رسائل مبارك الفاضل في بريد حزب الأمة.. هل هي استتابة تنظيمية للعودة؟
الخرطوم- الطيب محمد خير
دعا رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، في رسالة مفتوحة وجهها بالتزامن مع عيد استقلال السودان لقيادة حزب الأمة القومي وأجهزته وخص فيها أبناء وبنات الإمام الراحل الصادق المهدي، دعا لترك الخلاف وجعل وثيقة العقد الاجتماعي التي قدَّمها الإمام الصادق في فبراير 2020م، وأجازها كلانا في أجهزة الحزب وعلينا العودة إليها، باعتبارها وصية للإمام الصادق المهدي والاحتكام إليها لتوحيد صفوف حزب الأمة القومي من خلال خطوات وبرامج التأسيس الرابع وصولًا للمؤتمر العام الذي يجيز برنامجه للحكم، وينتخب مكاتبه وقيادته استعدادًا لخوض الانتخابات العامة قويًا موحدًا في ثوب جديد، وصولًا لتوحيد الصف الوطني.
وأشار مبارك الفاضل، إلى أن أبرز ما تضمَّنته وصية الإمام الراحل الدعوة لإعادة الحرية والتغيير لمنصة التأسيس من أجل تحقيق اصطفاف وطني جديد لقيادة الفترة الانتقالية، يضم القوى السياسية خارج الحرية والتغيير التي شاركت في الثورة إلى جانب القوى المجتمعية ممثلة في الإدارة الأهلية والطرق الصوفية ورجال الأعمال والفئات الفنية والرياضية.
واستغرب القيادي بحزب الأمة مضوي عبدالله الشهير بـ(غلبة) دعوة مبارك الفاضل لحزب الأمة وهو خارجه وله حزبه، وقال لـ(الصيحة): لكن مبارك الفاضل دائماً يصطاد في البرك الراكدة بعد أن يلغى فيها حجراً لتعكيرها حتى يتمكن من قرارات اتجاهات الرأي العام المواقف من خطوته تأييداً ومعارضة، ومبارك كما أشرت لك هو الآن ليس جزءاً من حزب الأمة القومي، وواضح حديثه عن الخلاف ودعوته لقيادات الحزب وأبناء الإمام للوحدة مؤكد للذي يعرف طريقة مبارك فهو يريد أن يقول هناك خلافات داخل حزب الأمة وحتى طالت أسرة الإمام الصادق بعد رحيله، وهذا طبعاً حديث مجافي للحقيقة، لأن الخلاف الذي في الحزب خلاف ورؤى لكن الحزب فيه مؤسسات تديره، مكتب سياسي وأمانة عامة، وأي رأي في الحزب خاضع للتقييم داخل مؤسسات الحزب، وواضح مبارك يطرق على أبواب الحزب للعودة إليه من خلال الحديث عن وجود الخلافات وضرورة توحيد الرؤى وإعادة الذين خرجوا.
وأضاف مضوى: لكن أغلب الذين خرجوا مع مبارك عادوا لحزب الأمة وهو نفسه لكن عجَّل بالخروج وعاد لحزبه والآن أن كان هناك طريق لعودته إلا عبر مؤسسات الحزب وعليه الاعتراف بهذه المؤسسات، التي سبق أن طعن فيها بأنها محلولة لعدم قيام المؤتمر العام، وشرعية المؤسسات شأن خاص بالهيئة العامة للحزب وليس الأشخاص .
وأشار مضوى إلى أن العقد الاجتماعي الذي استند عليه مبارك في دعوته لا علاقة له بإنهاء الخلافات داخل الحزب أو توحيده، لأن العقد الاجتماعي دعوة أطلقها الإمام الصادق في مرحلة بعد انسحاب حزب الأمة من قوى الحرية والتغيير وطرح العقد الاجتماع كبرنامج لتوحيد القوى السياسية وإصلاح الفترة الانتقالية وليس حزب الأمة الذي هو أصلاً موحد ولديه مؤسسات شرعية وبالتالي العقد الاجتماعي لايمكن بأي حال من الأحوال وصية للإمام، لأن وصيته مكتوبة ومبارك يريد لفت الانتباه إليه بأنه يريد العودة إلى الحزب بعد أن غادرت كل الكوادر المؤثرة حزبه وعادت لحزب الأمة القومي .
ويرى المحلِّل السياسي د. عبدالرحمن أبو خريس، أن الإشكال هو أن الموقعين الأساسيين على الاتفاق الإطاري يواجهون ضغوط كبير لفتح الاتفاق لضم مزيد من الموقعين وبالتالي مبارك الفاضل يريد استقبال عملية فتح الاتفاق الإطاري حتى يكون جزءاً من المنظومة المنضمَّة لكنه لا يريد الدخول عبر مدخل حزبه الصغير وإنما سعى ليكون مدخله حزب الأمة القومي باعتباره حزب كبير وفاعل في الساحة ومؤثر في الاتفاق، وهذا يعني أن مبارك لا يريد خوض غمار المرحلة القادمة بمعزل عن حزبه الكبير، لأنه أحس بخسارة مبكِّرة حال خوضه أي عملية سياسية دعك من الانتخابات أنه سيخسرها، وفضّل العودة أن تكون حجته في الاحتكام للعقد الاجتماعي كإرث تركه الإمام الصادق المهدي ويرى أنه خير وسيلة للاحتكام إليها .
وأضاف أبوخريس لـ(الصيحة) واضح أن إشارة مبارك الفاضل للرجوع بقوى الحرية والتغيير لمنصة التأسيس مستند على حديث البرهان الأخير الذي حمل كثيراً من التهديد للقوى السياسية التي تحاول اختزال الاتفاق وإغلاقه على نفسها مطالبته للقوى السياسية بأن تتوافق وتوسِّع قاعدة الاتفاق، وهذا ماقصده مبارك بقاعدة التأسيس واستند عليه ليكون مدخلاً له لقوى الحرية والتغيير والعودة للحزب.