الأبيض: معتصم حسن
شَهِدَت مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، تَظاهرات ومَواكب سَلمية هادرة قادها طلاب الثانويات، مُطالبين بحل أزمة المُواصلات الخَانقة التي تَعيشها المدينة.
وبحسب كشوفات مُستشفيى حوادث الأبيض والضمان، اللتين استقبلتا المُصابين، أنّ الأحداث أسفرت عن سُقوط (6) شهداء و(43) من الجرحى إصابات بعضهم خطيرة، وإغماءات واسعة بين الطلاب جَرّاء إطلاق البمبان الكثيف.
واستقبلت مستشفى حوادث مدينة الأبيض والمشرحة جثامين الشهداء والجرحى وسط حُضُور كَثيفٍ للمُواطنين، مُنادين بالقصاص من مُرتكبي وقاتلي الطلاب والمُواطنين.
وَتَصَدّت الأجهزة الأمنية للمُتظاهرين وسط كَرٍ وفَرٍ، حيث خرج آلاف الطلاب، انضم اليهم المُواطنون، وعقب سقوط شهداء وجرحى، انتفضت المدينة عن بكرة أبيها، مُعبِّرةً بأشد وأقوى العبارات المستنكرة والمنددة بعمليات العنف والقتل التي مُورست ضد المتظاهرين.
إلى ذلك، أصدر والي شمال كردفان المكلف اللواء الصادق الطيب عبد الله، قراراً بإعلان حالة الطوارئ بولاية شمال كردفان من الساعة التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحاً، للحفاظ على أرواح المُواطنين والمُمتلكات العَامّة والخاصّة.
وتشهد حاضرة الولاية مدينة الأبيض شُحاً في الخُبر وأزمةً في الوقود، وأزمةً خانقةً في المُواصلات، خَاصّةً في الفترات الصّباحيّة والظهيرة أوقات ذهاب الطلاب الى المدارس وخُرُوجهم لمُعاودة ذويهم.
هذا وقد شَهِدَت المدينة انتشاراً وتدخُّلاً للقوات المسلحة ودَبّابَات وسط السوق الكبير وأمام بنك الخرطوم لإحكام السيطرة على الوضع، بجانب تواجُد كبيرٍ لقوات الشرطة والدعم السريع.
وبحسب شهود عيان بشارع بنك الخرطوم للصحيفة، قالوا إنهم شاهدوا إطلاق رصاص حَي من مبنى البنك عن طريق قَنّاص وهو ما نفاه مدير بنك الخرطوم الشيخ إدريس عبد القادر، الذي قال: لا يوجد قنّاصٌ إنّما هنالك فنيون يقومون بإصلاح مُكيّفات البنك.
هذا الوضع تَسَبّب في حالة غليانٍ عارمٍ وسط الأُسر والمُواطنين، مُطالبين الحاكم العسكري بحسم الجهات غير الرسمية التي تحمل السلاح والقنّاصين الذين مارسوا العُنف والقتل ضد المتظاهرين.
وفي تنوير صحفي لوالي شمال كردفان اللواء الصادق الطيب عبد الله للصحفيين، قال إنّ مسيرة الطلاب خرجت مُطالبةً بخدمات النقل، ودَخَلَ في المسيرة مندسون وسقط (5) شهداء، وصاحبت التظاهرات عمليات حرق ونهب لبنك الخرطوم ومُحاولة نهب البنك الفرنسي، وقال الوالي، إنه إثر ذلك انعقدت لجنة أمن الولاية على الفور، وقَرّرَت تكوين لجنة لتقصي الحقائق وفتح دعاوى جنائية ضد مُرتكبي القتل والأذى وتَعليق الدراسة، وغيرها من القرارات لاحتواء الأحداث، وَتَعَهّدَ الوالي المُكَلّف بتمليك الحقائق كَامِلَةً عقب الفراغ من التقصي حـــــــــــول الأحـــــــــــــــــــداث.