– تقرير: 1.4 معاق في السودان أغلبهم بالخرطوم
– مسؤول: نناشد الدولة بإنشاء مركز حكومي للاحتياجات الخاصة في الشريط النيلي
– نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع السوداني تبلغ 5%
– مسؤولة: الأسر تنظر إلى طفلها نظرة دونية ووصمة عار
– أولياء أمور: الناس لا يتقبلون أطفالنا
– مديرة مركز: نطالب بمنهج خاص لذوي الاعاقة
تحقيق- آية صلاح التوم من الله
ذو الاحتياجات الخاصة هو كل شخص مصاب بقصور كلي أو جزئي بشكل مستقر في قدراته الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية إلى المدى الذي يقلل من إمكانية تلبية متطلباته العادي ، وتعتبر هذه الفئة في المجتمع أقلّ حظاً من غيرهم فيما يخص الحالة الصحية والإنجازات التعليمية والفرص الاقتصادية، وهناك أسباب عدة لذلك منها نقص الخدمات المتاحة لهم والعقبات الكثيرة التي يواجهونها في حياتهم اليومية، لذلك كان لابد من الاهتمام بهم وتقبلهم وتعليمهم وإعداد البيئة الملائمة لهم ليندمجوا مجتمعياً وتعليمياً.
في السودان يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة مشاكل كبيرة من الناحية التعليمية من صعوبة في ارتياد المدرس وعدم توفر المدارس والمراكز الخاصة بتعليمهم وتدريبهم بصورة كافية تلبي جميع احتياجاتهم بفئاتهم المختلفة .
لأهمية القضية ولأنها تمس مجتمعاً بأكمله تتبعت (الصيحة) القضية بجوانبها المختلفة تطالعونها في سياق التحقيق التالي :
1.4 مليون معاق في السودان
حسب تقرير الأمم المتحدة تقدر إحصائية سكان العالم حوالي 8 مليار نسمة، أكثر من مليار شخص منهم لديه شكل من أشكال الإعاقة أي 1 من كل 7 أشخاص وأكثر من مائة مليون طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة 80% منهم في الدول النامية . ووفقاً لتقرير آخر في شبكة الأمم المتحدة الاجتماعية العربية آسيا – 6 % من سكان العالم يعانون من الإعاقات 2% فقط من العرب أبلغوا عن الحالات موزعة كالآتي : 0,2% قطر وموريتانيا، 1.5 السودان والمغرب .
في تقرير آخر لشبكة سكاي نيوز العربية -2021 – تقدر آخر الإحصائيات الرسمية لتعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في السودان بنحو 1.4 مليون شخص على مستوى البلاد أغلبهم في العاصمة الخرطوم.
وفي حوار أجرته وكالة “سونا” للأنباء – مارس 2022 – مع الأمين العام للمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة د. رحاب مصطفى على خلف الله، عن وجود إحصائيات بعدد وأنواع المعوقين وكم يبلغ عددهم، وأشارت الدكتورة إلى أن غياب الإحصائيات وعدم دقتها من أهم العوائق التى تواجه المجلس، وأكدت أن الظروف التى تمر بها البلاد من حروب وسوء التغذية تزيد من أعداد المعاقين.
وصمة عار
د. نعمات عبد الكريم، مساعد مدير التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم الاتحادية – تحدثت لـ (الصيحة) قائلة: التربية الخاصة هي رعاية ذوي الاحتياجات بفئاتهم المختلفة سواءً أكانت سمعية أو بصرية أو حركية أو ذهنية بفئاتها المختلفة (التوحد، صعوبات التعلم، الإعاقات الخفيفة والمتوسطة والشديدة، متلازمة داون، اضطرابات النطق، الاضطرابات السلوكية والنفسية) وهي برامج وخدمات لتطويع المنهج وطريقة التعلم والوسائل التعليمية. بدأ نشاطها عام 2000 في ولاية الخرطوم بمعهد النور للمكفوفين والذي أنشئ قبل التربية الخاصة بالوزارة ثم تم ضمه للوزارة في عام 2004 إضافة إلى معهد سكينة ومعهد الأمل، وبعد ذلك تعممت المراكز في بقية ولايات السودان .
تحدثت دكتورة نعمات -أيضاً- عن جلوس ذوي الاحتياجات الخاصة لامتحان الشهادة السودانية والتحاقهم بالجامعة قائلة : جلوس طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة لامتحان الشهادة يكون عن طريق امتحان خاص يتم فيه إزالة بعض الأسئلة تناسباً مع حالة الطالب وتوزع درجة الأسئلة في النسبة النهائية أما عن التقديم للجامعات يتم استقبالهم في بعض التخصصات حسب الحالة فمثلاً ذوي الإعاقات السمعية دائماً ما يلتحقون بكلية الفنون أما الإعاقات البصرية فيلتحقون بالكليات الأدبية .
واختتمت حديثها بالمشاكل التي تواجه تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة قائلة :أكبر المشاكل هي عدم تقبل المجتمع لذوي الإعاقة فبعض الأسر تنظر إلى طفلها نظرة دونية ووصمة عار في الأسرة وبعضهم يحبسون أطفالهم في المنازل ولا يخرجونهم إلى المجتمع وذلك هو السبب الرئيس للاضطرابات النفسية التى تصيبهم، وكذلك عدم تقبل إدارات المدراس لذوي الاحتياجات الخاصة، وعدم توفر منهج خاص وعدم توفر المعلم المؤهل فيجب أن يتوفر فريق متكامل من معلم تربية خاصة وعلم نفس ومعلم مجتمعي بالمدارس التي يدمج فيها الطلاب وكذلك عدم تهيئة الأبنية الملائمة لمختلف الحالات.
إحصائية دقيقة
د. سوسن عوض أحمد– مدير إدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم تحدثت قائلة: المنهج هو منهج التعليم العام لأنه إذا تم عمل منهج خاص لذوي الاحتياجات فهذا يعنى أنك قد عزلتهم عن المجتمع ويتم عمل تكييف في مرشد المعلم حسب استراتيجية التدريس مثلاً تخفيف بعض المواد الدراسية واستخدام الوسائل وغرفة المصادر والخطط التربوية والفردية وتكون الامتحانات موضوعية وتراعي الإعاقات المختلفة بحيث يستطيع الطالب الإجابة على الأسئلة . عدد المراكز الحكومية في ولاية الخرطوم 16 والخاصة 100 مركز موزعة في المحليات.
الدمج
وفي حوار سابق لها لوكالة “سونا” للأنباء- أبريل 2022- عبر إحصائية دقيقة ذكرت د. سوسن، أن محلية جبل أولياء بها ٤١ تلميذاً، من ذوي الاحتياجات الخاصة موزعين على ٨ مراكز ، فيما يبلغ عدد التلاميذ بمحلية بحري ١٦ تلميذاً، تم توزيعهم على عدد ١٠ مراكز، محلية أم درمان ١٢٧ تلميذاً، موزعين على ١٢ مركزاً ، أما شرق النيل ٨٧ تلميذاً، موجودين في عدد ٢٤ مركزاً ، وهي محلية مترامية الأطراف ومتباينة البيئات، محلية الخرطوم ٩٧ تلميذو ١٩مركز ، فيما بلغ عدد التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة بمحلية أمبدة ٣٣ موزعين على ١٧ مركزاً، إلى جانب محلية كرري التي بها أكبر عدد من التلاميذ ٦١٣ تلميذاً، موزعين على٣٤ مركزاً، في الحضر والريف.
تحدثت أيضاً د. سوسن عن عملية الدمج في المدارس الحكومية قائلة : أساس اتفاقية ذوي الاحتياجات الخاصة الإدماج بحكم أنه إنسان في المقام الأول ومن حقه التعايش في مجتمعه الطبيعي والالتحاق بالمدرسة العامة .ونحن نسعى في عملية الإدماج في المدرس الحكومية لأن تكلفة تأسيس مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة عالية جداً وتحتاج إلى توفر تراحيل لذلك كان من الأفضل دمجه مع أقرانه في المدارس الحكومية وهنا يجب تهيئة المدارس وتوعية المعلمين والأهالي والمجتمع المحلي وتدريب المعلم بالمدرسة على التعامل مع ذوي الاحتياجات .
واختتمت حديثها موجهً كلمة للأهالي بأن يتقبلوا الإعاقة وأن يبحثوا عن حقوق أبنائهم في العيشة الكريمة والتعليم وتحقيق الذات.
التعليم للجميع
نجوى يوسف إسماعيل – مدير إدارة التربية الخاصة بمحلية كرري تحدثت لـ (الصيحة) قائلة: تم إنشاء المراكز الحكومية لأن تكلفة المراكز الخاصة باهظة جداً وأولياء الأمورلا يستطيعون تحمل هذه النفقات .عدد المراكز في محلية كرري 4 مراكز حكومية و15 مركزاً، خاصاً، موزعةعلى المناطق الطرفية بالمحلية، ثم أضافت إنهم في حاجة إلى المزيد لذلك تناشد السلطات بإنشاء مركز حكومي في الشريط النيلي وغرب الحارات لأنهم في حاجة ماسة لهذا المركز.وواصلت حديثها عن التعليم والجلوس لامتحان الشهادة قائلة : نسبة التعليم الأكاديمي ضعيفة لذلك يتم التدريب على الأعمال اليدوية وأعمال الإبرة والمطبخ التعليمي والطلاب الذين يجلسون لامتحان شهادة الأساس يتم توزيهم في المدارس الحكومية ولكنهم يجدون صعوبة في التأقلم بسبب ضعف مستوياتهم لذلك يتم توزيعهم في المدارس الفنية والصناعية والحرفية .
أشارت الدكتورة نجوى إلى أكبر المشاكل التى تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة وهي الترحيل وارتفاع تكلفة الكتب والمدربين لذوي الإعاقات السمعية والحاجة -أيضاً- لغرف المطبخ التعليمي، وأشارت إلى أن نسبة الإعاقة في ازدياد كبير وهذا الأمر يحتاج إلى دراسة .
اختتمت د. نجوى حديثها قائلة : التعليم للجميع وعندما يحقق أحدهم نجاحاً لا يحقق الفرحة لنفسه فقط بل لأسرته.
تأهيل المعلمين
منيرة آدم حسن – معلم مساند لذوي الاحتياجات الخاصة مدرسة أم درمان الفنية للبنات محلية كرري تحدثت قائلة : من أكبر المشاكل التي تواجه مراكز الاحتياجات الخاصة عدم وجود المعلم المؤهل والوسيلة التى يتم توصيل المعلومة بها للطالب وصعوبة الدمج في المدارس الثانوية الحكومية فالمدارس غير مهيئة بالصورة التى تخدم جميع احتياجات الطلاب بفئاتهم المختلفة، وعدم تأهيل المعلم بالمدرسة الحكومية وحتى إذا كان مؤهل يجد صعوبة في تقديم نفس الحصة للفئتين مع العلم أن طلاب ذوي الإعاقة يحتاجون إلى طريقة معينة لتوصيل المعلومات وينتج عن ذلك بعض الإحباط . ومن ناحية آخرى هو مفيد من ناحية الدمج الاجتماعي والتأقلم . أختتمت حديثها موصية بأن يكون تأهيل وتدريب معلم ذوي الاحتياجات الخاصة من الجامعة وأن يكون التدريب شاملاً حتى الأشياء البسيطة لكي لا تضطر المراكز لعمل دورات تدريبية مكلفة للمركز والمعلم.
خدمات محدودة
محمد بابكر– معلم بمدرسة الشيخ حسين علي حسين، الحكومية بمنطقة الفتح: مركز الفتح يغطي معظم مناطق غرب حارات أم درمان المبنى مقدم من أحد الخيِّرين بالمنطقة، ويقدم المركز خدمات لذوي الإعاقات الذهنية والاضطرابات النمائية وصعوبات التعلم ومؤخراً تم ضم الإعاقات السمعية . من أكبر الصعوبات التى تواجه المركز تكاليف الترحيل عالية جداً لبعض الأسر، ونقص الكوادر العاملة وعدم وجود منهج متخصص لذوي الإعاقة، واختتم كلامه معلقاً : (الخدمات الحكومية موجودة بصورة محدودة نمد أيادينا متعاونين مع جميع المبادرات الخيرية ليستمر العمل).
منهج خاص لذوي الإعاقة
منال حسن سعيد– اختصاصي نفسي ومدير بالنيابة بمركز الرواد لذوي الاحتياجات الخاصة بمحلية بحري تحدثت إلينا قائلة: المركز متخصص في التدخل المبكر وصعوبات التعلم والتوحد والإعاقات الذهنية الخفيفة وتحدثت -أيضاً- من ناحية نفسية عن طريقة التعامل مع تلميذ ذوي الاحتياجات الخاصة قائلة :يجب أن يكون المعلم غير انفعالي وصبوراً ولديه القدرة على التعامل مع هذه الشريحة خاصة الأطفال الذين يعانون من التوحد لأنه يكون لديهم -أحياناً- عنف أو فرط حركة .
ثم تحدثت عن المنهج مناشدة بعمل منهج خاص من قبل المختصين في مجالات ذوي الاحتياجات الخاصة لأن الحكومي حتى ولو كان مخففاً لا يتناسب مع كل فئة ويجب أن يضم المنهج التركيز والانتباه والذاكرة، بحيث أن هذه هي المشاكل الرئيسة التي يعاني منها ذوي الاحتياجات الخاصة، وتناشد -أيضاً- الوزارات التعليمية بدعم المراكزلعمل بعض الفصول الخاصة بتأهيل بعض الحالات حتى تكون المراكز متكاملة وقادرة على استقبال كل الحالات .
أكثر من 400 طالب
كمال محمد مكي – المدير الأكاديمي لمعهد سكينة قال: معهد سكينة من أوائل المعاهد في السودان المتخصصة في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة بدأ عام 1985م ويستقبل جميع الفئات ماعدا حالات الإعاقات السمعية والبصرية . يعاني المركز من مشاكل كثيرة فالمركز به أكثر من 400 طالب، يسكنون في مناطق بعيدة جداً لذلك يعاني أهالي طلاب المركز من مشاكل في تكلفة الترحيل العالية، ويعاني المركز -أيضاً- من نقص في المعينات والمواد التعليمية وجاهزية بعض الفصول الخاصة .
معاناة ولاية كسلا
ولاية كسلا بشرق السودان أحد الولايات التي عانت من عدم وجود مراكز كافية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يوجد مركز واحد فقط لطلاب الأساس ومركزين لطلاب المرحلة الثانوية لذلك أجرت (الصيحة) حواراً مع د.مريم محمد قايد إبراهيم – اختصاصي تنمية مهارات ووكيل مدرسة جسور الأمل للإعاقة الحسية بولاية كسلا التي تحدثت إلينا قائلة : مدرسة جسور الأمل هي أول مدرسة إعاقة ذهنية في ولاية كسلا وصنفت في عام 2021 كأول مدرسة على مستوى السودان متخصصة لأطفال التوحد، أنشئت المدرسة على مبادرة من أمهات أطفال التوحد بعد مجهودات استمرت لشهرين ووصلت بهم إلى وقفة احتجاجية في عام 2020 أمام مبنى وزارة التربية والتعليم وكان نتاجها توفير المكان الذي كان عبارة عن سكن طلاب سابق (استراحة) وأضطررنا للقبول لأننا لا نملك خياراً آخر، كما التزمت وزارة التربية والتعليم بالمعلم، تكفل الأمهات بجاهزية المدرسة من إجلاس ومعدات وأدوات وكل ما يتعلق بالمدرسة
في بداية تأسيس المدرسة واجهتنا صعوبات أكبرها عدم تقبل المؤسسات لمدارس ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم اعتبارها كمدرسة، إضافة إلى أنها مكلفة جداً من كل النواحي، وأيضاً هنالك نقص كبير في المعلمين والكوادر المعينة من قبل الوزارة غير مؤهلة للتعامل مع طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مما جعل أمهات الطلاب يتطوعون للعمل في المدرسة، كذلك عدم وجود منهج متخصص لهذه الفئة فالمنهج الحكومي لا يلبي طلباتهم وذلك لاختلاف الحالات ونواجه مشكلة مع إدارات بالتربية الخاصة فهي غير مؤهلة وغير ملمة بالمشاكل التي تواجه هذه الفئة .
واصلت دكتورة مريم حديثها عن ازدياد الحالات والطلاب في ولاية كسلا وعدم توفر مراكز كافية لهم قائلة: يوجد بكسلا 3 مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة، وتعتبر جسور الأمل هي الوحيدة في محلية كسلا لطلاب الأساس حيث تغطي المدرسة الخدمة لـ25 طفلاً فقط، و50 في انتظار القبول وتعاني الولاية من عدم وجود مراكز لبعض الحالات هم : متلازمة داون والشلل الدماغي والنشاط الحركي وصعوبات التعلم حيث تناشد الوزارات بفتح فرص لهذه الفئات وتجهيز مراكز خاصة لهم .
تحدثت دكتورة مريم –أيضاً- عن دمج الطلاب في المدارس الحكومية قائلة : الدمج صعب جداً لأن المدراس الحكومية غير مؤهلة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة وأغلبهم يرفضون استقبال الحالات لذلك اضطررنا إلى الدمج في المدارس الخاصة ودفع مبالغ كبيرة حتى تقبلهم هذه المدارس .
اختتمت حديثها بمناشدة للوزارات والمجتمعات والمؤسسات قائلة: نحن لا نحتاج إلى دعم مالي بقدر حوجتنا إلى الإيمان بهذه القضية والعمل عليها وتقبل هذه الفئة من الأطفال بكل احتياجاتها لأن التمييز لا ينعكس على الطفل فقط، بل على الأسرة كلها حيث علقت على لسان حال معظم الأسر (الناس ما بتتقبل طفلي) .
ختام
بالرغم من أن البلاد العربية تحظى بنسبة قليلة من ذوي الاحتياجات الخاصة مقارنة ببقية الدول، كما نشر في تقرير من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) إلا أن المشكلة تظل قائمة في عدم توفر الإمكانات اللازمة لذوي الاحتياجات من مواكبة حياة طبيعية مستقلة في العالم العربي، إضافة إلى تراجع ملحوظ في توعية الشعوب في التعامل معهم سواءً في الحياة العادية أو مجال العمل . إن نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع السوداني تبلغ 5% من إجمالي عدد السكان متصدراً بذلك القائمة العربية ويليه المجمتع الفلسطيني بنسبة 4% وسلطنة عمان بنسبة 3% والأردن بنسبة 2% في حين بلغت النسبة في قطر 0.5% (الاسكوا).
وتختلف معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد العربية من بلد لبلد، طبعاً للوضع الاقتصادي، والسودان باعتباره من الدول التي تعاني من مشاكل اقتصادية عالية فإن ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من مشاكل كبيرة أهمها عدم التحاق نسبة كبيرة منهم بالمدارس ودور التعليم مقارنة ببعض الدول العربية التي اهتمت بهذه الفئات من جميع النواحي أولها التعليمية مثلاً في الإمارات يوجد تسهيلات واضحة لهذه الفئات من كل النواحي أهمها التعليمية مع وجود المراكز والمدارس التي تتبنى تقنيات عالية جداً لتسهيل مهمة التعليم للمعلم والطالب وكذا الحال في بعض الدول العربية الأخرى التي تبذل مجهودات كبيرة مع هذه الفئات .
كما ذكرت أحد المتحدثات سابقاً نحتاج للإيمان بالقضية قبل أن نوفر المعينات المالية ونحتاج لأن نعترف بحقوق فئة ذوي الاحتياجات الخاصة .