توسط أمريكا في قضية إضراب المعلمين.. هل تضعف أم تقوِّي موقفهم؟
تقرير- نجدة بشارة
استنكر عدد من الخبراء التربويين والمحللين السياسيين والناشطين التدخل الأمريكي والتوسط في قضية أضراب المعلمين، واعتبروا أن أي محاولة للتدخل أو التوسط في الشؤون السودانية الداخلية مرفوض وتحركات تدعو للريبة والشك.
رفض واستنكار
وعبَّر الخبير في الشؤون التربوية محمد جمعة، في حديثه لـ(الصيحة) عن رفض أي تدخلات أجنبية من أي نوع أو محاولة تسييس قضية المعلمين المطلبية.
وقال إن مثل هذه المحاولات تنتقص من السيادة الوطنية السودانية وتعطي إيحاءات للكثير من الخبراء في الداخل والخارج أن الحكومة السودانية تديرها السفارة الأمريكية في الخرطوم.
وشبه التعليم بـ(جبة الدرويش) لجهة أنها تضم كل أنواع الطيف السياسي وزد على ذلك فإن مسؤوليتنا تقتضي تربية الأجيال على الوطنية واحترام سيادتها ..فكيف نبيحها للعملاء الأجانب .
وأوضح أن المعلمين حادوا عن الطريق، وسلكوا طرق التفرقة وبذروا بذرة الفتنة إذا لم تفرِّق الصف لن تجمعه.
وطالب إبعاد شبح التدخلات الخارجية عن قضية المعلم العادلة والعمل على التفاهم مع الحكومة بعيداً عن المسرح الدولي السياسي للدول الكبرى، منوِّهاً إلى أن كل الدول التي تحاول دس أنفها في الشؤون السودانية الداخلية بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لديهم مصالح سياسية واستراتيجية يريدون تحقيقها ولو على حساب الأمن والسلام والاستقرار في السودان ويجب عدم السماح لهم بذلك ووضع خطوط حمراء أمامهم.
دعوة واستجابة
وكانت السفارة الأمريكية بالخرطوم قد دعت المكتب التنفيذي للجنة المعلمين السودانيين لعقد اجتماع مشترك لأجل مناقشة قضايا التعليم وتداعيات إضراب المعلمين القائم الآن.
فيما أعلنت لجنة المعلمين السودانيين استجابتها وأكدت في بيان لها بأنها ستلبي الدعوة وستقوم بنشر مخرجاتها لجميع المعلمين السودانيين.
وبررت اللجنة بأن الهدف من الإضراب ليس حقوق المعلمين فقط، وإنما إصلاح المنظومة التعليمية ككل.
فيما رهنت رفع إضرابها بتحقيق مطالبها كاملة، أعلنت عن رفض ما أسمته بتجزئة الحلول، وطالبت وزير المالية جبريل إبراهيم بالاعتذار للمعلمين بسبب تنصله عن الاتفاق.
وأكد المتحدث الرسمي باسم اللجنة، سامي الباقر، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، أمس، أن إضرابهم مطلبي وليس سياسياً، وأبان أن الهدف من إضراب المعلمين إصلاح المنظومة التعليمية ككل، ورفع ميزانية التعليم لـ”20%”، أي ما يعادل “6%” من الدخل القومي بالبلاد.
وجزم الناطق الرسمي، بتنصل وزارة المالية عن تنفيذ رفع الحد الأدنى للأجور في ميزانية 2023، معلناً عدم التزامهم بأي مسؤولية عما يترتب بسبب الإضراب.
إضعاف موقف
من جانبه أوضح الخبير التربوي والأكاديمي بروف النعيم أحمد النعيم، لـ (الصيحة) أن أمريكا تحاول الاصطياد في الماء العكر، وأوضح بأن فتح لجنة المعلمين الباب للتدخلات الأجنبية والجلوس مع أمريكا سوف يضعف من موقفهم المطلبي بصورة كبيرة، لاسيما وأن المعلمين تاريخهم ناصع البياض، وتحوُّلها إلى قضية سياسية .
وقال النعيم: إن دعوة أمريكا تدعو للريب والشك ،ونصح لجنة المعلمين باستدراك الأمر والاعتذار عن هذا اللقاء عاجلاً غير آجل، ورفض أي مساعدات من جانبهم .
مؤكداً في ذات الوقت بأن أمريكا لن تحل مشكلتهم بقدر ما تسع لتعميق الجراح، وإثارة البلبلة.
بمثابة تحريض
من جانبه فسَّر السفير والدبلوماسي الطريفي كرمنو، دعوة أمريكا للمعلمين لاجتماع بمثابة تحريض ودعم لإضراب المعلمين ..وسوف يضر بالتعليم في السودان .
وزاد: كان يمكنه أن يحل المشكلة بدفع منح مالية بصورة مباشرة لوزارة المالية بدلاً عن هذه الدعوات المشبوهة. وأضاف: لاسيما وأن جزءاً كبيراً من هذه الأزمة المالية سببها أمريكا نفسها حيث ضيَّقت الخناق على السودان بدفع مبلغ 30 مليون دولار، في عهد رئيس الوزراء السابق حمدوك.
وقال لـ(الصيحة): على وزير الخارجية استدعاء السفير الأمريكي ويخبره برفض الحكومة لتدخلهم السافر في الشأن الداخلي للسودان .
وقال: إن مشكلة السودان لاتقتصر على المعلمين وأن الأزمة المالية عامة في كل النواحي الاقتصادية.