من أين جاء هؤلاء؟ اغتصاب طفلة لتصفية الحسابات السياسية.. جرس إنذار مبكر
الخرطوم: صبري جبور
لم يكن أحد يتصوَّر أن ترتسم بعض الأجندات السياسية للكثير من السياسيين على لوحة تصفية الحسابات أكثر منها على الاتفاق حول الحد الأدنى لمشروع توافق وطني يشمل لم السودانيين بشأن القضايا الوطنية التي أصبحت عالقة ومعطلة لتقدم البلاد سياسياً واقتصادياً .. وأصبح واضحاً للعيان أن بعض الشخصيات السياسية والتيارات السياسية تتخذ المواقف بناءً على موقفها من الطرف السياسي الآخر سواءً أكان حليفاً أو خصماً حتى ضاعت المبادئ والقيم والأهداف التي ينشدها الجميع.. تكاد ظاهرة التصفيات السياسية والفجور في الخصومة التي أصبحت تأخذ عدداً من الأشكال.. غريبة على المجتمع السوداني وهذه ليس من شيمائهم وموروثاتهم على مر الأزمان والحقب السياسية في السودان فليس من المعقول مجرَّد أن تختلف مع أي شخص أو طرف ما، سياسياً أن تصل إلى مرحلة ممارسة الانتقام والتشفي من أسرته أو من له صله به. وليس ببعيد حادثة كريمة الأمين العام للجنة إزالة التمكين المجمدة، التي تعرَّضت للاختطاف من قبل مجهولين قبل إطلاق سراحها، لاسيما أن الكثيرين يرجحون هذه الحادثة لأبعاد سياسية ..إن سياسة التشفي والانتقام لا تخدم المصلحة الوطنية، بل تزيد من تعقيدات المشهد بفعل تصفية الحسابات التي تنعكس سلباً على الوضع السياسي والاقتصادي المأزوم.. فيما حذَّر خبراء ومختصون من مغبة ظاهرة التصفيات السياسية والفجور في الخصومة، باعتبار أن الاختلاف بين الأطراف والمكوِّنات مهما كان لن يصل إلى مرحلة تشوية سمعة الخصوم أو الانتقام منه بممارسة دخيلة على المجتمع، داعين الأجهزة الأمنية لحسم أي نوع من هذا القبيل حتى لا تتمدد وتصبح ممارسة سياسية في الساحة.
تحوُّل خطير
تعليقاً على حادثة اختطاف كريمة الأمين العام للجنة التمكين، وقال صلاح منَّاع في تغريدة على (تويتر): إن الحادثة تعد تحولاً خطيراً في الصراع ضد المؤتمر الوطني والأمن الشعبي، وأضاف “وصلت رسالتهم بأن قرار المواجهة والاستهداف الشخصي بدأ اتخاذه”.
فجور في الخصومة
ويقول عضو مجلس السيادة السابق والقيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي، صديق تاور، في إفادة (الصيحة)، إن تصفية الحسابات السياسية هي ممارسة يقوم بها النظام السابق، وأضاف منذ مجئ الإنقاذ بانقلاب 89 مارست أبشع أساليب التشفي والانتقام لاسيما مع الخصوم.وأشار إلى أن حادثة اختطاف كريمة نجل القيادي بإزالة التمكين المجمدة، مأخوذ من الوضع السياسي العام، باعتبار أن النظام البائد لديه إفرازات ثلاثون عاماً، في الممارسة لطريقة إدارة الشأن السياسي في السودان. وأشار تاور إلى أن الاختلاف السياسي موجود في كل بيت سوداني، لجهة وجود أكثر من لون سياسي في الأسرة الواحدة، مشيراً إلى أن الشخصية السودانية بطبيعتها متسامحة ولا تعرف الفجور في الخصومة.
عادات دخيلة
يؤكد المحلِّل السياسي والخبير الاستراتيجي أحمد صباح الخير، في إفادة (الصيحة)، أن تصفية الحسابات السياسية والفجور في الخصومة، من العادات الدخلية وغير مرحب بها في المجتمع السوداني، وقال: يجب التصدي لها من قبل المواطن والأجهزة الأمنية، وأشار إلى أن في السابق لن تحدث حالات اختطاف أو انتقام من شخص لجهة أنه مختلف معك سياسياً، وأكد صباح الخير، ظاهرة التصفيات السياسية مؤشر يقوم إلى منعطف خطير جداً، باعتبار ذلك يثير الرعب وسط المجتمع السوداني، والأضرار بالسلم الاجتماعي.
وشدَّد صباح الخير، على الأجهزة الأمنية أن تخرج ببيان من أجل أن يطمئن الجميع، لاسيما أن المجتمع (هش) تنتشر فيه الشائعة بصورة كبيرة، بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي التي -أيضاً- لها تأثير سالب في النشر الضار.
ممارسة غير مقبولة
في السياق قال المحلِّل السياسي عبد العال مكين، إن الصراع السياسي هو صراع تاريخي، بأحزاب اليمين واليسار، ومن ثم مرحلة الشمولية العسكرية، ونوَّه إلى أن العداوات والحروب والنزاعات كلها تنصب في إطار الصراع السياسي، وأشار مكين في إفادة (الصيحة) أن نتائج النزاعات السياسية والإقصاء جعلت نوع من الغبن، وأبان عبدالعال أن الفجور في تصفية الحسابات السياسية، ممارسة غير مقبولة. مشدِّداً على ضرورة أبعاد ممارسة التشفي والغبن، من أدبيات العمل السياسي السوداني، ويجب أن يكون هناك تسامح وتصافي وتسامي في الكسب السياسي، داعياً إلى أهمية وجود قانون يؤسس إلى بناء حقيقي، بغية استئصال كل الخلافات والصراعات السياسية.