ياسر زين العابدين المحامي يكتب: ذات الحكاية
28 ديسمبر2022م
ساسة مُنافقون لا يهمّهم الوطن، إنما
أجنداتهم…
يكذبون بعدد أنفاسهم، يداهنون بدم
بارد…
يصدقون ما قالوا بثقة ذات إفراط…
ينسون ما قالوا زمان، وزمان هذا لا نعني به سنوات ضوئية…
إنما لحظة كومضة البرق…
تتغيّر معادلاتها بين ليلة وضحاها…
تتعدّل قناعاتها حسب المصالح..
تتقارب، تختلف بمبرر المصلحة…٠
والديان لا يموت، والتاريخ يُسجِّل..
من رفضوا حوار العسكر أيّام فضّ الاعتصام…
بعبارة لا تفاوض وصدّقناهم، أكدوها
بجرأة غير مسبوقة، قالوا…
فليخرج الدعم السريع فوراً…
حدّثوا الثُّوّار أن لا تثريب عليهم…
بغمرة الهتاف التزموا بحماية أرض الاعتصام…
بمُحاسبة مَن أطلق الرصاص عليهم..
لحسوا كلامهم ففاوضوا بدم بارد…
خرجت وثيقة سُميت بالدستورية…
مُشوشة مشوّهة لا تشبع من جوع…
وتسنّموا السُّلطة، ذاقوا حلاوتها…
نكصوا على أعقابهم من وعودهم…
ودارت الأيام فذهبوا إلى بيوتهم…
بعيد انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١…
ما بين ذاك الزمان، وزماننا هذا تعدّلت
القناعات تماماً..
قاموا بمُفاوضة العسكر الآن قبل الغد…
الكلام هذا قرأناه بعدة سياقات…
مُخالفة لجان المُقاومة بمُعادلاتها الصفرية…
نكوص عن مبادئ لطالما هرفت بها
قياداتهم…
خيانة لشهداء فضّ الاعتصام فلم
يحمهم أحدٌ…
لم يقتص لهم أحدٌ لحد الآن، غابت
قضيتهم…
كذبة كلّفتنا الكثير، بغيضة المنظر…
سيئة المُنقلب، تافهة المصير…
خطب عصماء تترى، وقطيعٌ يهتف…
يغني يرقص على عزف مشروخ…
واستدار الزمان بهيئة أخرى…
وعودهم ذرتها رياح السياسة وأدت
أحلام الشباب…
لم يحموا شبراً من حدود الاعتصام كما وعدوا….
موت وفقد وجروح وإغراق للكثير…
وهم ذهبوا للكراسي الوثيرة…
بَاتَ ملف فضّ الاعتصام مُعلّقاً ثم
مُعقّداً…
ولم يفتح أحدٌ فمه إلى اليوم…
الدعم السريع ليومنا بالعاصمة لم
يُغادر…
وثمّنوا مواقفه بالغُرف المُغلقة…
وأمام القطيع ذبحوه بسكينٍ مُهترئةٍ…
بالنهار ضده وبالليل معه…
ويلحسون كلامهم، يغازلونه خفيةً…
يُغازلون العسكر اليوم، بحجّة إنهاء
الانقلاب…
يُولد الاتفاق الإطاري الذي لم ولن
يحل مُشكلة…
يقودنا للهاوية إن لم نستصحب
الآخرين…
الانتقائيّة، والإقصاء مرضٌ عضالٌ
نتيجته الموت