في الهواء الطلق
محيي الدين شجر
قصة مستشفى لعلاج سرطان الأطفال بالمجّان (قَتَلَتْهُ) لجنة إزالة التمكين (2)
قلت في الحلقة الأولى، إن مشروع مستشفى علاج سرطان الأطفال بالمجان (7979)، كان مشروعاً قومياً وطنياً خالصاً، ولا علاقة له البتّة بحزب المؤتمر الوطني، وذكرت أنه كان يضم أشخاصاً كانوا ضد المؤتمر الوطني، ولقد انضم للمشروع فيما بعد الدكتور والإعلامي علي الريح والذي فصلته الإنقاذ من التلفزيون القومي، وذكرت في نهاية المقال أن مدير عام المشروع الأول واسمه أحمد الشيخ رفض رفضاً باتاً أن ينضم للمشروع نجل نافع علي نافع وآخرون ينتسبون للمؤتمر الوطني، وكان يؤكد في كل لقاءاته أنه مشروع قومي وطني.
وبالتالي كيف لمشروع لا علاقة له بالنظام البائد، كيف يتم قتله ووأده دون حتى النظر إلى الفوائد التي كان يمكن أن يحققه للسودان ولشعب السودان.. بل حتى وإن كان تابعاً للمؤتمر الوطني فكان من الأحرى أن يستمر لأنه يقدم الخدمة مجاناً ويفيد كل أطفال السودان ولكنها النظرة الضيِّقة للجنة إزالة التمكين.
والأسوأ من ذلك كله أن وزارة الصحة ولاية الخرطوم قامت بنهب خمس عربات كانت تابعة للمشروع، تبرّعت بها جهات للمشروع بلا أيِّ مُسوِّغ قانوني واستخدمتها وتركت ثلاث عربات لحرارة الشمس في حوش الوزارة!!
دمار كامل للمشروع تحت سبق الإصرار والترصد وإهمال ما بعده إهمال لأهم مشروع وطني كما كنت أصفه.
قصة مستشفى 7979 لعلاج سرطان الأطفال بالمجان
نبعت فكرة المستشفى من جمعية بت البلد الخيرية عام 2015م، وهي جمعية كانت تضم نساء ضباط القوات المسلحة، وأشهد لها أنها كانت جمعية نزيهة لم تدخل قرشاً واحداً بطريقة ملتوية، بل كانت جمعية فقيرة وإن أرادت لتكون أغنى جمعية طوعية في السودان لنجحت، لأن رئيستها كانت هي ليلى محمد علي زوجة النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح.
كنت استغرب من فقر الجمعية، وإن كانت استغلت اسم النائب الأول لنالت ملايين الجنيهات كما فعل كثير من المنظمات في حقبة النظام البائد، واستغلوا علاقاتهم بكبار المسؤولين.. لكنها لم تفعل وأرادت أن يقوم المستشفى عبر التبرع الشعبي، وبالفعل، فإن معظم أموال المستشفى تبرّع بها خيِّرون ومُواطنون عاديون كانوا يزورون المستشفى ويتبرعون لها طواعيةً.
كان مشروعاً جميلاً تضافرت فيه جُهُود السودانيين بكل انتماءاتهم وكان حلماً كاد أن يتحقق لو قرار لجنة إزالة التمكين.
من الأشياء الجميلة أن تتفاجأ بزيارة أحدهم للتبرع لوالدته أو لوالده بكل حب وتقدير للمشروع.
وحاز المشروع وفي فترة وجيزة على اهتمام معظم الناس، وكانت تصله التبرعات تباعاً من معظم شرائح المجتمع.
بدأ المشروع من الصفر وكنا في اللجنة الإعلامية قد بذلنا جهوداً خرافية للترويج له وتبيان أهميته، لأن المشروع قام بعد دراسات دقيقة أثبتت ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان وسط أطفال السودان، ولهذا اكتسب أهميته، وبالتالي نال اهتمام السودانيين دون استثناء بكل انتماءاتهم السياسية المختلفة.
وكنا وبشراكة مع قنوات أنغام، قدمنا برنامجاً للترويج عن المشروع اسمه بصمة أمل كنت أقدمه وكان يُبث كل يوم جمعة، ومن خلال البرنامج تم استقطاب دعم كبير للمستشفى.
واستضاف البرنامج الذي كنت أقدمه كلاً من السيد الصادق المهدي والأستاذ وجدي صالح والإعلامية سهير عبد الرحيم، واستضاف نجوم مجتمع وأطباء سرطان، وكان يُحظى بمشاهدة واسعة، ولهذا استغربت من تجاهل وجدي صالح للمشروع وكان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المشروع، بل كان أحد ضيوفه، كما استضاف البرنامج الدكتورة مريم الصادق المهدي وكلهم لا ينتمون للمؤتمر الوطني، لإثبات أن المشروع قومي ولا علاقة له بحزب أو تنظيم سياسي ولا يسير بناءً على توجُّه معين.
ونواصل،،،