الغالي شقيفات يكتب : الفلول وعرمان
26ديسمبر 2022
لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان، ظلت كوادر الإسلام السياسي الأمنية والإعلامية تستهدف السيد ياسر سعيد عرمان في شخصه ومجموعاته التنظيمية، ويردد النشطاء من التيار الإسلامي أن عرمان مُتّهم بقتل أحد طلابهم، مع أنه لا علاقة له بذلك بشهادة الوزيرة السابقة لبابة الفضل والقيادي الإسلامي الدكتور المحبوب عبد السلام.
وقد ظلّت بعض الكوادر الإعلامية من الفلول تردِّد هذه الفرية سنين عددا، وينشد المقاتلون منهم في معسكرات التدريب الجهادية مولات وجلالات تقول “ياسر عرمان يا البشير دا شيوعي جبان يا البشير علمتوه كمان يا البشير خان الأوطان يا البشير …الخ”. وكان البشير في لقاء تلفزيوني الذي قال فيه إنه يرتبط بصلة القرابة بعرمان وعندما يناقش احدهم عرمان يردد كلمة أنا كشيوعي وهذا اعترافٌ من البشير بأن عرمان ملتزمٌ بخط نضاله الثوري منذ أن كان في الثانوي.
وحملة اغتيال شخصية عرمان لم تتوقف كل هذه المدة وهو صامد وشامخ يتجاوز كل الكمائن بمهارة قائد مقاتل وسياسي محنك له من الخبرة السياسية والتنظيميّة ما يقارب نصف قرن من الزمان، وهو شخصية فاعلة في العمل السياسي السوداني وصانع للأفعال والأحداث والمبادرات، ليس لديّ ما يجمعني بعرمان وجهاً لوجه، ولكن متابع جيد لنشاطاته مثل كل الشعب، وكذلك متابع للحملة المنظمة التي يقودها ضده فلول النظام البائد وإحدى حركات دارفور من وراء ستار.
وعلى الرغم من حملة التشويه المنظمة ضد عرمان وحلفائه وشركائه في مشروع السودان والتحول الديمقراطي وبناء دولة المواطنة المتساوية، فإن إرادة الجماهير ماضيةٌ وصوت الشارع هو الأقوى، وإن حملة الفلول لن تجد من يسمعها، لأن الشعب خبرهم ويعرفهم من وجوههم ومن لحن القول ومن كلماتهم وخططهم المكشوفة والمفضوحة.
وبحسب خبرتي الممتدة لربع قرن من الزمان في متابعة الحملات الإعلامية للفلول، يمكنني القول إن الحملة ضد عرمان فاشلة فشلاً ذريعاً، وإن اعتمدت على كوادر غير محسوبة تنظيمياً للتيار، وإنها لم تلاق أي صدى على المستوى الشعبي والمحلي، ناهيك عن الصدى الخارجي، وإن الأخبار المجهولة المصادر لا تخلق رأياً عاماً.
كما يمكن القول، إن الحملة عجزت عن تحقيق أغراضها وفشلت في خلق رأي عام مضاد وكسب عرمان، ومعلوم أن التحالف بين مجموعة تدعي مناصرة الهامش وأخرى تجعل نفسها وصية على الدين لن يطول، لأنهم ليسوا في خط متوازٍ أو تكاملي، وعليه ندعو تلك الجهات العمل لقضايا الوطن الكبرى بعيداً عن استهداف الأشخاص واختصار قضايا الوطن في المعارك الذاتية.