد الأعظم من هذا الشعب.
ناصر عبد العزيز:
الملحن الشاب ناصر عبد العزيز كان صاحب تجربة واضحة وحقيقية مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز .. وناصر واحدٌ من الملحنين الذين أثروا تجربة (الحوت) .. ولعلها كانت التجربة التي نقلته من مربع الألحان العادية لمناطق موسيقية فيها الكثير من التجديد والتجريب .. والبوم (عدت سنة) نموذجٌ للمغايرة والاختلاف في التنفيذ والتفكير الموسيقي!!
دعم الشباب:
الراحل محمود كان يقدم دعماً معنوياً هائلاً للعديد من المطربين الشباب فهو حينما يستضيف فنانة مثل شموس مازالت تتحسّس خطاها ويقول بأنها صاحبة صوت جميل ومختلف، فذلك يؤكد بأنه فتح تجربته الغنائية وأبعدها عن شبه التنافس الضيقة وفتح براحات جديدة.. ولعل ذلك المنحى كان واضحاً في برنامج مع محمود الذي بثته قناة الشروق قبل أعوام قليلة.
ظاهرة الحواتة:
كان محمود عبد العزيز حالة غنائية خاصة لم يكن مجرد مغن فحسب، بل هو حالة كونية عصية على التفسير والتحليل .. وحياة محمود عبد العزيز ووفاته هي ليست قصة عادية يمكن أن نمر عليها مروراً عابراً .. ومن ينظر لظاهرة الحواتة يجد نفسه أمام جمهور في منتهى الوفاء والانسجام في هذا الحب الكبير الذي نادراً ما يجده فنانٌ .. لكل ذلك دائماً ما تجدني أتوقّف عنده بالتأمُّل.