عبد الله مسار يكتب: بيع الأوطان كبيع الأديان
2 يناير 2023
قال السيد عبد الحسين الفتلاوي عضو الوفد العراقي، الذي زار أمريكا بعد الاحتلال في عام ٢٠٠٣م (احنا بعنا كل شيء مقابل لا شيء).
ويقول ذهبنا إلى امريكا (كوفد مؤيد للاحتلال)، وكنا نستقبل باحتقار واضح، لكن مجالات ظاهرية بائسة الى أن جاء دور زيارتنا إلى البنتاجون. استقبلنا أحد الضباط وكان من الصقور، وأجلسونا في قاعة، وبعد انتظار في حدود نصف ساعة، دخل علينا هذا الضابط وكانت عيناه مليئتان بالاحتقار، لم يبادلنا التحية، بدأ كلامه أنّ أمريكا في زمن الحرب الباردة رغم محدودية وسائل الإعلام صرفت على الاتحاد السوفيتي السابق أكثر من ستمائة ألف ساعة، إعلام موجه رغم عظمة وسعة الاتحاد السوفيتي. والعراق لا يساوي ولاية من ولايات الاتحاد السوفيتي، صرفنا عليه ما يقارب المليون ساعة، إعلام لتحطيمه ولم ننجح، مما اضطرنا أن ندخل بجيوشنا الجرارة لاحتلاله تحت ذرائع بائسة وكذوبة.
إن عظمة ما خسرناه ليس في القتلى أو المعدات أو المبالغ الطائلة، خسارتنا العظيمة هي الخسارة الأخلاقية التي ستبقى تطاردنا ما بقيت أمريكا. كنا نوعز صمودكم إلى شعب عظيم، ولكن تبيّن أنكم طوائف متهالكة تسرق نفسها، وتعاون كل غريب لتدمير بلدها، وفضل صمودكم يعود لرجل عظيم نجح في بناء منظومة حكم شريفة قلّ نظيرها في التاريخ، وربما هو هذا السبب الذي جعل قادتنا يأمرون لتدميرها. انتهى ما أردت إيصاله لكم، يمكنكم الانصراف.
ويقول عبد الحسين (لم أسمع في حياتي كلمات احتقار جماعي مثل ما سمعته)!
الآن الشعب السوداني يمر بنفس درس العراق، بعد أن طلب د. حمدوك هذه البعثة الأممية تحت غطاء التحول الديمقراطي وقيام حكم مدني.
ظل السودان قوياً وشامخاً منذ الاستقلال حتى ديسمبر ٢٠١٩م رغم فقره رافعاً رأسه الى الثريا، مُمسكاً بقراره الوطني، ولكن أسقط السودان بعمالة بعض أبنائه الذين استقطبتهم الدوائر العالمية، كما تمّ لبعض أبناء العراق تحت مظلة هذه الشعارات الكذوب.
يا عُقلاء السودان، تعلّموا من دُروس الدول التي أسقطتها هذه الدول الاستعمارية بتعاون بعض أبنائها الذين تنصروا وتعاونوا مع الاستعمار والذي سيدفعهم نفس الثمن ويحتقرهم كما احتقر خَوَنَة العراق.
اعتبروا يا أبناء السودان ولنقل لأي غريب (يلا لي بلدك)، وليعش السودان حُراً ومُستقلاً.
وسيخرج فولكر والإنجليزي والأمريكي يوماً ويقولون للسودانيين الذي تعاونوا معهم في تكسير وتدمير السودان نفس الذي قاله الضابط الأمريكي للوفد العراقي وعندها لا ينفع الندم وسيكتب هذا الاحتقار لهؤلاء السودانيين في سجل صفحاتهم عبر العصور خزياً وعاراً، وللشرفاء عزاً وفخراً وشموخاً وعظمة.
انتبهوا يا أولي الألباب والعقول.