– الصدفة التاريخية.. النخب السياسية.. الإسلامويون أم حكومة الإنقاذ.. من تسبب في فصل جنوب السودان؟
– محلِّل سياسي سيطرة الإسلامويين على البلاد ساهمت بقدر كبير في تأجيج النزاع السياسي ليتحوَّل إلى حرب دينية بين مسلمين شماليين وجنوبيين
– صراع الهوية وانعدام الاندماج الاجتماعي الثقافي والنفسي.. من الأسباب
الخرطوم- نجدة بشارة
سوف تمضي السنوات عاماً بعد عام، وتتعاقب الأجيال، جيلاً بعد جيل. وفي الأذهان ستظل الأسئلة الحائرة تبحث دوماً عن الأجابات وتفتح دفاتر التاريخ لتنظر إلى من تسبب في فصل جنوب السودان؟ ولماذا؟وكيف؟ ومن يتحمَّل المسؤولية التاريخية على أكبر وكسة ونكسة في تاريخ السودان منذ الاستقلال؟ هل هي النخب السياسية أم حكومة الإنقاذ والحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال، أم صراع الهوية وخيارات المواطنين الجنوبيين أنفسهم وفقاً لاستفتاء تقرير المصير أم المخططات الأجنبية الرامية إلى تقسيم السودان إلى دويلات..أم..أم؟
كل هذه الأسئلة وغيرها سوف نتطرَّق لها في هذا التقرير علَّنا نجد بعض الإجابات .
بين الاستقلال والانفصال
تمر اليوم الذكرى الـ67 على استقلال السودان من الاستعمار البريطاني، وفي ذات الوقت مرَّ أثنا عشر عاماً، على انفصال دولة جنوب السودان عن شمال السودان، وبين الذكرتين تتداعى أكبر كارثة تسببت فيها الحكومات المتعاقبة .
جاء انفصال جنوب السودان بعد حرب أهلية استمرت نحو 60 عاماً، قتل وشرِّد خلالها أكثر من 4 ملايين شخص، وأهدرت فيها موارد تقدر بنحو 600 مليار دولار.
واندلعت الحرب في الجنوب عام 1955م، عندما تمرَّد بعض أعضاء الفرقة الجنوبية من الجيش السوداني، حيث كانت هناك شكوك لدى الجنوبيين على سياسات الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري، الذي ترأس أول حكومة سودانية بعد الاستقلال.
وفي العام 1958 طالبت الأحزاب الجنوبية وعلى رأسها “حزب سانو” باستقلال الجنوب، احتجاجاً على سياسات تبناها الرئيس الأسبق إبراهيم عبود، عقب انقلابه على السلطة بعد نحو عامين من استقلال السودان.
وشهد العام 1963 تحوُّلاً ملحوظاً عندما تم تشكيل حركة “أنانيا” كحركة متمردة في الجنوب، وقادت حرباً استمرت نحو 8 سنوات، تخللتها عدة مؤتمرات للسلام.
وفي 1972 هدأت الحرب مؤقتاً بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا التي منحت الإقليم الجنوبي حق الحكم الذاتي في إطار سودان موحَّد، لكنها اندلعت مجدَّداً في 1983عندما أعلن العقيد جون قرنق، انشقاقه عن الجيش السوداني والانضمام إلى المتمردين الجنوبيين وتأسيس “الحركة الشعبية لتحرير السودان”.
واشتعلت الحرب بشكل أعنف في 1984، على خلفية إعلان نظام الرئيس الأسبق جعفر نميري تطبيق ما عرف بـ” قوانين سبتمبر”.
وفي نوفمبر 1988، تم توقيع اتفاق سلام بين قائد الحركة الشعبية شمال جون قرنق وزعيم الحزب الاتحادي المشارك في الائتلاف الحكومي آنذاك.
ويرى كثيرون أنه كان من الممكن أن يحافظ ذلك الاتفاق على وحدة البلاد، لكن انقلاب عمر البشير عام 1989 قطع الطريق أمام مبادرات السلام.
ويعتبر العام 1990 المحطة الأهم التي ترتبت عليها التبعات كافة التي أدت لانفصال الجنوب، حيث أعلن نظام البشير الحرب في الجنوب، مما قاد لنزاع استمر 15 عاماً، وكانت الفترة تلك الأسوأ من حيث الخسائر، وولَّدت غبناً في أوساط الجنوبيين مما قاد لاحقاً للانفصال.
وفي التاسع من يناير 2005 وقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقية سلام شامل في ضاحية نيفاشا الكينية قرب العاصمة نيروبي.
ونصّ الاتفاق على إجراء استفتاء عام 2011 لتقرير المصير، وهو الاستفتاء الذي صوَّت فيه أكثر من 90 في المئة لصالح الاستقلال، ليصبح جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011 أحدث دولة في الخريطة العالمية.
مسؤولية من؟
في مقولة لأحد المثقفين الجنوبيين هو أقري أجادين، قال: “قد آن الأوان للجنوبيين أن ينفصلوا وينهوا الوحدة التي انبنت على “الصدفة التاريخية”، وفُـرِضت على الجنوبيين بالهيمنة”. هذا واقع لا يمكن إنكاره.
لكن المحلِّل الاسترايجي صلاح شعيب، قال في حديثه لـ(الصيحة): إن كل الحكومات المركزية ساهمت بشكل كبير في استقلال الجنوب وانفصاله عن الشمال، هذه الحكومات سواءً أكانت ديموقراطية أم ديكتاتورية، وأضاف: لكن سيطرة الإسلامويين على البلاد ساهمت بقدر كبير في تأجيج النزاع السياسي ليتحوَّل إلى حرب دينية بين مسلمين شماليين وجنوبيين مسيحيين. ذلك رغم وجود عدد مقدَّر من أصحاب الديانتين في شطري القطر.
وأضاف فضلاً عن ذلك فإن طبيعة الإسلام السياسي الذي يرفض التعدد الثقافي والديني داخل الدولة القطرية، وقصرها على التشريعات الإسلامية المعبرة عن شريحة من المجتمع المسلم لعبت دوراً في إذكاء الفتنة الوطنية التي جعلت الجنوبيين يفضِّلون الاستقلال بدولة تقوم ركيزتها على المواطنة. وهذا ما افتقدوه طوال وجودهم ضمن حدود السودان. أما في ما يتعلق بنجاح استقلال الجنوب – أو فشله في خلق دولة مستقرة هناك وفي السودان الشمالي – فلا أتخيَّل سوى أن الدولتين فاشلتان حتى الآن في تحقيق الاستقرار السياسي لأسباب تتعلق بعجز النخب في الدولتين في خلق المشروع الوطني القائم على ركيزة الحكم الرشيد، لا شيء سواه، وبكل ما يعنيه من مستحقات مجتمعية.
جرد حساب
ويمضي شعيب قائلاً: تمر الذكرى الـ 67، على الاستقلال وعند جرد هذه السنوات التي ملأت المآقي بالدموع، وأغرقت الأجساد بالدماء، فإن ما يتضح هو وفاة ما يناهز مليوني شخص، في حروب حول الثروة، والسلطة، والنفوذ، كما تقول بعض التقديرات. بعدها يمكن جرد الخراب الذي ألم بالبيئة والتنمية البشرية وتدمير القطاعات المنتجة في مجال الزراعة والرعي، وتآكل النظم الإدارية التي تركها المستعمر، وفقدان الكوادر البشرية المدرِّبة في قطاعات العمل العام، وانقسام الوطن إلى جزئين، واستمرار الحرب في مناطق النزاع، وتفشي التخلف والتطرُّف، وانعدام الماء الصالح لشرب الإنسان حتى في عاصمة البلاد، وعدم وجود المجاري الصحية في المدن الكبيرة، فضلاً عن استيطان الأمراض والأوبئة، ووجود مليونين من اللاجئين في دول الجوار، وتشرُّد مئات الآلاف من النازحين داخلياً، وإرهاق المحيطين الإقليمي والدولي بعدد من الميزانيات المخصصة للإغاثة، وبقية المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها السودانيون في أولويات الحياة، إلخ.
هذا الوضع المزري الذي يسير كل يوم نحو الأسوأ أتاح الفرصة لعدد من الكتاب، والأكاديميين، الجهر بضرورة صنع قطيعة مع الحلول المحلية التي تتعهدها النخبة الوطنية، والاعتماد على المجتمع الدولي للتدخل، وتسيير شؤون السودان بسبب أن قواعد النخبة، والمجتمع، غير قادرة على تحمُّل مسؤولية الحكم.
الإسلامويون في قفص الاتهام؟
رمى الكاتب والخبير الاستراتيجي الفاضل عباس محمد علي، مسؤولية انفصال جنوب السودان على عاتق حكومة الإنقاذ والإسلامويين، وقال لـ: (الصيحة) حكومة الإنقاذ ظلت تلعب دوراً تآمرياً وتحريضياً إلى حين انفصل الجنوب في نوفمبر 2011م، بدواعٍ من تنظيم الإخوان المسلمين ضد الجنوب وضد كل من ليس منهم. وقال: إن كثيراً من المراقبين ظلوا يتحدثون أن الحرب الأهلية في الجنوب كانت بتمويل مباشر من حكومة البشير.
وقال: إن الدلائل وقرائن الأحوال تبيِّن أن نوايا الإخوان المسلمين في فصل الجنوب عدم تنفيذ بعض البنود في اتفاقية نيفاشا، البنود التي تؤطر “للوحدة ” حيث كان مشروطاً أن تتحقق الوحدة باستحقاقات “السودان الجديد”، وهي أن نجعل من الوحدة أمراً جاذباً خلال الخمس سنوات، الانتقالية – ما بين توقيع اتفاقية نيفاشا في يناير 2005 والاستفتاء على الوحدة أو الانفصال المقرر له نوفمبر 2011. وبالطبع لم تنجز خلالها حكومة الإخوان المسلمين أياً من الوعود المضمنة في اتفاقية السلام الشامل ” CPA “.
ولكنها أولاً لم تبطل مفعول القوانين القمعية التي ظلت تستخدمها للبطش بالشعب السوداني منذ استيلائها على السلطة في يونيو 1989 حتى سقوطها في أبريل 2019 م.
أيضاًهي لم تنفذ أي مشروع تنموي أو بنيوي بالجنوب، ولم تعبّد طريقاً برياً واحداً يربط شطري البلد ببعضهما البعض، ولم تقم بالصيانة اللازمة لخط السكة الحديد الوحيد الذي ينتهي عند مدينة واو بالطرف الشمالي الغربي من الجنوب، وظل ذلك الخط معطلاً منذ أيام الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
أما خط الملاحة النهرية الذي كان يربط جوبا بالخرطوم فقد توقف بصورة شبه كاملة.
– وهي لم تشرع في أي برنامج تعليمي أو تربوي أو إعلامي أو ثقافي يعزز جسور التفاهم بين شعوب الشمال الناطقة بالعربية: (إذا تغاضينا عن المجموعات الضخمة بالشمال التي ترطن بلغات أخرى، أخذت حكومة الخرطوم منذ توقيع نيفاشا، أخذت تعد العدة للانفصال كأنه هدف نبيل يتطلع إليه شعبا جنوب وشمال السودان، ولقد كان ذلك واضحاً خلال الاضطرابات التي عمت الخرطوم على إثر استشهاد الدكتور جون قرنق في حادث طائرة عمودية بالجنوب أثار الشكوك والاتهامات المتبادلة، وذلك بعد بضعة أشهر من بدء تنفيذ الاتفاقية، ومن استقرار الشهيد قرنق ورفاقه بالخرطوم كجزء من الحكومة التي تحوَّلت إلى حكومة انتقالية تنتهي باستفتاء 2011م.
النخبة الشمالية
من جانبه أجاب بروفيسور عبده مختـار موسى، في حديثه لـ (الصيحة) عن التهم التي ظلت تلصق بالنخب الشمالية ودورها في فصل الجنوب، وقال: ليس كما أشيع دوماً أن النخبة الشمالية هي المسؤولة عن انفصال الجنوب، وليست هي بريطانيا. واختلف مع كل الذين يذهبون في هذا الاتجاه.
وقد يصدق القول بأن النخبة الجنوبية هي المسؤولة عما يحدث في دولة الجنوب، وهي مسؤولية تشاركها فيها الترويكا (أمريكا، بريطانيا والنرويج) التي قرَّرت أن يصبح القادة العسكريون قادة سياسيين (محاضرة محمداني المشار إليها أعلاه). اتفق مع هذا الرأي.
غير أني اختلف مع كل الذين ذهبوا إلى أن أسباب مشكلة الجنوب قبل الانفصال وأسباب الانفصال نفسه هو مسؤولية النخبة الشمالية. كان رأيي في ما يخص انفصال الجنوب قد قدَّمته في كتاب تحت عنوان “مسألة الجنوب ومهدِّدات الوحدة في السودان” الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة بيروت (2009) في (319) صفحة، (أي صدر بنحو عامين قبل الاستفتاء حول تحقيق المصير للجنوبيين).
الهوية وعدم الاندماج الاجتماعي
وقال مختار: قد انطلقتُ من فرضية أن مسألة الجنوب تقوم على صراع هويات. وأن الانفصال حتمي .
وذهبتُ فيه إلى أن نيفاشا لم تضع حلاً لمشكلة الجنوب، لأنها خاطبت القضية في بعدها السياسي/الأمني/العسكري بينما أغفلت جوهر المشكلة والمتمثل في انعدام الاندماج الاجتماعي/الثقافي/النفسي. وأن هناك تصورات في مخيلة الجنوبيين رسمت صورة للشمالي تراكمت في وجدان الجنوبي عبر التاريخ جعلته يشعر بالعزلة والاختلاف عن شعب الشمال إلى درجة النفور والكراهية، أحياناً. وقد حوى كتابي على دراسة علمية (واستطلاع ميداني) للجنوبيين المقيمين في الشمال – بعضهم مقيم منذ أكثر من ثلاثين عاماً. (أحد المستطلعين من الجنوبيين قال: إنني أكره العرب الشماليين، لن أتعامل معهم إلا عند الضرورة: الكمساري {محصل النقود في الحافلة} والطبيب عندما أمرض). ووصلتُ إلى نتيجة هي أن الجنوبيين في الشمال يعيشون كأنهم جاليات أجنبية، لأنهم على الرغم من وجود تعامل اجتماعي إلى درجة الصداقات مع الشماليين – إلا أنها ظلت علاقات سطحية، لم تتطوَّر أو تتجذر إلى درجة الاندماج (الاجتماعي/النفسي) الحقيقي. بالنسبة للذين يقولون إن هناك زيجات تمت لشماليين من جنوبيات فهذا حدث في حالات محدودة اقتضتها ضرورات ظرفية، حيث أن تلك الزيجات تمت إما من تجار شماليين أو العسكريين في الجنوب الذين يعيشون لفترة طويلة هناك بعيداً عن أهلهم وأسرهم.
لكن في الشمال ظل الجنوبيون يمارسون طقوسهم الخاصة بهم في الأفراح والأتراح بصورة معزولة عن الشماليين فهم لهم عادات وتقاليد مختلفة جداً عن الشمال والجميع يعرف أوجه الاختلاف ولا أحتاج للأمثلة والتفاصيل فيها. إذن للجنوبيين قيم وثقافة مختلفة. فإذا كان لهم قيم وثقافة مختلفة وكذلك دين ولغة مختلفة فهذا يعني أن لهم “هوية” مختلفة. لأن ما أشرتُ إليه يشكِّل المرتكزات والمكوِّنات الأساسية للهوية.
هذا مقروءًا مع شعور الجنوبي بأنه مواطن من الدرجة الثانية وأنه مضطهد وأنه مظلوم ومهمش. وتراكم ذلك الشعور عبر السنين فشكَّل صورة ذهنية سالبة وإحساساً بعدم الانتماء للشمال. كل تلك العوامل والتراكمات عززت من نشأة هوية مختلفة.
في الواقع
ليس الخطأ من النخبة الشمالية أنها فصلت الجنوب، بل الخطأ هو أن سعت هذه النخبة لفرض وحدة بالقوة ولم تسع لتأسيس مقوماتها (نظرية بوتقة الانصهار). وما كان لهذه الحرب أن تقوم أصلاً لو اعترفنا منذ البداية إنهما شعبان مختلفان، ظروف التاريخ والجغرافيا فقط هي التي جعلت منهم دولة واحدة (وحدة سياسية هشة).
تراكم الأحداث
نفى الباحث والمحلِّل السياسي شهاب علاء الدين محمد أحمد (حداد) لـ(الصيحة): إن تكون الإنقاذ هي السبب الرئيس لانفصال الجنوب، ولكنها كانت الدافع الرئيس، لأنها تبنت فكرة أسلمة الجنوب. وقال: إن الأسباب التي قادت إلى الانفصال كثيرة ومتراكمة بدأت منذ استقلال السودان عن الاستعمار في عام 1956م، وتأثير المستعمر على المناطق المقفولة، وتأثيرها المباشر على الكنيسة، وبالتالي فشلت في الحفاظ على الوجدان السوداني لمواطني الجنوب، وتبني آراء المنظمات الأجنبية، أيضاً مركزية الحكم في السودان، أضف إلى ذلك انحراف حكومة الإنقاذ عبر تبنيها لفكرة الدولة الإسلامية ومحاولة أسلمة الجنوب، وبالتالي تبنى المجتمع الدولي فكرة الانفصال كخيار جاذب .
وأشار حداد إلى أن اتفاقيات السلام (أسمرا، نيفاشا) هذه الاتفاقيات مدَّدت وروَّجت لفكرة الانفصال، لأنها رفعت من إيقاع فكرة الانفصال لدى النخب المثقفة من أبناء الجنوب، لاسيما وأن هذه الاتفاقيات وقعت عليها معظم الأحزاب السياسية آنذاك.
وقلَّل من دور الهوية وصراع الوجدان بين الجنوبيين والشماليين، وأضاف استبعد أن يكون سبب الانفصال إحساس الجنوبي بالاضطهاد كما روَّج له البعض .
لجهة أن السياسيين هم الذين كانوا يميلون للانفصال أكثر من المواطن الجنوبي.
وأثار نقطة أن الكنيسة كان يمكن أن يكون لها دور كبير في إزاحة الغشاوة التي تسببت فيها الحكومات لولا تضاؤل دورها في التبشير بالسلام، وضعف الإرساليات. وزاد: ولعل دور المستعمر كان كبيراً، حيث قال كتشنر عندما خرج من السودان: لقد خرجنا، ولكن سوف نحكمهم مائة عام، وهذا مايفسِّر الفتن والصراعات في كل أجزاء السودان، انفصل الجنوب، والآن الصراع محتدم في الشرق وغرب البلاد وربما تلحق بذات المصير، إذا تهاونت الحكومة في حسمها.