مواكب اليوم الخميس.. مشروع ضحايا جديد!!
* حسب جداول تجمع المهنيين المنشورة على المواقع والميديا، يفترض أن تسير اليوم الخميس تظاهرات جديدة تحت شعار القصاص، ويفترض في المقابل أن تتهيأ إلى سماع أخبار حزينة أخرى، في بلاد المناكب والمواكب والاحتجاجات…
* على أن عمليات سقوط الضحايا أصبحت مربوطة ارتباطاً مباشراً بعمليات تسيير المواكب، على أن كل الضحايا حتى الآن قد سقطوا على حين تسيير موكب، حتى غد تجمع المهنيين، الجهة صاحبة امتياز تسيير المواكب، غداً يحذر المجلس العسكري قبيل تسيير كل موكب، بأن سقوط أي ضحايا سيكون من مسؤولية المجلس، ولا أحد غير المجلس…
* كما لو أن تجمع المهنيين بذلك يقر بأن المواكب هي السبب الرئيس في صناعة المزيد من الضحايا، ولا أستخدم تعبير سقوط ضحايا، وإنما أقول صناعة ضحايا لمزيد من الاستخدام السياسي والهتاف الدم قصاد الدم.. وحال سقوط الضحايا يخرج نشطاء تجمع المهنيين يبكون سقوط الشهداء الذين هم لا غيرهم في كل مرة من يمهدون لهم الطريق وهم يعلمون، فكلما كانت هنالك مواكب وجداول احتجاجات جديدة، كانت هنالك احتمالات لسقوط ضحايا جدد…
* وثمة ملاحظة أخرى جديرة بالذكر والاستشهاد والاستدلال، وهي أن جداول المواكب مهما اتخذت شعارات مغايرة إلا أنها دائماً تصنع بين يدي جولة تفاوض جديدة، بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، كما لو أن المستهدف في المقام الأول هو التوظيف السياسي للاحتجاجات، بالضغط على المجلس وانتزاع المزيد من مكاسب كيكة الحكم، مقابل تقديم المزيد من الضحايا الشباب، ولا نعرف والحال هذه كم ضحية تبقت لنا بذلها قرباناً حتى تحسم قوى الحرية والتغيير كيك حكمها وفطيرة مكاسبها السياسية. كما لو أن الدم هنا قصاد غنيمة السلطة… الدم مقابل المزيد من المكاسب السياسية!!
* أيضاً هنالك حافز آخر لتسيير المزيد من المواكب من قبل اليسار، وهو الإبقاء على جذوة الثورة مشتعلة، على أن الحراك الثوري هو آخر الحبال التي تربط الثوار بأحزاب اليسار، فإن همو ذهبوا.. ذهبت إلى الأبد مساندتهم لأحزاب الحرية والتغيير، لهذا يجتهد اليسار في بقاء الشباب لأطول فترة ثورية ممكنة تحت سطوة جداول تجمع المهنيين، لهذا وذاك لابد من اصطناع مناسبة كل بعد فترة حتى لا يتطاول الأمد فتُنسى الثورة ويخمد الحراك الثوري، ولو كانت تلك المناسبات صناعة المزيد من الضحايا والتضحيات.
* أرجو، والسيناريوهات هذه، ألا يأتي اليساريون عِشاء يبكون، أن يأتوا بقميصٍ ودمٍ كذب، بأنهم ذهبوا يستبقون في مواكب القصاص لدم الشهداء، وإذا بذئب المجلس العسكري تهجم عليهم بالدوشكات والمدرعات ويسقط منهم الشهداء، يا للبراءة والبراعة.. ويا لغباء الآخرين!!
* أخشى إن تكاثرت المتاريس والعراقيل واختطفت البلاد من قبل هواة الحراك وصناع المواكب، أخشى أن يخرج المواطنون إلى ميدان صلاة الاستغاثة يسألون الله سبحانه وتعالى أن يهيئ لهم سيَّارة يخرجونهم من بئر اليسار، ولا يهم يومئذٍ إن كان هولاء السيارة المنفذون مدنيين أو عسكريين… تصبحون على خير