مَسَاعِي البُرهان.. هَل يلحق مناوي وجبريل بالإطاري..؟!
تقرير- نجدة بشارة
في تصريح، سابقٍ، تبرّأت الحرية والتغيير من أي قوى سياسية ساندت الانقلاب، ورفضت فتح باب المشاورات لإلحاقها بالاتفاق الإطاري.
حيث أوضح رئيس اللجنة القانونية للمكتب السياسي بحزب الأمة القومي، القيادي بقوى الحرية والتغيير آدم جريجير لـ(الصيحة) أن المقصودين والمستهدفين إقناعهم وضمهم للإطاري في الجولة الثانية؛ هم قوى الثورة من لجان المقاومة وبعض أحزاب الثورة مثل أحزاب البعث، الشيوعي، وغيرهما من قوى الثورة، وليس قوى الحرية الممانعة أو المجموعة التي ساندت الانقلاب من التغيير الديمقراطي أو الميثاق الوطني، وأضاف ساخراً “المشاورات غير مفتوحة لكل من هبَّ ودبَّ”، وأضاف (هذه الفترة كل يحمل قلمه ويجي للتوقيع) وهم ليسوا من المعنيين بالإطاري.
بين السر والعلن
بينما تناقلت وسائط اجتماعية أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أجرى وساطة بين الحرية والتغيير “المجلس المركزي” وجبريل إبراهيم ومناوي للتوصُّل إلى تفاهمات تنتهي بتوقيع الأخيرين على الاتّفاق الإطاري.
وكشفت أنّ البرهان ترأس اجتماعًا سريًا مُنتصف الأسبوع الماضي للتوصُّل الى تفاهمات بين مركزي التغيير والكتلة الديمقراطية.
ووفقًا للمصادر، فإنّ الاجتماع شارك فيه الواثق البرير وعمر الدقير ممثلين لائتلاف الحرية والتغيير، بينما حضر جعفر الميرغني ومني أركو مناوي ممثلين للكتلة الديمقراطية.
وذكرت الصحيفة وفق مصادرها أنّ الاجتماع شَهِدَ ما وصفته بالملاسنات الحادة بين مناوي والواثق البرير، جرّاء تمسُّك الأخير بحصر أطراف الاتفاق الإطاري، مما دفع مناوي للردّ قائلاً “طيِّب مجتمعين معانا لي شنو”.؟!
وأشارت الصحيفة وفق مصادرها إلى أنّ تلك المُلاسنات دفعت رئيس مجلس السيادة للتدخُّل ومُطالبته بتجاوز الأمر والتوصُّل إلى تفاهمات بين الطرفين.
لا استثناء ولكن!
في السياق، أكد الناطق باسم الحرية والتغيير شهاب إبراهيم في تصريح لـ(الصيحة) أن مكونات حركات الكفاح المسلحة الستة غير مستثنين من التوقيع على الاتفاق الإطاري، ولكن كمكونات فردية وليست ككتلة، وزاد: متاح لنا لقاؤهم والتشاور مع مناوي وجبريل في هذا الإطار.
وبسؤاله عن توسُّط البرهان بينهم وبين مناوي وجبريل، قال ابراهيم: لا استطيع نفي أو إثبات الوساطة، وأضاف: لكن من موقع وجودي عضواً بلجنة الاتصال السياسي لم يحدث لقاءٌ بيننا وبينهم، ولم تحدث وساطة للبرهان، لأنه لم ينور المجلس المركزي عضويته بهذا اللقاء، وحتى أنا سمعت بهذا اللقاء في وسائط الإعلام.
تطوُّرات الإطاري
أما فيما يتعلق بآخر تطورات الاتفاق الإطاري، قال شهاب سوف نبدأ مع بداية يناير الشهر الجاري في مُناقشة القضايا الخمس عبر الآليات، وسوف نبدأ بأول قضية تفكيك التمكين، وأكد أن هنالك تواصلاً مع أصحاب المصلحة والمعنيين لإنجاح المرحلة الثانية.
هجوم ورفض
وسبق وشَن رئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، هجوماً قاسياً على الاتفاق الإطاري الذي جرى توقيعه بين قادة الجيش وقوى تُطالب بالديمقراطية في السودان.
ورفض وزير المالية المكلف، وحاكم دارفور (على التوالي) أي تفاهمات مع قوى الإعلان السياسي بمعزل عن تحالف الكتلة الديمقراطية المتألف من قوى سبق وأن أيّدت الانقلاب العسكري.
ووصف جبريل إبراهيم في تغريدة على تويتر، الاتفاق الاطاري في السابق بأنه “ثنائي وإقصائي”.
وقال إنه بعيدٌ كل البُعد عن الوفاق الوطني الذي يحقق استقرار الفترة الانتقالية ولا يفضي إلى انتخابات حُرة نزيهة في المُستقبل المأمول.
وحذّر من قوى الحرية والتغيير التي كانت حاضنة للحكومة السياسية المعزولة، مضيفاً: “الرهان على المجلس المركزي لتحقيق التحول الديمقراطي رهانٌ خاسرٌ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه”.
وفي ذات المسار، وصف مناوي الاتفاق بالإقصائي. وشكك في تغريدة على تويتر، على أن يكون الإطاري جرى بمُوافقة الجيش وقوى المجلس المركزي، مشدداً على أنه فرض عليهما من دون تسمية الجهة التي مارست الضغوطات.
وألمح مناوي لإمكانية انفصال إقليم دارفور، لما يراه تراجعاً عن اتفاق جوبا للسلام.
ماذا جرى في اللقاء؟!
أقر نائب الأمين السياسي لقوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، محمد السماني لـ(الصيحة) ، بأن هنالك لقاءً تم بين قيادات من المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير مع الكتلة الديمقراطية والقائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان الأيام السابقة، وقال: (صحيح ان لقاءً تمّ ومثل عن الكتلة الديمقراطية جعفر الميرغني والقائد مني أركو مناوي رئيس لجنة الاتصالات بكتلة الحرية الديمقراطية)، وكشف السماني أن اللقاء تناول مشاورات سياسية وعن القضايا الراهنة، لا سيّما مُناقشة كيفية تدارك الأزمة السياسية ووضع حد للأزمة.
وطرحت الكتلة حوارا شاملا يشمل كل الكتل المدنية باستثناء المؤتمر الوطني، ودون استثناء لأي مكون سياسي آخر في الدولة، وقال إنّ لجنة الاتصال بالكتلة الديمقراطية طرحت أهمية لقاء الحرية والتغيير المجلس المركزي، وأكّد أنّ البرهان لعب دوراً واضحاً للترتيب للقاء الطرفين.
وقال إن ممثل اللقاء من قبل الحرية والتغيير كان الواثق البرير وعمر الدقير، وقال إن الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية طالبت خلال اللقاء بضرورة فتح وتعديل الاتفاق الإطاري ليشمل كل القوى السياسية، وأضاف أن الطلب وجد تحفظات من قيادات المجلس المركزي الذي أظهر رفضاً للطرح، لأنها تريد تنظيمات وكيانات سياسية محددة، وهو الشيء الذي رفضه مناوي، وزاد: إن التوترات انعكست على أجواء الاجتماع، وبالتالي رحلت القضايا المطروحة حتى تطرح لاحقاً وأن تسلم الكتلة الديمقراطية رؤيتها بطريقة مباشرة مع الإعلان السياسي، والتعديلات التي تمّت بالوثيقة الدستورية وتُسلّم الى البرهان.
وأوضح السماني أن المشاورات لم تصل إلى نتائج إيجابية نسبةً لتمسُّك الحرية والتغيير بمنهجها السابق بأنها تُريد تنظيمات محدودة في الإطاري، وهذا النهج وجد رفضاً من قِبل الكتلة الديمقراطية، وزاد بأن الاتفاق الإطاري إذا استمر بذات عقلية الحرية والتغيير أنها لا تريد هذا أو ذاك، فلن يكون عمر الاتفاق الإطاري طويلاً…!