13 يناير 2023
إذا ما أتاحت لك معافرة الحياة، مجالاً، وتجوّلت في مواقع التواصل الاجتماعي السودانية، حتماً ستُصاب بالذهول من حجم الكتابات والأصوات والفيديوهات التي تتبارى في نشر الكراهية والعُنف اللفظي، والدعوة الى القتل والعنف، والاستعداد للحرب، وستصك أذنيك كم الشتائم والألفاظ العنصرية والتمحور الجهوي، ورفض الآخر والدعوات إلى الانفصال والاستقلال وما غير ذلك، وكأن هؤلاء الساعون الى تدمير الحياة، لا يدرون ما يقول لهم الشارع الكريم، وما ينتظرهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وكيف يكون قلبك سليماً وأنت تدعو وتحرض أبناء جلدتك على قتل بعضهم بعضا وعلى العنف، وقطعاً تدري أن الدين الحنيف لا يفرق بين مَن يمارس العنف أو مَن يحرض عليه، فالاثنان ارتكبا معصية وفاحشة عظيمة، ووعدهما الله تعالى بالعذاب الأليم.
اقرأ ماذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا).
المُحرِّض على العُنف والقتل يا هداك الله كفاعله، والذي يُحرِّض على القتل هو قاتل أيضاً، وإن الذي يُعين على قتل مسلم ولو بشطر كلمة، فإنه يكون غريمه يوم القيامة يقتص منه.
قبل أن تطلق العنان للنفس الأمّارة بالسوء، تذكر أن الكلمة التي تكتبها أو تقولها محفوظة في لوحك وستجدها يوم القيامة في وجهك، يقول تعالى في سورة ق الآية 18 (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وبالله عليك، قبل أن ترسلها عبر الوسائط، اقرأ ما يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام: قال رسول الله ﷺ: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالًا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب).
فليهدنا الله جميعاً