القيادي بقوى الحرية والتغيير المعز حضرة لـ (الصيحة): فولكر “ما جا ناطي حيطة”
– ورشة لجنة التفكيك هي أهم طريق يوصلنا إلى المدنية
– الدولة أصبحت (منهكة) وأي انقلاب سيؤدي إلى كارثة
حوار- عوضية سليمان
انتقد القيادي بقوى الحرية والتغيير معز حضرة، فلول النظام السابق بشدة، وقال إنهم يعتبرون بأن الاستعانة بالأجنبي جريمة، في حين أن الفلول هم أول من أدخلوا الأجنبي إلى البلد تحت البند السابع، وأول من أدخلوا قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور، وأضاف حضرة في حوار مع (الصيحة)، أن ورشة لجنة التفكيك التي انعقدت بقاعة الصداقة تعتبر بداية صحيحة وقد تؤدي إلى الدولة المدنية. وقال: ما لم يفكك نظام الثلاثين من يونيو، فلن نصل إلى المدنية.
-ما رأيك فيما يدور داخل قاعة الصداقة من جلسات وورش حول تفكيك نظام الثلاثين من يونيو؟
هذه هي البداية الصحيحة، بأن تكون بداية المرحلة النهائية بورش حول تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، ونحن نسعى بأن تكون هنالك دولة مدنية وسيادة حكم القانون وتحقيق ديموقراطية، ولن يتم ذلك إلا بتفكيك نظام 30 يونيو، الذي يمسك بالمفاصل حتى الآن ولن تكون هنالك فائدة مرجوة إذا لم يفكك نظام الثلاثين من يونيو، لذلك ناقشنا قضية التفكيك بعلمية وموضوعية وبمراجعة تجارب الدول الأخرى، وكان لوجود أعضاء لجنة التفكيك السابقين دور مهم، وذلك لانتقاد أنفسهم وتقديم نقد ذاتي لتطوير الفكرة، وهذا يدل على أن الفكرة ليست هي انتقام وإنما هي تقديم أنموذج للعدالة وللتأكيد أن انقلاب الإنقاذ لم يأت لتطبيق العدالة وإنما أتى لمشروع ادعى أنه حضاري قام بنزع ممتلكات وأموال كل السودانيين، وأصدرت الإنقاذ وقتها مرسوماً دستورياً، منع الجهات القضائية أن تنظر في أي قرارات يصدرها رئيس الانقلاب بنزع أراضي أو الإحالة إلى الصالح العام، والآن ثورة ديسمبر كانت رحيمة، حاولت أن تطبِّق أنموذجاً مثالياً أخلاقياً في محاكمة من أفسد خلال 30 عاماً.
-ما يجري الآن هل هو تمهيد إلى الدولة المدنية؟
نحن الآن في صياغة ما توصل إليه المجتمعون بعد تقسيمهم إلى ست لجان ناقشت البنود الستة عبر الورش والنقاش من قطاع كبير جداً من قانونيين وسياسيين ومجتمع مدني من أحزاب سياسية وهذا يهم كل الشعب السوداني، لأن الفساد أو التمكين في الدولة السودانية أضر بكل مواطن ينتمي إلى السودان، بالتالي هو مشروع تفكيك الفساد وهذا هو الطريق السليم بدلاً من رأي الفرد أو المجموعة وأن كل المجموعات التي ناقشت تمثل قطاعاً كبيراً جداً من الشعب السوداني لبداية خلق أدوار، وما لم نفكك نظام الثلاثين من يونيو، بطريقة واضحة لن نصل إلى دولة مدنية ويعتبر أهم طريق يوصلنا إلى الدولة المدنية.
-هنالك جسم لتفكيك الدولة المدنية ولكنه وجد معارضة قوية؟
هذا هو السؤال من واجه معارضة؟ لقد واجه معارضة من فلول النظام السابق، وواجه معارضة مع الذين لديهم مصالح مع النظام السابق، ومن العسكر ذاتهم لديهم مصالح في الاستمرار، وأن الانقلاب بدأ يفكك في الدولة العميقة ويفكك في شبكات الدولة العميقة، لذلك أول قرار اتخذ بعد انقلاب 25 أكتوبر، هو تجميد لجنة التفكيك، لم يجمِّد أحزاب ولم يجمِّد جمعيات ولا أشخاص إنما جمَّد لجنة التفكيك، وهذا يوضح بأن الانقلاب جاء حقيقة لتمكين النظام السابق.
لا تعتقد بإمكانية حدوث انقلاب آخر؟
الدولة السودانية أصبحت دولة منهكة وصلت إلى مرحلة أن أي انقلاب آخر سيكون نتائجه كارثية نتمنى هذه المرة أن لا يحصل انقلاب والأهم من ذلك أن العسكر يكونوا عن حسن ظن السودان بهم وأن لا ينقضوا العهود والمواثيق.
-هل إعادة لجنة التفكيك سيكون بنفس الأشخاص وبنفس طريقة منع الإعلام من الحصول على المعلومات أم هنالك تغيير؟
هي تجربة بشرية فيها الخطأ والصواب والدليل وأن كانت هنالك أخطاء فهي أخطاء أفراد بشريين وخلال ست لجان مختلفة تم مناقشة ذلك ومن ضمنها الإعلام الذي ذكرتيه.
-من خلال الجلسات هنالك أعضاء من لجان التمكين أوصلوا رسالة بأنهم راجعون بقوة أكثر؟
لا تتحدث عن أشخاص إنما عن اللجنة وعن كيان قانوني وكيفية استرداد حقوق الشعب بواسطة اللجنة ومحمد الفكي تحدث عن أنهم لن يكونوا جزءاً من اللجنة الجديدة وإنما بخبراتهم موجودين.
-ما رأيك في الاتفاق الإطاري الذي تم؟
ارتكازه هو وثيقة المحامين فيها نص واضح في المادة 63 تتحدث عن تفكيك نظام 30 من يونيو، بالتالي النص الموجود مفترض يستصحب القانون نفسه ومن ضمن التوصيات يُعدَّل.
-الثلاثية توقعت في أول جلسة للورشة بأن الاتفاق سيكون نهائياً لأنه غير مباشر بين العسكر والمدنيين؟
الاتفاق ركز على أشياء أساسية ويريد ينهي الانقلاب ويريد أن يؤسس للدولة المدنية والكل يفتكر بأنه نهاية لمرحلة الصراع بين العسكر والمدنيين ونهاية للانقلاب العسكري هذا هو مفهوم الناس ونتمنى أن العسكر يوفوا بالعهود من أجل قفل باب الخلاف، لأن الدولة أنهكت منذ استقلالها 67 عاماً، نحن في الصراع المتكرر من انقلابات وحكومة مدنية.
-هل هنالك دور للسفارات في طي الخلاف؟
المجتمع الدولي وسيط وإلى الآن أفلح في وساطته وقدَّم مشروعاً وأن وجود فولكر في السودان نتيجة لاتفاق مع حكومة السودان وفق البند السادس ولم يجئ (ناطي بالحيطة) والسودان جزء من الأمم المتحدة، ونحن جزء من المجتمع الدولي وهذه بداية طيبة لعودة السودان إلى المجتمع الدولي. نحن خلال 30 عاماً، مورس علينا حظر وحصار دولي وغيره وكونه يتعامل معنا في حل مشكلة هذا شئ طبيعي جداً ومثل ما السودان ساعد في حل مشاكل في الدول العربية ومؤتمر اللاءات الثلاث ومشاكل أنجولا ونيجيريا وإثيوبيا، لذلك نساعد بعضنا البعض، ولكن فلول النظام السابق يعتبرون بأن الاستعانة بالأجنبي كأنه جريمة في حين أن الفلول هم أول من أدخلوا الأجنبي إلى البلد تحت البند السابع، وأول من أدخلوا قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور، وأن المجتمع الدولي يتدخل من أجل الحلول وهذا فرق كبير جداً.