تقرير- عبد الوهاب أزرق
ما تعانيه ولاية جنوب كردفان من وضع اللا حرب واللاسلم، وعدم توقيع اتفاقية سلام شامل ومستدام يؤطر لواقع حياتي مستقر، وانتشار السلاح، والهشاشة الأمنية، وكثرت النزاعات بين المكوِّنات المجتمعية وجرائم النهب والسلب لجهة تفشي الجهل والأمية الإثنية والعصبية، إضافة لضعف الوازع الديني عند البعض والحقد والكراهية، وضغوط الحياة الاقتصادية وتفشي الفقر والضنك والفاقة عوامل خلقت وضعًا اجتماعياً وأمنياً تعددت فيه جرائم النهب والسلب والقتل في كل محليات الولاية، وكثير ما دوِّنت جرائم ضد المجهول، إلا أن الأجهزة الأمنية والعسكرية والشرطية والعدلية استطاعت تحقيق إنجازات بالقبض على بعض الجناة وتقديمهم إلى محاكمات عادلة حكم على بعض المتهمين بالإعدام وأحكام أخرى متعددة للبعض .
واقع أليم
(الصيحة) استعرضت هذا الواقع الأليم والأرقام المخيفة في جرائم النهب والسلب والاغتيالات وأحكام الإعدام في المدى القريب، فتشير الأحداث في نهاية ديسمبر أن مدينة كادقلي شهدت اغتيال الموظف بالسلطة القضائية كادقلي “كارلوس” في طريق العودة من العمل إلى قريته سرف الضي شرق كادقلي، وهو يقود موتر “تكتك” درج على التنقل به يومياً، ما شكَّل حزناً عميقاً لدى زملائه لجهة طيبته وحسن تعامله وأخلاقه الممتازة. كما شهدت مدينة الدلنج جريمة مقتل الشاب محمد صديق النور الزبير، الذي يسكن حي الحلة الجديدة بالدلنج في جريمة هزت مجتمع المدينة المترابط والمتماسك اجتماعياً .
نهب وضرب
بطريق كادقلي _ حلة برنو تعرَّض السائق رحال عبد الله صالح، والركاب إلي حادث إطلاق نار من مجهولين ما عرَّض العربة للعطل وتم نهب جميع الممتلكات بالعربة من ملثمين حسب رواية السائق، كما تعرَّض الإعلامي بإذاعة كادقلي والمسرحي الأستاذ عبد الله إسحاق، لحادث ضرب أدى إلى إصابته ونقله إلى الخرطوم للتعافي .
جريمة مفزعة
وبمحلية أبو كرشولا وقع حادث في ديسمبر أدى لمقتل ثلاثة من المواطنين بخور الطينة بمحلية أبو كرشولا . حادث زاد من مأساة المدينة العروس التي بدأت تتعافي من آثار الاعتداء عليها قبل سنوات من الجبهة الثورية قبل سنوات .
مقتل شرطي
وفي كمين تعرَّضت له مأمورية لقوات الشرطة بطريق كادقلي _ الدلنج بمنطقة كيقا جرو، استشهد السائق العريف شرطة الأمين النور الأمين، الذي يسكن حي أم بطاح، فيما أصيب “٩” آخرين نتيجة انقلاب العربة بعد إصابة السائق حسب تصريح مدير شرطة الولاية للإعلام اللواء حقوقي قمر أحمد محمد السيد، وما نقلته (الصيحة) حينها.
نظرة مختلفة
ولعل حادث الكمين الذي تعرَّضت له قوات الشرطة في طريقهم إلى تسليم محكومين بجرائم الإعدام كانت النظرة إليه من زاوية تعرُّض قوات الشرطة لكمين من مجهولين، لكن (الصيحة) رأته من عدد المتهمين بجرائم القتل الذي تمت محاكمتهم تحت المادة “١٣٠” من القانون الجنائي السوداني والذين تم ترحيلهم من سجني كادقلي والدلنج إلى الأبيض والبالغ عددهم “٣٨” سجيناً، بينهم “٢١” محكوماً عليهم بالإعدام، حسب إفادة مدير الشرطة للإعلام وبعضهم محكوم عليهم في جرائم مختلفة، واثنين من المنتظرين في جرائم تحت المادة “١٣٠” .
إعدام بالعباسية
علمت (الصيحة) من مصادرها عن الحكم لعدد “٥” من المتهمين بالإعدام على خلفية الأحداث التي وقعت بمحلية العباسية تقلي بين الهوسا والدريهمات، حيث حكمت محكمة العباسية تقلي العامة على المتهمين ( د.ف ، ح.ي.ح ، ح.ي ، ع.إ) تحت المادة “١٣٠” في الأحداث التي وقعت في رمضان العام الماضي التي بدأت بجرائم سرقة موتر “تكتك” ودكان ثم قتل .
أرقام مخيفة
إذا جمعنا حوادث القتل والنهب والسلب والمحكوم عليهم بالإعدام تكون الحصيلة محزنة وأرقام مخيفة تؤكد واقع مجتمع يعيش في وضع أمني معقد، يتطلب مزيداً من التشديد وبسط هيبة الدولة وتطبيق القانون مع سرعة إصدار الأحكام الرادعة لتكون عظة لكل من يريد أن يزعزع الاستقرار والتعايش السلمي .
تحسُّن الأمن
مساعد المدير العام لقوات الشرطة للإمداد المشرف على ولايات كردفان الفريق صديق عبد الله عبد القادر، الذي زار الولاية وصف الوضع الأمني بجنوب كردفان يسير إلى الأحسن رغم الإشكاليات القبلية السابقة، وعدم توقيع الحركة الشعبية شمال جناح الحلو للسلام، واعداً بتوفير عربات جديدة تساعد في توفير الأمن .
مجهودات جبارة
بذلت حكومة جنوب كردفان بقيادة الوالي المكلف الأستاذ موسى جبر محمود، مجهودات كبيرة جداً في التصالحات القبلية والتمهيد لمؤتمرات صلح قادمة لطي صفحة الصراعات القبلية بين المكوِّنات المجتمعية، كما استطاعت استتباب بعض المجرمين الذين تركوا قطع الطرق للنهب والسلب، فتبقى فقط تشديد الرقابة على الطرقات والأحياء والأسواق منعاً للسرقات والنهب والسلب .