الغالي شقيفات يكتب : إضراب المُعلمين
29 ديسمبر 2022م
شَرَعَ معلمو المدارس الحكومية في تحرُّكات منظمة، بدأت بتسليم السلطات، ممثلةً في وزارتي المالية، والتربية والتعليم، ومجلس الوزراء، مذكرة متضمنة 8 مطالب تصدرتها ضرورة زيادة الإنفاق على التعليم ليصل إلى 20% من ميزانية الدولة.
ويطالب المعلمون برفع مُخصّصات التعليم كمدخل لحل مُشكلات تتعلّق بأجورهم المتدنية، وكي تتمكّن المدارس من استقبال عدد كبير من الطلبة الذين لا يجدون مقاعد للدراسة، وبلغ عددهم حسب تقرير منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونسيف) 7 ملايين طفل.
كما تضمّنت المطالب رفع الحد الأدنى للأجور إلى 69 ألف جنيه سوداني (121 دولاراً تقريباً)، إضافةً إلى مطالب أخرى تتعلّق بحقوق المعلمين.
وتأسّس مطلب رفع الأجور على دراسة عن تكلفة المعيشة لأسرة مُكوّنة من 5 أفراد أصدرها المكتب الاجتماعي للجنة المعلمين السودانيين في سبتمبر/ أيلول الماضي، خلصت إلى أن الأسرة تحتاج شهرياً 579 ألف جنيه، أي ما يعادل ألف دولار، لمواجهة أساسيات المعيشة (الدولار =570 جنيهاً سودانياً) تقريباً.
ووفقاً “للجزيرة نت”، فإنّ وزير التربية والتعليم محمد الحوري تحدّث الأسبوع الماضي عن أنّ زيادة الرواتب أصبحت واقعًا بنسبة 70% على طبيعة عمل و50% علاوة معلم، إضافةً إلى 40% للعاملين بحقل التعليم.
لكن المعلمين رفضوا التجاوب مع هذه الخطوة، ونظّموا احتجاجات واسعة ضدها بلغت حد المطالبة بإقالة الوزير.
وحسب عضو المكتب التنفيذي للجنة المعلمين السودانيين، سامي الباقر “للجزيرة” أيضاً قال، إن اجتماعاً التأم السبت الماضي أقرّ الإغلاق التام للمدارس، بدءاً من أمس الثلاثاء.
ومعلومٌ أنّ رواتب المعلمين ضعيفة مثلها مثل كل القطاعات الحكومية والخاصة كالصحفيين والأطباء مثلاً، والآن المعلمون في ولاية شمال دارفور مثلاً لم يتسلّموا رواتبهم الشهر الماضي وتراكمت الزيادات والراتب هو عرق وحق.
السؤال، أين الدولة من أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، وقبل فترة استمعت لتسجيل لأحد المعلمين بالفاشر يشتكي من الأوضاع المأساوية للمعلم، مفصلاً الوجبة الفقيرة التي يتناولها المعلم بالمدرسة الثانوية التي ذكرها بالاسم.
عليه، الزيادات مطالب مشروعة في ظل ارتفاع الأسعار والوضع المتردي، ويجب أن يكون دعم التعليم أولوية والبلاد المُتقدِّمة تصرف على التلميذ الواحد ما يعادل ميزانية مدرسة كاملة لمدة عامٍ. في أمريكا مثلاً تقدم للطالب وجبة الإفطار والغداء والترحيل لبعضهم، ولأي تلميذ “لابتوب” وإجلاس تبريد في الصيف وتدفئة في الشتاء، وتدريب للمعلمين وحتى العاملين بالمدارس.
والمعلم قُدوةٌ في المُجتمع، يجب أن لا يُهان ويجب إكرامه وتقديره.. والمعلمون في بلادنا يُقدِّرون من يقف معهم، وكلنا تابعنا فرحتهم عندما أكرمهم النائب الأول لرئيس مجلس السيادة في تصحيح الشهادة السودانية، فكانت لفتة مقدرة.. نأمل أن يتدخّل لحسم رواتب المُعلِّمين.