ياسر زين العابدين المحامي يكتب : عندما تتمنى الموت
30 ديسمبر 2022 م
عجزٌ بأسوأ صوره، مستقبلٌ قاتمٌ…
كل شيء مضى للفوضى، لركام الخراب
جرائم القتل على مدار الساعة…
ذات الكأس تجرّعها البعض هناك…
القائمة بعضها أُعدّ بمهلٍ، ورائحته
النفّاذة تنفذ للخياشيم…
القتل، الهرج بالأنحاء لم يعد خبراً
مُثيراً للدهشة…
توالت القصة، النزيف، الوجع العنيد..
خوف ضرب بعميق بلا رحمة…
المرض: عزّ الدواء واليد مغلولة…
الصراخ هُنا، هُناك بهياج غريب…
عدوٌّ مُتوهِّمٌ يلقون عليه التهمة…
هل يُخفِّف ذلك من حدّة الإحباط…
هم مكتوفو الأيدي، حديثهم لغوٌ…
عند العجز سينصرف الناس منك…
الهدف سلام، أمن، حرية، عدالة، ولم
يحدث مقابلها…
قدم الشباب الأرواح برضاءٍ تامٍ…
وضاعت دماؤهم شمار في مرقة…
صعب جمع الأدلة بعد سماع مئات
الشهود، لقد…
توفّرت البيِّنة لتقديم الجُناة، والملف
بقبوٍ مُظلمٍ…
صمتٌ بهياج غريب كسته الريبة…
تغبيش الوعي كذب صفيق…
إطلاق الاتهام جزافاً وهم…
إقصاء الرأي الآخر بصلف غباء…
احتكار الحقيقة بوجهة نظر واحدة ظلم…
من يدلي برأيه يقع بدائرة الاتهام…
يُمهِّد للفوضى، لعجزٍ مُفضٍ للعدم…
من يدعو للحوار ليتجمّل بالحلم…
ويرد بمنطق ولا يغلق أو يضيق
واسعاً…
الخلل واضحٌ بين واقعنا، وما نرغبه…
الأزمة تتعقد كل يوم، ولا وجيع…
نتدحرج للوراء بسرعة الضوء…
الواقع نكابده بمرأى ومسمع…
نكابده غلاءً، كساداً، ركوداً، عجزاً…
نعاني من ضيق المعاش بذلٍّ…
تتصاعد الأزمة لتصل الحلقوم…
المسؤولون غائبون عنها…
تناثرت أحلامنا هباءً منثوراً…
قمة الإحباط تبديل قناعاتك…
عكس بمن تظنهم أنقياء أتقياء…
عندما تصحو من الحلم ستعرف:
الأشياء ليست هي الأشياء، عندما…
تفيق من الغيبوبة ستكتشف أنّك مخدوعٌ…
تتمنى الموت لعجزك عن إطعام
صغارك…
وعن إسباغ الحماية عليهم عندما
ينفرط عقد الأمن…
ومن فرض واقع مشبوه عليك رغماً
عنك بوصاية متعجرفة…
وعن عمالة تافهة المنقلب، والمصير
قطعاً ستتمنى الموت…
أس الحياة لقمة كريمة، أمن وطنية بلا غبش…
تمشي بلا خوف من مجهول يتجهّم..
وحرية.. سلام وعدالة كما ينبغي ليس
كما يدّعون…