*للمختصين في عالم الطيران يرددون دوماً أن هناك عشرة أسرار لا ترغب شركات الطيران أن يعرفها المسافرون، بينها أن الرحلات التي تتوقف في محطة أو أكثر هي أرخص من الرحلات المباشرة، هذا إلى جانب أنك إذا قمت بالحجز لرحلة جوية قبل أشهر من تاريخ الرحلة، وقامت شركة الطيران بتغيير الموعد ولم تتمكن من تأمين رحلة بديلة لك في الوقت الذي ترغب به، فيمكنك أن تستعيد قيمة تذكرتك كاملة من دون أي حسومات.
*الكثير من الأسرار مؤكد شركات الطيران لا ترغب أن يعرفها الزبائن، ولكن ربما تكون أهم هذه الأسرار هو التعويض في حال تأخر وصول الحقائب، ففي الولايات المتحدة الأمريكية قد يصل تعويض تأخر الحقائب إلى ثلاثة آلاف دولار أمريكي، ولكن هذا القدر من التعويض لا يعطى إلا للمسافرين المحليين ضمن الولايات الأمريكية، بينما يكون التعويض للمسافرين على الخطوط الدولية أقل قيمة.
*حسناً.. الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول تعطي تعويضاً عن تأخر الحقائب إن كانت السفرية محلية أو خارجية، فهل تعطي شركات الطيران القادمة للخرطوم تعويضاً لتأخر حقائب المسافرين إن كانت السفرية محلية أو عالمية؟ شخصياً لم أر ذلك.
*العديد من المسافرين القادمين للخرطوم تتأخر حقائبهم دون أن يجدوا تعويضاً عن ذلك، فكيف يكون الحال للمسافر الذي يدفع آلاف الجنيهات في الدرجة الأولى ولا تصل حقائبه معه؟
*هذا بالضبط ما حدث لمدير شركة النيلين للتأمين بالبحر الأحمر ناصر الطيب هو والعشرات معه في رحلة الخطوط الإثيوبية القادمة من تايلاند أمس، حيث وصلوا إلى مطار الخرطوم ظهراً وبعضهم لم يجد حقائبه معه.
*المسافرون قدموا احتجاجاً شديد اللهجة للخطوط الإثيوبية واعتبروا هذا التصرف فيه عدم احترام لزبائنهم الذين اختارو طيران أثيوبيا في مثل هذه الرحلات الطويلة.
*ناصر وغيره من ركاب الدرجة الأولى دفعوا أموالاً كثيرة في مقابل خدمة تليق بهذه الدرجة المكلفه مالياً ومن بين الخدمات التي يفترض أن تقدم لهم ضمان وصول حقائبهم في أمن وسلام لمطار الخرطوم.
*ناصر كان عائداً من رحلة استشفاء بتايلاند وقضى هناك أكثر من شهر متعالجاً من الغضروف وكان يفترض أن يسافر إلى دياره وأهله في مدينة بورتسودان، ولكن تأخر حقائبه سيجبره على البقاء في الخرطوم وهو لا يدري كم من الأيام سيبقى وأهله ينتظرونه في المدينة الساحلية، والسبب في هذا التأخير هو عدم التزام الخطوط الإثيوبية بمتعلقات زبائنهم الذين يدفعون المال الوفير لراحتهم.
*حسناً، بعض المسافرين اشتكوا من تأخر حقائبهم لأكثر من ثلاثة أيام، فأين حقوق هولاء من التعويض الذي تحاول بعض شركات الطيران أن تخفيه عن زبائنها، وأين حقوق ناصر الطيب من تأخير حقائبه وتأخر وصوله إلى بورتسودان.
*الخطوط الأثيوبية تعتبر من أفضل خطوط الطيران في أفريقيا ولكن بمثل هذه التصرفات قد تفقد الكثير من زبائنها في الخرطوم وربما بعض المدن الأخرى، فالمعروف أن ما يميز شركات الطيران إلى جانب أسطولها وانضباطها في الإقلاع والهبوط هو دقة وصول حقائب المسافرين التي تعتبر في عهدة الطائرة إلى نقطة الوصول النهائية.