مزيد من التصعيد … المزيد من الضحايا!!
سقط أمس بكل آسف ضحايا جُدد بمدينة الأبيض الوادعة، وهذه المرة الضحايا هم شباب يفع قد حقنوا بشعارات لا يعرفون على وجه الدقة أبعادها، ومن ثم أخرجوا من فصول الدراسة إلى مخاطر طرقات الحراك الثوري يرددون شعارات تجمع المهنيين (الدم قصاد الدم…)
* ومن ثم سارع تجمع المهنيين، الجناح الشيوعي الثوري لتكتل قوى الحرية والتغيير، سارع وهو المحرك الرئيسي للشارع بتحميل المجلس العسكري مسؤولية سقوط المزيد من الضحايا، على أن المجلس العسكرى صاحب السلطة القائمة الآن في البلاد، لم يقم بحراسة المتظاهرين كما يجب، بل إن بعض نشطاء اليسار قد خرجوا للفضائيات يزعمون بأن القوات الأمنية استخدمت الدوشكات والسلاح الثقيل في مواجهة تلاميذ المدارس!!
* أحد نشطاء تجمع المهنيين يقول عبر فضائية العربية، على المجلس العسكري أن يجيز مباشرة وثيقة الإعلان الدستوري دون عرضها لأي مناقشة، حتى نتمكن من الإسراع في عملية التحول إلى حكومة مدنية تحفظ أرواح المواطنين، والسؤال هنا الذي يفرض نفسه، هل معنى ذلك أن تجمع المهنيين مستعد وجاهز لتقديم المزيد من الضحايا الأبرياء عبر عملية دفع الأطفال إلى الطرقات تحت مسوغ دماء الشهداء!!
* وهذا بالطبع الذي يجري الإعداد له الآن، فما أن يوضع جدول لمواصلة التفاوض، حتى يسارع تجمع المهنيين في المقابل بوضع جدول تصعيد ثوري لخروج التظاهرات، وذلك جهراً لأجل القصاص لدماء الشهداء، وسراً للضغط على المجلس العسكري ليسلمهم كل شيء حتى دون مناقشة لبنود الإعلان الدستوري، لترى كيف تتاجر أحزاب قوى الحرية والتغيير بدماء الشهداء وأرواح الأطفال الذين تدفع بهم للشوارع….
* يفترض، والحال هذه، أن المجلس العسكري يخرج ببيان للشعب السوداني، يحذر ويوضح فيه ملابسات عملية سقوط الضحايا، على أن تكتل إعلان قوى الحرية والتغيير يتحمل كافة مسؤولية سقط ضحايا نتيجة لإعلان جداوله التصعيدية، على افتراض أن أي دعوة للخروج إلى الشارع من قبل الحرية والتغيير، يعتبر صناعة مناخ ملائم لسقوط ضحايا جُدد، وهذا على وجه الدقة الذي يحدث عقب كل مسيرة تصعيدية.
* ولو أن تكتل المهنيين والحرية والتغيير حريصون على سلامة المواطنين وأمن سلامة البلاد، لما كانوا في كل مرة يصرون على خروج التظاهرات إلى الطرقات، وهم يدركون أن هنالك متربصين كثر ينتظرون مثل هذه الفرص، على أن الأحداث في كل مرة تثبت بأن هنالك مجهولين يعتلون بعض البنيات ومن ثم يطلقون النار في كل الاتجاهات، على أن الأمن يكون تحت السيطرة عندما لا تكون هنالك حشود في الطرقات، ويكون خارج السيطرة عند دعوة تجمع المهنيين الجماهير النزول إلى الشوارع والطرقات…
* ويعيد التاريخ جدله، على أن الفئة الباغية هي التي أخرجت عمار رضي الله عنه، لا أعرف، والحال هذه، لماذا يقبل المجلس العسكري أن يُكَتَّف ثم يُدفَع به في عرض النهر ثم يُطلب منه السباحة، على أن قوي الحرية والتغيير في كل مرة تصنع حالة من الفوضى الخلاقة في الشارع، ثم يُحمَّل المجلس العسكري عملية سقوط ضحايا، والمجلس غير قادر في كل مرة علي أن يخرج إلى شاشات الرأي العام، ليقدم مثل هذه الدفوعات البديهية، بأن من يخرج التلاميذ إلى الطرقات، هو من يتحمل مسؤولية سقوط أي ضحايا… و… و.. وليس هذا كل ما هناك