اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً
لعن الله (الميديا الجديدة) وتباً لها، وهي تخاصر أحداثنا والملمات وتحاصرها بالمشئوم من تداعيات بل وتصنع لها عند الناس مرتعاً خصباً للتشاكس والمباغضة والإيذاء،
هذه الميديا ساهمت في إفساد حيواتنا وطلاق نسواننا وانقضت على (عماد الزيات) نهشاً وإدانة من قبل أن (يخت القاضى يده)..
يداهمك الخبر وقبل أن تفرغ من هضمه وترجمته على (تراك) الصفاء تتناوشك أسنة (الكيبورد) بالحواشي والمتون والشروحات التي تفسد المعنى وتقطع عليك أي طريق للحقيقة المجردة والتعافي..
من (بف نفس) القاطرة الإسفيرية خرجت علينا كل شياطين الحالة السفسطائية وأنبتوا في كل (قروب) وتغريدة آلاف الأبالسة الذين يسعون حتف أنفنا وعلى غير وعي وبلا أدنى احتراز للظرف الاستثنائي الدقيق الذي نعيشه والاحتمالات الموحشة لفرص اندلاع حريق الوطن وانفجار كل شيء..
الأحزمة الناسفة متوفرة في الأسافير.. أنهكت الناس وهي تقودهم إلى افتعال الأزمات و(تسخين الطار) وضعاً للسيف في موضع الندى وإعادة لإنتاج (الغول) و(ود امبعلو) و(كتائب الظل)..
(عينك في الفيل تطعن في ضلو)؟!..
لا شيء أسهل من ممارسة الانتقاد وإبداء المساوئ والسخط من كل شيء والثورة والاهتياج في وجه كل تقاطع وفي صدغ كل منعطف..
فلنتلطّف الآن، ولنكتب عهداً موثقاً بوقف العدائيات واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي فيما ينفع نزع (التذخير) اعترافاً بهشاشة الواقع الذي يحرق (حشاشتنا) بينما نتلفت فلا نرى حشاشاً يملأ شبكته سوى عزرائيل.
في الأبيض كان الموت حاضرًا، مفتتحاً باباً جديداً للفجيعة والأسى وفي الأسافير أعدنا الحكاية لتقتلهم مجدداً ذات الدموع التي بكتهم بينما تتفتح عبقريتهم عن تعطّش مُقيت لبقية إخوتهم، واشتبكنا بذات الاستعداد لاستنساخ حادثة الأبيض في كل مدن السودان إصراراً على مواصلة حصد مستقبلنا.. وكأننا للحريق ننتمي.. فأطفالنا ليسوا دروعاً للجبهة الثورية، كما أنهم يستحقون ألا نستخف بحقهم في الحياة عبر هذا الجدل الميّت والمميت.. ونصيحة لا تقبل التدليس: أولاد الأبيض أولادنا كلنا، ولا أحد يسعده أن موتهم كان على تلك الصورة الفاجعة والمسترخصة…
و(حجة هدية) أم سودانية صدف أن ابنها عمل انقلاباً لم تخطط له وماتت، لك ألا تترحم عليها، ولكن لا تُعلن ذلك.. فإن كنت حانقاً إلى حد الحقد فاحقد هوناً ما..
لا تلعبوا تلك اللعبة المميتة التي لا تنذر إلا بمزيد من خيبة الآمال بارتداد السهام إلى نحور مطلقيها..
العقل يقول إن علينا استقبال مرحلة جديدة يتحمل فيها طرف ما – أي طرف- مسئولية ما يجري وما سيجري بدلاً عن هذا التنصّل و(السيابة) و(التخرّت)..
البلد اتملت بـ(الخرخارين) لدرجة مسخت علينا البلد..
فمتى نلد من يتحمل تلك المهام و(يدق سدرو) ليبدأ في لملمة بقية تماسكنا وعمل (توليفة) لتركيبة الترياق المانعة من الانزلاق.