عثمان محيي الدين:
قدم عثمان محيي الدين للمكتبة الموسيقية السودانية ألبومات موسيقية وضعته في موضع الرائد في مجال تقديم مؤلفات خاصة لآلة الكمان.. في ألبوم سحر الحقيبة قدم الكثير من خلال التجربة نفسها.. فهو تجاوز الفهم العادي في الموسيقى البحتة وجعل من آلة الكمان وكأنها صوت مغن.. ومن يستمع لأغنيات مثل أطرد الأحلام لسرور أو غزال الروضة لكرومة أو حتى غصن الرياض المايد لفضل المولى زنقار.. يجد أن أصوات أولئك المغنين حاضرة ولم تغب.
أغداً ألقاك:
لابد أن أذكر أن (أغداً ألقاك) لشاعرنا الهادي آدم كانت ثاني قصيدة عاطفية يلحنها عبد الوهاب لأم كلثوم.. وسنلاحظ الفارق الكبير فى أسلوب تلحين القصيدتين.. فبعد الهجوم والنقد الذي صادف القصيدة الأولى (هذه ليلتي).. حاول عبد الوهاب أن يتجنّب كل ما وقع فيه من أخطاء (حسب وجهة نظر النقاد).. وقدم لنا لحناً جيداً.. وإن كان ليس بمستوى ألحان السنباطي (متخصص قصائد أم كلثوم).. يا لذياك الزمان!!
نزار قباني:
شكّلت السنوات الأخيرة من حياته نزار قباني صخباً من المعارك والجدل والقصائد السياسية الساخنة وخصوصاً في عقد التسعينات من القرن العشرين.. وقد قاوم مشروعات السلام والتطبيع مع إسرائيل وعبر عن ذلك في قصائده الشهيرة: المهرولون، والمتنبي، ومتى يعلنون وفاة العرب ..الخ. توفي في لندن يوم 30 /4/ 1998 ودفن في دمشق وترك أشعاره يرددها الناس.
زيدان إبراهيم:
غنى زيدان في الليلة ديك فصارت شعاراً لكل منفطري القلب من مستعربي أرض السودان، كتبها سائقو الحافلات على ظهر حافلاتهم وتبعهم في ذلك سائقو الركشات في زمن لاحق وحفظتها قلوب أجيال وأجيال قبل ذلك وبعده.. كان يكفي أن يغني العندليب أخونك.. هل تصدق أخونك لتنفطر قلوب الصبيات الجميلات، كان يكفي أن يغني ليه كل العذاب ليه كل الألم لتفعل تلك الكلمات فعلتها بالطيبين ذوي القلوب الرهيفة.
زكي عبد الكريم:
الأستاذ الفنان الكبير زكي عبد الكريم واحدٌ من أساطين الطرب والغناء في هذا البلد.. قدم للوجدان السوداني أغنيات فارعة على شاكلة (حلاة بلدي) والتي أصبحت وكأنها النشيد القومي تردد في كل المحافل.. وذلك بغير الغناء العاطفي الذي قدمه.. لذلك يظل زكي عبد الكريم واحداً من رموزنا في مجال الموسيقى والغناء.. ويكفي إنه الذي قال (إتعاهدنا على الحِنِيّة.. نقضي عمرنا محبة شديدة).. إنها كلمات أقوى من كل المواثيق والعهود.