شخصيات كسلاوية أسهمت في صنع استقلال السودان
كسلا- انتصار تقلاوي
في ذكرى الاستقلال كل ولايات السودان له خصوصيته ودوره في المناسبة. ولكن من الرموز الوطنية التي أسهمت في صنع الاستقلال بكسلا منها أسرة الشيخ علي بيتاي ومحمد جبارة العوض وفكي أبو فاطمة دقنة ورشدي حسن عبد الواحد وعثمان الحسن محمد صالح، كذلك على سبيل المثال الأستاذ محمد جبارة العوض من الرعيل الأول للمعلمين السودانيين وبحكم نشاطه السياسي الواسع بعد انقلاب عبود عام 1958.
تحقيق السيطرة
وعندما اندلعت ثورة أكتوبر 1964 كان الأستاذ محمد جبارة من قادتها واستطاع تحقيق السيطرة الكاملة على مدينة كسلا وعندما تحرَّكت بعض قوات الجيش لإحباط انتصار ثورة أكتوبر أقيمت المتاريس في العاصمة، وخرج الناس إلى الشوارع للدفاع عن الديموقراطية، ووسط تلك الأجواء المتوترة والخوف من الانقضاض على الثورة الوليدة، سيَّر الأستاذ محمد جبارة العوض، قطاراً من كسلا بداخله حشود ضخمة من المواطنين وأشقائهم الارتريين متجهين للخرطوم للدفاع عن الثورة، وكان لتحرُّك القطار صدى كبيراً، لرفع الروح المعنوية للثوار في الخرطوم، خاصة وأنه تردد أن معظم الارتريين المرافقين للمسيرة من الثور المدربين على حمل السلاح ونجحت ليلة المتاريس في تحقيق النصر الكامل لثورة أكتوبر .
المنصب الرسمي
وعندما شكلت أول حكومة في العهد الديموقراطي الجديد كان محمد جبارة العوض في المقدمة وزيرا لشؤون الرئاسة ورغم المنصب الرسمي الذى تقلده إلا أنه لم ينس القضية الارترية فازدادت صلاته بها وقويت كثيراً . وكان الرجل في قمة التواضع، وقد كتب في صحيفة “السوداني” في حقه هذه العبارة (الوزير محمد جبارة العوض دفع آخر 150 قرشاً، في كشف زواج أحد الموظفين. وخرج من الوزارة ماشياً، لأن سيارته كانت في التصليح و قد نسي أنه بدون سيارة.
ومن أسرة جبارة العوض أحمد جبارة المسجل بجامعة الخرطوم. وقد ظل محمد جبارة العوض محل تقدير في نفوس الثوار الارتريين وقدَّم لهم الدعم من سلاح وغيره وقد سعت جهيات عديدة لاغتياله لكن خاب مسعاهم. له الرحمة والمغفرة.
انطلاقة الاحتفالات بأعياد الاستقلال على مستوى المحليات بكسلا والتي تمثل مؤشراً يرسخ للأبناء ذكرى الاستقلال و التي ألهمت الشعب السوداني وحدة وتضامناً وتضافراً لم تشهده الدول المحيطة.
إرادة السودانيين
ولأن الاستقلال جاء بإرادة السودانيين كسلا تحتفل مع كل القوى السياسية لاسيما بأن كسلا والولاية تنعم بالاستقرار- حالياً- بفضل مجهودات قادتها من أبناء الولاية متمثلة في ابن الولاية البار الأستاذ عادل عثمان علوب، حيِّا علوب في هذه المناسبة الرعيل الأول من أبناء كسلا الذين ساهموا في استقلال السودان. وقال: إن ذكرى الاستقلال تجيء والبلاد تمر بمنعطف وأزمة سياسية واقتصادية لم تمر بها في تاريخها الحديث وإن ولاية كسلا متفرِّدة وتكاد تكون واقفة مع كل القوى السياسية في حياد وتقبل كل الآراء التي يتم طرحها وهي ضد أي أعمال تخريبية وإثارة قبلية وتتحمَّل مع والي الولاية المكلف خوجلي حمد عبدالله، كل المسؤولية دون تراجع ولكن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد هي ابتلاء من الله يستوجب الصبر والمناصحة وإطلاق المبادرات من القوى السياسية وتعميمها على الولايات.وأضاف عادل علوب، ممثل الوالي في حديثه لـ(الصيحة) بمناسبة ذكرى استقلال السودان أن البلاد تحتاج لأبناء الوطن والجمع على كلمة سواء والسعي لرفاهية المواطن وتذليل كل الصعاب ومخالطة الناس ومشاورتهم وأن الوحدة الوطنية هي السبيل لخروج من هذا النفق المظلم إلى التنمية وإسعاد الناس.