رأي : الصيحة
ما من شك فى أن البداوة تمثل موروثا من حيث النشأة والثقافة ونمط الحياة التقليدي للرعاة
ودونكم دولة الإمارات العربية المتحدة التى نهضت وتطورت
وهى ذات نشأة بدوية كان التعليم لا يشكل أهمية بالنسبة لها وفق ثقافة البدو فى ذلك الزمان
وكان رعاتها متنقلون فى حلهم وترحالهم صيفا وشتاءا وفق ما ينطبق على مجتمعاتنا البدوية فى السودان ولكنها وضعت التعليم كأهمية قصوى لمجتمعها البدوي ،وهو ما وجدته من خلال رحلة البحث المضنية والشاقة من المراجع فى كتابي الذى سيرى النور قريبا بإذن الله وهو بعنوان :
( الامارات مسيرة دولة من البداوة إلى الحضارة ) واتضح لي أن المستعمر البريطاني كان سببا رئيسا فى أن تظل هذه المجتمعات فى جهلها واميتها لكى لا يتنامى الشعور الوطني المضاد لبناء أوطانها ونهضتها وإنطلاقها نحو حياة إقتصادية وإجتماعية
أفضل .
وبما أننا كغيرنا من ضحايا الاستراتيجية الاستعمارية البريطانية الرافضة لإندياح التعليم ولم تتحمس له ومقاومته بكافة السبل ورفضه رفضآ قاطعآ
لما يحدثه من أثر فى بزوغ شمس المعرفة
وتنامي الشعور الوطني الرافض للإستعمار والذى سيفقد الموارد الطبيعية التى تحظى بها هذه الدول إلا أن إرادة الشعوب ومسيرة النضال لابد أن تنجلى ولابد للقيد أن ينكسر.
ان السودان يتمتع بثروةحيوانية هائلة ويعتبر القطاع الرعوي الرافد الاقوى للإقتصاد القومي ولهذا ينبغي أن يجد الإهتمام من الدولة فى كافة المجالات
التعليمية والصحية ،وقضية الاستقرار صعبة لملايين القطيع .
لذا أرى بضرورة الإهتمام به كما وكيفا
ووضع خطط إستراتيجية للقطاع
الرعوي وتنميته بتقديم الخدمات الاجتماعية للرحل.
وهنالك نماذج لمشروعات المناطق المختارة التى مولها البنك الدولي من قبل (ADS).
ونموذج لذلك فى دارفور
مشروع عد الفرسان وسنام الناقة وفي القضارف مشروع الصباغ
وهذه المشروعات معنية بالقطاع الرعوي ،والإنتقال التدريجي لإستيطان الرحل من حياة البدو للحضر وفق خطط إستراتيجية( قصيره / متوسطة/ طويلة المدى ) مع توفير كافة إحتياجاتهم الخدمية من تعليم وصحة ووضع التشريعات المحلية لتنفيذ تلك الخطط وبمشاركتهم وقناعتهم بضرورة وأهمية تغيير نمط حياتهم التقليدي وتنمية القطيع الذى يملكونه والمحافظة عليه بتحسين النسل وتعليم أبنائهم.
وبالله التوفيق
عبد الحميد موسى كاشا