وكل دورٍ إذا ما تمّ ينقلب
والحقيقة التي لا انفكاك منها ،أننا الآن في خضم حالة انتقالية قصيرة ستتمخض عنها حالة انتقالية أخرى مدتها 3 سنوات… كل تلك (السواطة) الجارية الآن انتقالية، مهما فعلنا فيها وانفعلنا وكنا (التآلف في انفعالات الأجنة) و (الرقراق أو الضل أو الشموس) فإنها -والله يبعد العوارض – ستنتهي في نهاية الثلاث سنوات المقترحة، وستؤول النهايات إلى حيثيات وتفاصيل أخرى لا تملك الغرف المغلقة و(دحلان) و(ناس قريحتي راحت) كل مفاتيحها.. سنعود الى الشعب السوداني ليحكم بين كل هذه السلع والبضائع ويشرع في الاختيار بمزاجه العجيب الذي لا يستطيع أحد التنبؤ بما يخبئه في دهاليز الزمان..
وستكون السماوات صافية ولجان التحقيق قد فرغت والدانات عملت (خلف دور) وتوجهت نحو الثكنات.. المرحلة الانتقالية على طولها النسبي ـ 3سنوات- ليست مناسبة لتكريس إجراءات جذرية للتغيير (180) درجة، وإبدال كل القديم السوداني وإبداله بكل جديد مفتخر و(جاي من بلاد برة)، تلك محاولة علي استحالتها غير منتجة ومضيعة للوقت ومفسدة لـ(الامآل الكنت بديتها).. صناع الثورة الحقيقيون ووقودها ليسوا هم (الجبهة الثورية) التي تستعد لتحكم بعد ان جاءتها مقشرة وباضت في حجرها وكل الذي فعلته أن أصدرت (تحفظها) فترك المفاوضون (كورنثيا (هرولة) والأصم شايل الدقير) لتتحول معهم افئدة من الناس وتهوي إلى (أديس أبابا) وعلى نفقة الدولة السودانية!؟ ، ما بين غمضة عين وانتباهتها تصبح تلك (المشاكل الداخلية) داخل تنظيم الحرية والتغيير مشاكل كل السودان المحتاج عن حق لفرح.. أي فرح..
حتى اللحظة لم ينعقد (للتغيريين) الجدد أي لواء فلسفي وفكري يسبق عملية التغيير والإصلاح.. ولأن المشي في ظلام الازمة السودانية موحش وقاسٍ ومحتاج لخطة محكمة وتآزر العزائم مع النوايا الحسنة، فإن انعدام الخطة وافتقاد القيادة وغياب الرؤية سيعيدهم الى المشي خلف جنازة الوطن القتيل .
يظلم الانتقاليون أنفسهم وبلادنا حينما يسرفون في الأماني السادرات الوعد، بأن كل شيء سيصبح (عال العال) .. بينما لا جند يتسرب إلينا من (رزنامتهم) -الكلها دسدسة- ليمنح الناس أملا بأن العصفورة ستحلق مكان الطلقة و (مكان السجن مستشفى) .. المناظر ما قبل الفيلم تشي بأن الدرب (رايح ليهم) بحيث إن ما يحتاجونه وفقاً للمعادلة الإقصائية المطروحة هو البدء عملياً في طرح عطاء لبناء (15) سجنًا جديداً ومزيدًا من العربات المصفحة والكمامات .
عليك أن تعرف أن الانتقالية ميقات معلوم لا تلبث أن تمضي بخيرها وشرها ولا يستطيع فيه أي أحد (كائن من كان) أن يفرض إرادة غير إرادة الشعب السوداني، ولا أن يغير سمته أو يبدل ضميره الحي و(الزارعنا غير الله اليجي يقلعنا).
ثمة (غشة حاصلة).. تتكشف فصولها قبل التوغل في المشهد الانتقالي .. لتتداعى الحقائق وتتراص ..
أعدنا إنتاج (عرمان) ليصبح عرابًا وأبًا شرعيًا لسنوات الانتقال ومعلوم خطورة هذا الرجل ورغبته المبذولة في الولوغ في الدماء.. ياسر الذي غادر الخرطوم آخر مرة (مكلبشاً) سيعود إليها بطلًا منتصرًا ومرجعيتها التي لا تراجع..
و(صناع الثورة) تتملكهم الحيرة ويقتلهم اليأس والضجر والثورة تسرق من بين أيديهم و(أعداء الثورة) يطلقون ذات الزفرات.. إذ أن المسروق منهما هو ذات السودان، فهل سيعدونها -الـ3 سنوات أم إن القوم هم القوم كأنهم قريش.