دوي الصيحة..النقيب طليقاً!!
أفرجت السلطات الأمنية ظهر أمس عن نقيب الصحافيين السودانيين، ونقيب الصحافيين الأفارقة، الأستاذ الصادق إبراهيم أحمد الشهير بالرزيقي، بعد حبس دام (6) أيام أمضاها في غياهب الجب سجيناً وحُبست زاويته الشهيرة بأخيرة الصيحة (أما قبل)، ولم يطل على القراء بآرائه الجهيرة وحروفه الندية.. ورؤيته التي تتفق أو تختلف حولها تبقى رؤية عميقة لقلم يجمع بين الرصانة والصرامة ووضوح الرؤية والثبات على المبادئ والمواقف..
ذهب الرزيقي إلى المُعتقل من مكتبه وخرج دون توجيه تُهمة تُبرر اعتقاله وحبسه طوال هذه المدة.. وخسرت الحكومة بحبسها شخصيةً نقابيةً كبيرةً، صدرت بعد اعتقالها البيانات المُندّدة بالاعتقال والمُطالِبة بالإفراج عنه من اتحاد الصحافيين الدولي، ومن منظمة العفو الدولية واتحاد الصحافيين الأفارقة، واتحاد الصحافيين العرب والمنظمات الحقوقية، واهتمت النقابات الصحافية في واسع الأرض بما تعرّض له نقيب الصحافيين في السودان.. ولم تجنِ حكومُتنا الرشيدة غير الإدانات المغلظة والتنديد بأفعالها..
خرج الصادق الرزيقي، وتدافَعت الساحةُ الصحافيةُ والسياسية إلى داره العامِرة، ضاقت ساحات البيت بضيوف الرزيقي من كل مدرسة فكرية وجماعات صوفية وتيارات سياسية من اليمين والوسط واليسار، ومن كل حاملي الأقلام والوزراء السابقين وقادة النقابات ونجوم المجتمع من شعراء وأدباء ومثقفين وأجيال الصحافيين الثلاثة الجيل الأول والثاني والثالث، جميعهم هرعوا للقاء النقيب وتقديم التهانئ بسلامة الخروج من غياهب السجون والمعتقلات التي تكشف للإنسان موقعه في قلوب الناس. وقد جمع الرزيقي أمس كل المجتمع ووحّد المُختلفين.. وألَّف بين المُتناقضات ونسج علاقات واسعة مع مختلف الفئات فكيف لا يُستقبَل الرزيقي بالدموع والآهات والحزن العميق لما حلّ ببلادنا من فتن وصراعات ودسائس ومكر ودفع ثمن ذلك الأحرار الشرفاء في بلادي..
خرج الرزيقي بعد (6) أيام من الحبس إلى فضاء الحرية ليُعاوِد قلمه الرصين النقش بحروفه الأنيقة على دفتر الوطن..
شكراً للرزيقي علَّمتنا الصبر..
شكراً لكل من سأل عن النقيب أيام الغياب القسري الطويل..