الفترة الاعتقالية!
* سأل أحدهم في الفيس: (أوعى تكون دي الفترة الاعتقالية؟!) فأجابه آخر: (اعتقال تكون دي هي واعتقال تكون ما هي).
* تمر البلاد بمرحلة أقل ما توصف به أنها أخطر من كل المخاطر التي مرت عليها عبر تاريخها المديد.
*فعجباً أن توقع قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري (الشريك الوحيد في الثورة) الذي اعترفت به على مضض؛ اتفاقاً (في داخل البلاد) لم يخرج كثيراً عن بنود اتفاقها الذي وقعته سابقاً بلا وسيط أفريقي ولا إثيوبي ثم تذهب لتبحث عن توحيد صفها الداخلي (خارج البلاد) بإملاءات المبعوث الأمريكي وصياغة الوسيط الأفريقي الماركسي (لباد)، واستضافة الماركسي الآخر (آبي) وتمويل دول الإقليم التي ظهرت بركاتها التمويلية على الشعب العراقي والشعب الليبي والشعب السوري والشعب اليمني، وليس الشعب السوداني بأعز عليهم من تلك الشعوب.. وهو رغم مواعظنا المتناسلة وعظات الواقع الماثلة يُساق الآن عبر نخبه السياسية ليحذو حذو الأشقاء في (الجمهوريات) العربية المنكوبة، ولاحقاً ستأتي نفس النكبات على الممالك والسلطنات العربية بعد أن (يطلعوا زيتها) وتجف آبارها. فأي فترة اعتقالية أسوأ من هذه مرت على البلاد من قبل؟! وأي مصير ترى فيه هذه الأمة حتفها وتسعى إليه بظلفها؟!
* ثم عجباً أن يفكر أحدهم في انقلاب عسكري على النظام العسكري المقلوب عسكرياً!! وهو ربما يعلم أن الانقلاب العسكري ليس حلاً لقضايا السودان الشائكة والمعقدة. وقد يعلم أن نفس الشباب العزل الذين أسقطوا نظاماً حَكَم ثلاثين عاماً قادرون على إسقاط أي انقلاب في ثلاثة أيام. فهم إذا قالوا (مدنياااو) فاعلم أنهم سينطحون بها أعتى الحيطان. رغم أن المدنية الخالصة مستحيلة في دول العالم الثالث. فالعسكر متغلغلون في السياسة كعيار ناري استقر في نخاعك الشوكي فلا ينصح الطب باستخراجه؛ فاستخراجه يعني الوفاة المؤكدة؛ ولتفادي الموت المؤكد عليك أن تتحمل ألم العيار الناري في نخاعك. فأي فترة اعتقالية يشهدها الوطن أقسى من هذه؟!
* وعجباً لأربعة أشهر تتمطى وكيكة السلطة لا تمتط لتسع الشركاء المتفاوضين في الداخل والخارج!! فأي فترة اعتقالية سيقضيها الوطن بلا حكومة أطول من هذه؟! وعجباً لمن عارض النظام المحلول ثلاثين عاماً لم يضع خلالها أسساً عامة تجمع مكوناته ولا رؤية وطنية جامعة تتوافق عليها هذه المكونات. ولا برنامج واضح بعد نجاح الثورة غير برنامج الانتقام ممن حرموه السلطة ثلاثين عاماً!! فكم من فترة اعتقالية تنتظر هذا الوطن المنكوب بأبنائه يميناً ويساراً؟!
* أيها الساسة والعسكر أطلقوا سراح هذا البلد الغني بثرواته بتوجيه شباب الثورة للإنتاج ومحاسبة من يستحق المحاسبة ولا تهدروا الأوقات والطاقات في إنتاج الأزمات والأزمات المكافئة.
* رسالة للمتفاوضين: كيلو الطماطم (لحمة المساكين) 250 جنيهاً.. ولك الله أيها الشعب الحالم من كل حاكم و(جاكِم)