مشاركة السودان في مؤتمر الأمم المتحدة للبلدان الأقل نمواً.. انتظار الثمار!!
تقرير- مريم أبَّشر
تَلَقَّى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، دعوة رسمية للمشاركة في اجتماعات الجزء الثاني من مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للبلدان الأقل نمواً الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة مطلع مارس القادم، بحضور وكيل وزارة الخارجية السفير دفع الله الحاج علي. وأوضح السفير القطري بالخرطوم محمد إبراهيم، السادة في تصريح صحفي عقب تسليمه الدعوة للبرهان بحضور وكيل وزارة الخارجية السفير دفع الله الحاج علي، أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في كافة المجالات. وقال إنه نقل للبرهان تحيات الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر.
وجود أممي
وشرعت دولة قطر في إجراء الترتيبات اللازمة وتعهدت وهي التي خرجت لتوِّها من استضافة العرس الكروى (بنجاح), بإنجاح مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نمواً، أعربت عن تطلعها لعقد واعتماد برنامج عمل الدوحة لأقل البلدان نمواً. وتأتي دعوة السودان ممثلاً في رئيس مجلس السيادة في المؤتمر الأممي للبلدان الأقل نمواً في وقت وظرف مهم بالنسبة للسودان وهو يمر بوضع حرج ليس من حيث التأخر في النمو فحسب، وإنما تأخر وتعقيد في كل المستويات ويكاد يكون أكثر الدول احتياجاً لمثل هذه النوع من المؤتمرات المعنية بالنظر في أوضاع الدول المتخلفة تنموياً رغم ما يمتلكه من إمكانات.
تغييرات بيئية
وينعقد المؤتمر والعالم يشهد تغيُّرات بيئية ومناخية وواقعاً فرضته تداعيات فيروس “كورونا”، فضلاً عن تحديات سياسية و اقتصادية متزايدة، فرضت واقعاً مخيفاً ولذلك يرى مراقبون أن انعقاد المؤتمر بالدوحة والسعي لاعتماد برنامج مخرجاته في البلدان الأقل نمواً في وقت قريب يُعَدُّ بالغ الأهمية، حيث سيُتيح ذلك البدء بتنفيذ البرنامج دون تأخير، وفي مقدمة ذلك التصدي للتحديات المرتبطة بتداعيات فيروس “كورونا” على أقل البلدان نمواً، بجانب العمل على بناء مجتمعات قادرة على الصمود، خاصةً في إطار ما ينطوي عليه من تدابير ومبادرات والتزامات مهمة وطموحة من قِبَل يرحج أن يشارك في المؤتمر الذي سيكون السودان مشاركاً فيه، الشركاء الدوليين.
تسابق محموم
تنافس وتسابق محموم تقوم به البلدان الأقل نمواً في العالم لتحقيق أهداف التنمية العالمية المستدامة والمهمة للغاية بحلول عام 2030م. حيث يحتاج هذا العقد الجديد إلى استهلال شراكة عالمية جديدة لضمان مستقبل أفضل للدول الأكثر ضعفاً في العالم. ومع اقتراب نهاية برنامج عمل أسطنبول لصالح أقل الدول الأقل نمواً، سينعقد مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً في الدوحة، في قطر، مطلع مارس بما في ذلك قمة الرؤساء.
أقل نمواً
وسيتم اعتماد النتيجة المتوقعة من مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً – أي برنامج عمل جديد لصالح أقل البلدان نمواً لمدة عشر سنوات، في هذه المرحلة الحرجة. وفي إطار هذا البرنامج، سيتعيَّن تحقيق الطموحات العالمية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 والمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويُنتظر من المجتمع الدولي، في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان إجراء تقييم شامل لتنفيذ
خطة أسطنبول اتخاذ تدابير وإجراءات دعم دولية إضافية لصالح أقل البلدان نمواً، الموافقة على تجديد الشراكة بين أقل البلدان نمواً وشركائها في التنمية لرفع التحديات الهيكلية والقضاء على الفقر وتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً وتمكين الدول المعنية من الخروج من فئة أقل البلدان نمواً.
لا جدوى
الملفات المطروحة حتى منضدة مؤتمر الدوحة الأممي للدول الأقل نمواً يكاد يكون السودان أحد أحوج الدول لها بالمطلوب نظراً للتردي غير المسبوق الذي يعيشه في راهنه السياسي والتعقيدات الخطيرة التي يمر بها بجانب أزمة اقتصادية آخذه في الاتساع، غير أن أستاذ العلاقات الدولية الدكتور أسامة لا يرى جدوى من مشاركة السودان، بل ينصح القائمين على الأمر بعدم المشاركة وعزا ذلك في إفادته لـ(الصيحة) أن الأمم المتحده تعمل بسياسة الجزرة والعصا و هي السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة بوصفها المهيمنة على الأمم المتحدة و الياتها ويرى أن لا تقدم شيئاً إلا نظير ما قابل، وأضاف أن السودان يعيش هشاشة أمنية وسياسية واقتصادية غير مسبوقة وغير متوقع ما يحدث لاحقاً، لافتاً إلى أن أكثر المتفائلين لا يتوقع ماذا سيحدث غداً ويعتبر أي مشاركة في ظل الوضع الراهن تمثل إحراجاً رغم حاجة السودان لكل ما يطرح من برامج. ويشير في إفادته أن الأمم المتحدة أن كانت ترغب في مساعدة السودان عليها أن تقدم دعمها عبر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
تطورات داخلية
ولكن المحلِّل الدبلوماسي مي محمد علي، ترى أن مشاركة السودان في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للبلدان الأقل نمواً, تعتبر مشاركة من أجل الحفاظ على موقع السودان وعدم غيابه في المحافل الدولية. وعزت في حديث لـ(الصيحة) ذلك إلى ما يمر به السودان من تغييرات سياسية وأمنية واقتصادية انعكس على الوضع الداخلي. وبالتالي تعتبر مشاركة السودان في صورته الطبيعية لعكس التطورات الداخلية وكيفية مساهمة تلك الدول في استقرار السودان, بجانب ذلك من المعلوم أن منظمة الفاو، كانت قد أصدرت تقرير بشأن الفجوة الغذائية في العالم وخطورة ذلك من حدوث مجاعة في بعض البلدان ومن بينها السودان, وبالتالي وفد السودان يعكس ذلك على المؤتمر ومحاولة إيجاد دعم دولي في شكل مساعدات مالية وعينية للمتأثرين بالتحوُّلات المناخية والسياسية والاقتصادية. وقالت كذلك من الطبيعي أن يضع وفد السودان القمة في الصورة بشأن الآثار المترتبة على وقف الدعم الاقتصادي للسودان, وتأثيره على الوضع الاقتصادي الداخلي لذلك المشاركة تعتبر مهمة في ذاتها لعكس كل التطورات الحالية التي تجري بالبلاد.