حامد نحوله يكتب: المخدرات خطر يهدد المجتمعات
حامد نحوله يكتب: المخدرات خطر يهدد المجتمعات
القرب من الله سعادة، والقرب من المخدرات تعاسة، والوقاية من المخدرات حماية للإنسان من الهلاك، إذ إن الإدمان على المخدرات من الآفات الخطيرة التي تضيّع الشباب، وتدمر المجتمعات، وهي سلاح الأشرار الفتاك للقضاء على الشباب السوداني، والوقاية منها والإقلاع عنها من أولويات المجتمع السوداني الذي يعتبر المخدرات خطراً دخيلاً عليه، ولابد من استئصاله وحماية الشباب من أخطاره.
إن محاربة المخدرات ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل هي مسؤولية الجميع، فالمجتمع والأسر والأفراد، كلهم يتحملون مسؤولية مكافحة هذا الداء الخطير، وإن دولة هذه الأيام لها حملات دؤوبة ومنظومة قوية لمحاربة تجارة المخدرات وردعها بمؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية، وأيضاً بدورها التوعوي في المجتمع ودورها العلاجي للمتعاطين، من خلال توفير المراكز العلاجية المتقدمة التي تحرص، بكفاءة، لاسترجاعهم للحياة الطبيعية ودمجهم بالمجتمع، والأمثلة على ذلك واضحة وملموسة.
وكذلك يأتي دور الدولة بتشريع القوانين التي تجرّم تجارة المخدرات وتعاطيها، وتطوير الأنظمة والقوانين لمنح فرص العلاج والتأهيل للمدمنين وتشجيعهم على التقدم للعلاج من تلقاء أنفسهم، وهذا ما يلمسه أفرد المجتمع في كل يوم.
أما مسؤولية المجتمع فهي مسؤولية متعددة الجوانب، فالمجتمع بجميع شرائحه ملزم في ظل التغيرات السريعة والتقنيات الحديثة وتنوع طرق الجريمة ووسائلها، بأن يكون أكثر حرصاً على التعاون مع الجهات الأمنية، سواء معلوماتياً أو ميدانياً ضد تجار المخدرات، لأن هذا التعاون المشترك بين جميع مكونات المجتمع يقطع دابر تجار السموم، ويكافح تعاطي المخدرات بقوة، وعليه فإن أفراد المجتمع هم حصانة ضد المخدرات، ومختلف الجرائم وذوي النفوس الضعيفة.
أيضاً، المجتمع اليوم، بمؤسساته وأفراده، ملزم بأن يمارس الدور التوعوي الفاعل بين أفراده بشكل مكثف وكبير، بداية بالمدارس والجامعات ودور العبادة والأندية الرياضية والثقافية، وأماكن تجمعات الشباب التي يجب ألا تخلو من الدور المجتمعي التوعوي، ليكون ذلك ستاراً حديدياً يحمي الأجيال ويصونها من الضياع في مستنقعات تعاطي المخدرات، أو الجرائم الأخرى، أو حتى مخالفة القوانين التي تؤدي في النهاية إلى إنتاج شباب عديمي النفع والمسؤولية، ولهذا فإن جزءاً كبيراً من مسؤولية حماية الشباب يقع بشكل رئيسي على المجتمع الذي يجب أن يكون متكاتفاً، ويداً واحدة في العمل على القضاء على آفة المخدرات ويقف بالمرصاد لمروجيها.
إن دور الأسرة في حماية أفرادها من أهم مقومات محاربة الإدمان على المخدرات، فالأب القريب من الله، والقريب من أبنائه وبناته، والذي يضع أولويات أفراد أسرته في المقدمة ويكنّ لهم الحب والاحترام ويكون لهم الأب والصديق والقائد الملهم والقدوة الحسنة، يكون لأبنائه صمام أمان، ويحسن تنشئتهم ليكونوا فخراً لهذا الوطن الحبيب، أما الأب الذي يدخل على أبنائه وهو مدمن على المخدرات، أو غير مبال بهم، فإن أبناءه سيكونون على حافة الخطر، ويصبحون فرائس سهلة لتجار المخدرات ، ولذلك تقع مسؤولية حماية أفراد الأسرة من تعاطي المخدرات على عاتق الأبوين.
رفيق السوء الذي يعتبره المجتمع الشخص الذي يسحب رفيقه إلى الهاوية من دون رحمة ومبالاة، هو الوحش السائب في المجتمع، والذي ليس له صاحب غير اللهو وتمزيق المجتمع وأفراده. والابتعاد عن رفيق السوء واجب على أفراد المجتمع، لأن الصاحب ساحب، ولا شك في أن بعض الذين وقعوا ضحية المخدرات كانت بدايتهم من إغراء من كانوا يصاحبونهم، ورفيق السوء يمكن أن يكون صديقاً، أو زميلاً في العمل، أو حتى واحداً من أفراد العائلة الواحدة، ورفيق السوء هو فرد من شريحة المجتمع، ولكن في داخله وحش طليق يبحث عن ضحيته.
مدمنو المخدرات أشخاص وقعوا ضحية الإدمان، وقد حرصت القوات النظامية بجميع تشكيلاتها على إخراجهم من هذه الآفة المهلكة، ولهذا جعلت الاهتمام بهم ومعالجتهم في القائمة الرئيسية من الأجندات الوطنية، فاليوم مراكز الإقلاع عن الإدمان ومحاربة المخدرات منتشرة في أرجاء الدولة، تقدم التوعية وحملات لجميع المروجي وأماكن اوكارهم، لحمايته من مخاطر المخدرات وعلاجه بطريقة متقدمة جداً، مستخدمة جميع الوسائل المتقدمة ذات الجودة لإرجاع المدمن معافى، وفي كامل أهليته، ودمجه بحيوية وإيجابية أكثر مما كان عليه قبل الإدمان، وذلك عن قناعته الكاملة بأن المخدرات طريق للهلاك والحرمان.