حميدتي في جوبا.. ما وراء الزيارة؟
تقرير- نجدة بشارة
منذ التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في دولة جنوب السودان أكتوبر 2020م، تكررت زيارات نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى جوبا، مع وفود رسمية، لكن تأتي هذه الزيارات في وقت استحكمت فيها حلقات الأزمة السياسية والاقتصادية في السودان، وتتطلع القوى السياسية إلى تغيرات جيوسياسية ربما تحققها الاتفاقية الإطارية الموقعة مؤخرًا بين المكوِّنات المدنية والعسكرية، فيما يشير بند في الاتفاق إلى مراجعة اتفاقية جوبا للسلام..وبينما يمضي الوقت تتسع رقعة التساؤلات والتأويلات بشأن فتح اتفاقية السلام ومراجعتها.
بينما فسَّر مراقبون تحركات حميدتي هذه بالبحث عن حلول للأزمة السياسية ككل في الخارج بعد انسداد الأفق في الداخل، فما هي أجندة الزيارة.. وما وراءها؟
أجندة حاضرة
توجه نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اليوم، إلى جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان، في زيارة رسمية، يرافقه خلالها الفريق أول أحمد إبراهيم مفضَّل، مدير جهاز المخابرات العامة، واللواء ركن محمد علي صبير، مدير هيئة الاستخبارات العسكرية، واللواء ركن الخير عبد الله، رئيس دائرة الاستخبارات بقوات الدعم السريع.
وكان في وداعة بمطار الخرطوم، الأمين العام لمجلس السيادة، الفريق محمد الغالي علي يوسف.
وتأتي زيارة نائب رئيس مجلس السيادة إلى جوبا، لبحث العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة.
ويلتقي نائب رئيس مجلس السيادة خلال زيارته، رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، وعدداً من المسؤولين في الدولة.
ووفقاً لمصادر فأن أجندة الزيارة تهدف البحث، عن سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافةً إلى مناقشة التحديات التي تُواجه تنفيذ الاتفاقية السلام..وفرص مراجعة اتفاقية السلام في ظل تعنت ورفض أطراف السلام الموقعين لأي مراجعات أو فتح الاتفاقية بعد أن أشارت قوى الحرية والتغيير في الاتفاق الإطاري إلى أهمية مراجعتها .
استقبال وترحيب
ووصل حميدتي والوفد المرافق له ظهر الثلاثاء جوبا، وكان في استقباله بمطار جوبا الدولي، توت قلواك مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان، ورئيس هيئة أركان الجيش سانتينو دينق وول، ومدير جهاز الأمن الداخلي الجنرال أكول كور، ورئيس جهاز الأمن الخارجي سايمون ين مكواج، ونائب سفير السودان لدى جوبا جمال مالك، وطاقم السفارة .
وتأتي زيارة نائب رئيس مجلس السيادة إلى جوبا.
ويلتقي نائب رئيس مجلس السيادة خلال زيارته رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، وعدداً من المسؤولين في الدولة.
من جانبه رحب المستشار توت قلواك، بزيارة نائب رئيس مجلس السيادة رئيس اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة بجنوب السودان، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتي في إطار الجهود المستمرة من حميدتي لمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام.
مشاورات أمنية
استنتج المحلِّل السياسي والخبير الدبلوماسي الرشيد أبوشامة، أنه ومن طبيعة الوفد المرافق لـ(حميدتي) فإن الزيارة ربما تناقش قضايا أمنية، لا سيما سير ملف السلام الذي ترعاه جوبا، وفتح المعابر الحدودية المغلقة منذ وقتٍ طويل.
وقال لـ(الصيحة): ربما يكون الغرض منها مناقشة التطورات السياسية في السودان، لاسيما وأن “هذه الزيارة تأتي في توقيت يشهد فيه السودان تطورات سياسية، وهذا يشير إلى أن الهدف منها مناقشة اتفاقية جوبا لسلام السودان، بعد المطالب السياسية في السودان بضرورة تعديل الاتفاقية التي أصبحت بعض بنودها عائقا أمام اكتمال التحوُّل الديموقراطي”.
وأشار أبو شامة الى إن اتفاقية جوبا للسلام تواجه تحديات سياسية وأمنية، الأمر الذي يتطلب فتحها مجددًا وإجراء بعض التعديلات على بنودها…وبالتالي لابد من مناقشته مع حكومة جنوب السودان وسيط الاتفاقية.
غير بعيد عن السلام
وذهب المحلِّل السياسي والمراقب للعملية السلمية عبد الله آدم خاطر، في ذات الاتجاه وقال لـ(الصيحة): إن دولة جنوب السودان ظلت وسيط وراعية لقضايا السلام في السودان، وأن نائب رئيس مجلس السيادة حميدتي مهموم مثل أي مواطن سوداني بالاستقرار الأمني والسياسي في البلاد وعلى رأسها قضايا السلام.
واستبعد خاطر أن يخطوا حميدتي أي خطوات تجاه فتح ملف السلام ما لم يتشاور مع أطراف العملية، ورأى أنه ربما كانت الزيارة لوضع تدابير أمنية ومناقشة قضايا الحدود..لاسيما في ظل وجود انسياب أمني في الأطراف والحدود، لاسيما في ظل انتشار التهريب للأسلحة والمخدرات، ومعلوم أن قوات الدعم السريع تدير ملفات التهريب .. وربما تناولت الزيارة قضية فتح المعابر والتجارة بين البلدين.