رئيس المخابرات المصرية بالخرطوم.. ماذا وراء الزيارة؟
تقرير- صبري جبور
أطراف دولية وإقليمية تسعى لحث السودانيين على تسريع التوافق لإنهاء الأزمة السياسية وحالة الفراغ الدستوري الذي تعيشه البلاد منذ الخامس والعشرون من أكتوبر العام 2021م، توجِّت بالتسوية التي أفضت إلى الاتفاق الإطاري الموقع بين المكوِّن العسكري وقوى مدنية في الخامس من ديسمبر الماضي، فيما يواجه الاتفاق رفض من حركات مسلحة وتيارات إسلامية وقوى سياسية أخرى ترى بأن (الإطاري) لا يفضي إلى حلول للأزمة لجهة عدم شموليته والتشاور مع كل الأطراف، الروابط التاريخية والجذرية التي تربط بين السودان ومصر، وتمتد أواصرها منذ القدم وظلت قوية لم يعكر صفوها الأحداث العابرة التي لا تؤثر في العلاقات بين الدولتين.
(الاثنين) زار رئيس المخابرات المصري اللواء عباس كامل الخرطوم، حيث عقد لقاءات مكثفة مع الأطراف السياسية شملت رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، علاوة على طرفي ائتلاف الحرية والتغيير بحث خلالها تطورات الأوضاع في السودان.
تعاون مشترك
رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، تلقى رسالة شفوية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.
وقال بيان صادر عن مجلس السيادة إن البرهان التقى اللواء عباس كامل، بحضور الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، مدير جهاز المخابرات العامة،ونقل المسؤول الأمني المصري الذي وصل الخرطوم (الاثنين) رسالة شفهية للبرهان من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.وأكد البرهان أهمية العلاقات بين البلدين وضرورة تعزيزها وتمتينها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.
زيارة روتينية
يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة أفريقيا العالمية، دكتور محمج خليفة صديق، في إفادة لـ(الصيحة) أن زيارة رئيس المخابرات المصري تقرأ في سياق العلاقات السياسية والتنسيق الأمني الرفيع بين السودان ومصرفي مختلف المسارات، وأشار إلى أن الزيارة أشبه بالروتينية، باعتبار أنه يزور الخرطوم بين الفينة والأخرى، حاملاً رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تتعلق بالتنسيق السياسي والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بجانب القضايا الخارجية لاسيما ملف سد النهضة.
نتائج إيجابية
وقال خليفة خلال تصريحه للصحيفة، إن مصر تحاول تحيط السودان بالمستجدات العالمية، باعتبار أن جهاز المخابرات المصري قوي في المنطقة، وكذلك جهاز المخابرات السوداني، في إطار مايحدث من اختراقات بالمنطقة، خاصة في الملفات الخطيرة كالـ(الإرهاب).
ولفت د. محمد خليفة، أن زيارة رئيس المخابرات ربما تأتي -أيضاً- لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين، لاسيما أنه عقد لقاء مع قيادات في تحالف الحرية والتغيير، وقال: نأمل أن تكون الزيارة نتائجة إيجابية على الأوضاع في البلاد.
تنسيق مشترك
ويقول المحلِّل الأمني والاستراتيجي الفريق جلال تاور، في إفادة لـ(الصيحة): إن زيارة رئيس المخابرات المصرية في طبيعة الحال لا تأتي في سياق سياسي مباشرة، مشيراً إلى أن القضايا السياسية دائماً تكون عبر وزير الخارجية، وأضاف لكن هذه الزيارة قد تكون تنسيق لعمل الاستخبارات بين السودان ومصر، وتايع “لأن أمن السودان مكمل للأمن المصري” .. لذا لابد أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين الدولتين.
ويؤكد تاور أن الجانب المصري مهتم جداً بالقضايا السودانية والأمن القومي، لافتاً النظر إلى أن استقرار السودان يهم كذلك المصريين لاسيما في ظل الفراغ الدستوري الذي تشهده البلاد منذ إجراءات (25) أكتوبر 2021م، وأبان تاور النشاط المشترك مع مصر نشاط حميد.
تفاصيل اجتماع
قال قيادي في تحالف الحرية والتغيير: إن ممثلين للائتلاف عقدوا اجتماعاً برئيس المخابرات المصرية بفندق “كورنثيا” تناول العملية السياسية وكيفية إنهاء انقلاب 25 أكتوبر.وشارك في الاجتماع من الحرية والتغيير كل من: بابكر فيصل ومريم الصادق علاوة على عمر الدقير وكمال إسماعيل وبثينة دينار،وقال المصدر لـ(سودان تربيون): إن المسؤول المصري أعلن دعم بلاده للعملية السياسية وتسريع الوصول لاتفاق نهائي يتضمَّن توسيع قاعدة المشاركة السياسي. كما جدَّد مدير المخابرات تأكيد حرص بلاده على استكمال التحوُّل الديموقراطي في السودان. وينتظر أن تبدأ القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري في التاسع من يناير الجاري، عقد ورش العمل الخاصة بالقضايا المعلقة في الاتفاق وهي قضايا العدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري علاوة على تقييم اتفاق جوبا وقضية شرق السودان،وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو.