عبد الله مسار يكتب: حوار بين مسلم وكافر
6 يناير 2023
قال رجلٌ، دخلنا لمطعم عربي في إحدى الدول الغربية لتناول العشاء، وطلبنا النادل لإحضار المطلوبات، واستأذنت الضيوف برهة، ولما عُدت سألني أحدهم أين ذهبت، غبت علينا كثيراً؟ قلت أصلي، قال لي ذاك الصديق أما زلت تصلي ياخي انت رجل قديم.. قلت لماذا قديم وهل الله موجود في الدول العربية فقط، أليس الله موجود في كل مكان؟ قال الرجل أريد أن أسألك بعض الأسئلة، ولكن أرجوك تحمّلني قليلاً.. قلت بكل سرور، ولكن شرطي واحد فقط، قال تفضّل، قلت بعد أن تنتهي من أسئلتك عليك أن تعترف بالنصر أو الهزيمة، قال اتفقنا.
قال لنبدأ المناظرة، قال منذ متى وأنت تصلي؟ قلت منذ عمري سبع سنوات، قال طيب ماذا لو أنك بعد الوفاة اكتشفت بأنه لا توجد جنة ولا توجد نار ولا عقاب ولا ثواب، فماذا ستفعل؟
قلت وأكمل المناظرة.
قال صلاتك التي واظبت عليها لعشرات السنين وجدت أن أصلي أم لم يصل سيان، قلت لن أندم عليها، لأنها لم تأخذ مني سوى دقائق من اليوم واعتبرها رياضة.
قال وصومك لحوالي ثماني عشرة ساعة.. قلت اعتبر ذلك رياضة روحية وبدنية وهي ترويض لنفسي وروحي، وفيه منفعة صحية كبيرة وكل التقارير الطبية تؤكد أن للصيام منفعة كبيرة للجسد.. قال هل شربت الخمر وذقت متعتها؟ قلت لا.. قال وحرمت نفسك من متعتها قلت لقد حصنت نفسي من ضررها.
قال والذهاب إلى الحج بعد أن اكتشف بعد الوفاة ولا يوجد شيء من هذا وأن الله غير موجود أصلاً.
قال اعتبر الذهاب للحج والعمرة سفراً جميلاً ومتعة راقية وقضاء وقت جميل أطرد به ضغوط العمل والروتين.
ثم نظر إلى وجهي ثوان صامتاً، وقال شكراً لأنك تحمّلتني.. انتهت أسئلتي، واعترف لك بالهزيمة.
قلت ماذا تعتقد بعد أن اعترفت أنت بالهزيمة؟
قال بالتأكيد أنت الآن سعيد جداً.
قلت لا أبداً على العكس حزينٌ جداً لأنه جاء دوري لأسألك، وسأسألك سؤالاً واحداً ماذا اكتشفت بعد الموت أن فرضيتك بأن الله موجود وأن كل ما جاء في القرآن موجود، ماذا أنت فاعلٌ حينها؟!
عندها جاء النادل وأكلنا وثم افترقنا، ثم التقينا بعد حين، قال جئت لأشكرك، ولأقول لك رجعت لصلاتي بعد عشرين عاماً، وشعرت براحة بال كبيرة، لأنّك أيقظت بصيرتي.
عليه، إنّ هذا الحوار يُؤكِّد أنّ كثيراً من أبناء المسلمين الذين يُهاجرون من أوطانهم يُصابون بعمى كثير، وانبهار بالمشاهد الدنيوية، وهذه مأساة، وهو استغفال القلوب لأنها تعمى، ولذلك تحيا القلوب بالممارسة وليس بالنصوص.
نسأل الله تعالى أن يكون المسلمون قُدوةً، ونُحافظ على ديننا.