ياسر زين العابدين المحامي يكتب : التسامي فوق الجراح
27ديسمبر 2022
إذا تمكنوا تعاملوا بصلف وبانتقام ونفاق…
تقنياتهم تقوم دائماً على ثنائية النفاق
والمبالغة…
تنتج الكذب، والمراوغة
ترفع شعاراً بلا مضمون لتتحقّق أجندة..
تتحدث عن القيم، المثل، الأخلاق…
عبرها تبدأ بصناعة فرية الوهم…
تسوق القطيع لحتف أنفه…
بنقاط قياس اتجاهاتها منحرفة…
تدغدغ المشاعر لتستمر المسرحية…
يقولوا سندك معاقل أعدائكم وهم ذاتهم أعداؤنا…
سنبيد جحافلهم والويل، والثبور لهم…
مصيرهم المشنقة أو السجن، لا توجد منطقة وسطى…
فالوطن لن يقبلهم، باطنه أفضل من ظاهر أرضه…
نمر بحالة سيولة في العدالة، ويهتف القطيع، والوطن…
تئن ظروفه ككل من وطأة التعقيد…
باتجاه ينذر بانفجار الاحتقان، ويزيد من وتيرة الصراع…
يتراكم الغبن، وتزيد حدة الثأر…
ويتم التغاضي عن دولة القانون…
وعن سيادة حكم القانون…
وحفظ الأمن، والسلم، والحياة الحرة…
التجاوز هذا لا يقبل من أي كائن…
والتطاول لا يُمكن أن يكون عنوانا…
والترويع لا يستقر له مقام بالمدنية…
ومنطق، لتزر وازرة وزر أخرى أخرق…
الأجدى الانصراف لأمهات القضايا…
بدلاً من التركيز على أمور انصرافية…
تسهم بتأزيم وإرباك المشهد…
ثنائية الطغيان دائماً تكرس للشذوذ…
معادلة الإقصاء والتهميش بكل مرة تقضم بأنيابها…
مَن يوقد النار ستحترق أصابعه…
مَن يضغط الزناد. ليتوقع رد فعل مماثل…
مَن مشى مكباً، فليمشِ على صراط مستقيم…
درب السياسة لا نهاية ولا قرار له…
مَن يضحك أخيراً لا مكان له من الإعراب…
ومَن ساءته أزمان سرّته أزمان…
الأيام دُولٌ وكما تدين يوماً تُدان…
بمعركة عض الأصابع مَن يصرخ أخيراً ينهزم…
ومَن حفر حفرة لأخيه وقع فيه…
الوطن لا يحكم بثنائية الطغيان..
العدالة الانتقالية مهمة، والاعتذار كذلك…
تجاوز المرارات ومجافاة نغمة الانتقام ضرورة…
لن ينهض الوطن إلّا بالتسامي فوق الجراح…