رفض الحلو للتفاوض مثّل خيبة أمل للشعب السوداني
سأعود قريباً برفقة عرمان وأردول إلى الخرطوم
أتوقع نجاح سلفا في توحيد الحركات في جسم واحد
قال الأمين العام للحركة الشعبية ــ قطاع الشمال ــ خميس جلاب، إن مفاوضات جوبا اليومين الماضيين اسفرت عن عدة تفاهمات بينهم ووفد المجلس العسكري وإعلان قوى الحرية والتغيير، مؤكداً على حلمهم بسودان جديد.
في وقت قطع فيه بعدم استطاعة أي شخص الوصول إلى السلطة على حساب الشعب السوداني.
وكشف جلاب في حواره مع “الصيحة” عن عودته ونائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان والناطق الرسمي أردول قريباً إلى السودان عقب تفاهمات مع العسكري، وقال: سعينا إلى السلام داخل السودان، والآن العسكري جاء يبحث عنه في جوبا. وانتقد ضيفي رفض الحلو وعبد الواحد التفاوض، لافتاً إلى الآن الفرصة مؤاتية لتحقيق الأهداف، والعمل على بناء سودان جديد.
حوار: هبة محمود سعيد
*بداية دعنا نتحدث عن مفاوضات جوبا الأخيرة، أبزر التفاصيل؟
– أولاً، عبركم أهنئ الشعب السوداني بثورته المجيدة، وأترحم على ارواح الشهداء.. فيما يتعلق باجتماعات جوبا، فهي مبادرة جاءت من دولة جنوب السودان لرعاية عملية السلام في السودان، والتقينا بوفد الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وهي للأمانة لم تكن مفاوضات، ولكنها لقاء تشاوري للعمل على كيفية معالجة جذور الأزمة السودانية، وإنهاء الحرب في السودان. تفاكرنا وتوصلنا إلى تفاهمات من أجل السلام وإحلاله، وتوصلنا إلى ضرورة إطلاق سراح الأسرى في السودان، وكل المعتقلين من الحركة الشعبية قطاع الشمال لأسباب سياسة، توافقنا أيضاً على تفاهمات لفتح المسارات بتوصيل المساعدات الإنسانية في مناطق الحرب، وتوصلنا إلى تمهيد وقف العدائيات من قِبلنا وإطلاق النار من قِبل الحكومة. الوفد وعد أيضاً بدراسة مسودة أديس أبابا وعلى أساسها يتم تضمينها في الإعلان السياسي في الفترة القادمة.
*ذكرت أنه لقاء تشاوري، لكن المعروف أنها مفاوضات تضم الحركات المسلحة وخاصة الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، ليتفاجأ الجميع بالإعلان عن تفاهمات مع مالك عقار؟
– الفكرة كانت في مبادرة جنوب السودان أن يتم جمع كل الحركات الحاملة للسلاح في كتلة واحدة، لكن صادف أن بقية الحركات لم تأت.
*كل الحركات قاطعت المبادرة؟
– مجموعة عبد العزيز الحلو كانت موجودة، ولكنها التقت بالوفد منفردة، وأخرجت بيانها الرافض للتفاوض غلى حين تشكيل حكومة انتقالية.
*لماذا رفضت مجموعة الحلو التفاوض؟
– لا أدري لماذا رفضوا الجلوس لمعالجة الأزمة السودانية، كل الشعب السوداني وخاصة أولئك الموجودين في المناطق المحررة يتشوقون للسلام اليوم قبل الغد، لإنهاء المعاناة، لأن المعاناة كبيرة للغاية، والتي لا تنتهي إلا بسلام شامل عادل.
*كيف تلقى وفد العسكري والتغيير رفض مجموعة الحلو للتفاوض؟
-لا علم لدي ماذا قالوا.
*رفض الحلو وغياب عبد الواحد، ألا ترى أن جوبا لم تكن على استعداد لهذا التفاوض؟
-لا ادري لماذا غابت الحركات، ولكن مبادرة جنوب السودان كانت لجمع الحركات في كتلة واحدة.
*هناك خيبات أمل؟
– رفض الحلو التفاوض كان خيبة أمل لكل الشعب السوداني وخاصة كما ذكرت لك سابقاً المواطنون في مناطق النزاع والمناطق المحررة، وكل الشعب السوداني يتوق للسلام.
*بعض الإحباط اصاب الجميع عقب الإعلان عن تسويات بينكم وبين وفد العسكري والتغيير، سيما أن الكل كان يتوق إلى تسويات مع عبد العزيز الحلو على اعتبار أنه الرجل الأقوى صاحب الأرض والسلاح؟
– المسألة ليست مسالة من يملك الأرض أو السلاح، المسألة هي ماذا تريد أن تحقق وكيف احقق الاهداف التي من أجلها رفعت السلاح، الآن جاءت الفرصة لتحقيق هذه الأهداف، وهذا هو السودان الجديد، والشباب الذين قاموا بالثورة ينادون بسودان جديد، فلماذا يرفض الحلو التفاوض.
*يظل رفض الحلو مشروطاً، لكن ما تعليقك على رفض عبد الواحد القاطع وإعلانه عدم اعترافه بالمجلس العسكري وإعلان قوى الحرية والتغيير؟
– هذا السؤال يُوجّه إلى عبد الواحد، لكن رسالتي له أن هذه فرصة يجب ألا يفوّتها، لأن كل المكونات في هذا الحراك تعمل على معالجة الأزمة السودانية، نحن نعلم أن الحكومات السودانية على مر الزمان لم تعالج مشكلة الحرب والسلام، ولذلك كان يحق لعبد الواحد المشاركة، لينقلوا السودان إلى الديمقراطية الحقة..
*دائماً ما ترفض الحركات المسلحة السلام وتسعى للمناصب فقط؟
– هذا اتهام، وبالمناسبة الشعب السوداني أصبح على درجة كبيرة من الوعي، وبالتالي أي شخص يريد الوصول إلى سلطة على حسابه لن يستطيع.
*وبماذا تفسر ما جرى في مفاوضات أديس والسعي في الوصول إلى مناصب؟
-يجب ألا يُعمّم الحديث على كل الحركات المسلحة، فكل حركة لديها استراتجيتها ورؤاها. نحن في الحركة الشعبية أجندتنا هي تحقيق السودان الجديد، ونحن منذ العام 2011 نتفاوض مع الحكومة السابقة حتى نصل إلى السلام وعقب سقوطها، ذهبنا إلى الخرطوم في وفد النوايا الحسنة، وكان أول أجندتنا هو تحقيق السلام الشامل، لكن المجلس العسكري لم يعطنا الفرصة، وفي نهاية الأمر أبعدنا إلى جوبا، والآن يأتي العسكري إلى جوبا للبحث عن السلام، وقلت لهم كان الأفضل أن نجلس للسلام في السودان بدلاً من البحث عنه خارجه. نحن منذ البداية أفكارنا هي السلام ومعالجة جذور الأزمة.
*ماذا كان رد المجلس العسكري؟
– توافقنا معه على بعض الترتيبات.
*عقب العفو عن المعتقلين السياسيين وإطلاق أسرى الحرب في السودان من الحركة الشعبية قطاع الشمال، هل الأحكام في حقكم سقطت عنكم أيضًا، وستعودون إلى السودان قريباً عقب حادثة الإبعاد تلك؟
– نعم قريباً سوف نأتي.
*كل الوفد الذي تم إبعاده، أنت وياسر عرمان وأردول؟
– نعم في وقت قريب.
*حددتم موعداً؟
– لا، هناك بعض الترتيبات والإجراءات، وتطبيق ما توصلنا إليه.
*يمكن القول إنكم من الممكن أن تحضروا مراسم التوقيع النهائية على الاتفاق بين المجلس العسكري وإعلان قوى الحرية والتغيير حال توصلهم إلى اتفاق؟
-لا أستطيع ان أحدد لكِ متى، لكن متى ما انتهت الترتيبات التي نعمل عليها سوف نأتي.
*بالنسبة للسيد مالك عقار، متى يأتي الخرطوم؟
– لن يأتي الآن، هو من حقه طبعاً أن يحضر.
*عودته متعلقة بترتيبات أيضاً؟
-حتى الآن مخرجات التفاوض لم تدخل حيز التنفيذ، لذلك لن يستطيع أن يأتي الآن، نحن لا نتحدث عن مالك عقار كشخص وإنما نتحدث عن عقار رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال، ورئيس الجبهة الثورية، فهو شخص غير عادي، ولن يقوم بقطع تذكرة ويأتي على الفور إلى السودان، لذلك لابد من إتمام هذه الترتيبات.
*هناك حديث عن جولة مفاوضات أخرى في جوبا؟
– كما ذكرت لك هذه لم تكن مفاوضات، وإنما جولة مشاورات، ولا علم لدي ما إذا كانت دولة جنوب السودان لديها جولة أخرى، ولكن على حسب ما يتوفر لي من معلومات فإنه لا تفاوض.
*خلال الجلسة التشاورية التي ذكرت، هل تم التطرق لتوحيد الحركة الشعبية؟
– هذه مبادرة من جنوب السودان منذ نهاية العام 2018، ولكنها لم تنتهحتى الآن.
*تطرقتم إليها في محادثات جوبا؟
– لا، لم يتم التطرق، لأنها لا علاقة لها بما تم طرحه هناك.
*كيف تمضي مبادرة توحيد الحركات المسلحة؟
– أتوقع أن ينجح الرئيس سلفا في توحيد الحركات في جسم واحد، إلا إذا رفضت حركة ما أن تأتي جوبا، ولكن أنا متفائل في توحيد سلفا للحركات.
*كيف العلاقة بينكم والحلو؟
-عن أي علاقة تتحدثين، العلاقة الشخصية أم التنظيمية؟
*الاثنان على حد سواء؟
*العلاقة جيدة، وهي علاقة تنظيم واحد، ليس لدينا غضاضة، لسنا ضد بعض ولا نعادي بعضاً.